"ليلة القدر أنت كل التمنى.. لقلوب تفيض بالدعوات.. تتهادى السماء نورًا وبشرًا.. حيث تزهو ملائك الرحمات"، "الصلاة والسلام عليك"، كلمات لأحد معالم الابتهالات والمدائح النبوية والإنشاد الدينى على الساحة المصرية، والذي طالما أنعش قلوبنا وأذهل أسماعنا بصوته العذب وابتهاله الخاشع فى ليالى شهر رمضان المبارك وصلاة الفجر. إنه الشيخ المبتهل حسن قاسم الذى رحل عن دُنيانا صباح هذا اليوم عن عُمر يناهز ال74 عامًا، والذي منّ الله عليه بالبصيرة بعد أن فقد نعمة البصر، ووهبه حنجرة ذهبية وصوتًا عذبًا، فأصبح أحد نجوم الابتهالات الدينية فى مصر والعالم الإسلامى ومع إطلالة الفجر يقدم لنا ابتهالاته ومدائحه النبوية من مساجد مصر العامرة وفى غيرها من دول العالم. نشأته وُلد الشيخ حسن قاسم فى كفر الغنامية بالمنوفية قبل 74 عامًا وتعلم القرآن الكريم وحفظه فى كتاب القرية على يد الشيخ العسال، وكان يسمع المشايخ والمداحين والموشحين ويدندن معهم ويطوف معهم البلدان فى الموالد والمناسبات الدينية المختلفة، ثم احترف العمل بالمديح النبوى والابتهالات الدينية فى الثانية عشرة وذاع صيته في الإسكندرية. وبعدها اشتهر فى مصر كلها والعالم العربى والإسلامي بفضل الإذاعة المصرية وإذاعة القرآن الكريم منذ عام 1974 بشعائر صلاة الفجر من مسجد سيدنا الحسين والسيدة نفيسة والسيدة زينب ومساجد مصر فى سهرات وأمسيات واحتفالات أمتع بها مستمعيه بأداء متميز وفتح من الله وروحانيات عالية. طرائف الشيخ حسن كان رحمة الله عليه يشتهر بخفة الظل كعادة من فقدوا نعمة البصر، ومن ذلك أنه كان مدعوًا في عيد ميلاد الرئيس السادات بمسقط رأسه بميت أبو الكوم بالمنوفية، وبعد أن أحيا السهرة ومعه عدد من المشايخ ذهبوا إلى الميكروباص في طريق العودة.. طلب الرئيس من الدكتور البوهي رئيس إذاعة القرآن الكريم وقتها أن يأتي بالشيخ حسن.. فجاء يمشي وعصاه تسبقه، فسأله الرئيس وهو مبتسم إيه اللى فى إيدك ده.. ويقصد العصا.. فرد الشيخ حسن: فتيس غرز يا ريس.. وضحك الرئيس وأهداه عصا مكتوبًا عليها اسمه بماء الذهب.. ولم تفارق تلك العصا يده حتى وفاته. تشجيعه للنادي الأهلي كان يواظب على حضور مباريات النادي الأهلي الذي كان يعشقه، وقد ارتبط بصداقة مع «علي زيوار» مدير الكرة بالأهلي، وكان يحضر المباريات من داخل الملعب، وكان يشتهر براديو الترانزستور الذي يضعه على أذنه، وفي إحدى المرات كان يجلس مع المشير «عبدالحكيم عامر»، الذي كان يرأس اتحاد الكرة في ذلك إلى جانب منصب وزير الدفاع.. وكان معروفًا بتعصبه للزمالك.. فسأل الشيخ حسن: إمتى تبقى زملكاوى يا حسن ؟.. فرد عليه بعفوية: لما أفتح. بدورها، نعت نقابة الإنشاد الديني والمبتهلين بجمهورية مصر العربية، الشيخ حسن مؤكدة أن الشيخ قضى عمره في خدمة مدح سيد المرسلين وآل بيته الطاهرين، وقد رحل بعد صراع طويل مع المرض. وأعلنت إقامة سرادق عزاء، غدًا السبت بعد صلاة المغرب، بشارع محمد أنور السادات بمنطقة مدينة السلام بالقاهرة.