ما لا تعرفه عن مساجد المشاهير

مسجد الحاجة شادية.. فيلا تهديها الفنانة من أجل "الرحمن"
مسجد حسين صدقي.. حلقات ذكر ودروس دينية وتحفيظ القرآن
مصطفى محمود والحصري.. المساعدات والخدمات الاجتماعية للأهالي
تحمل الكثير من دور العبادة داخل مصر أسماء العديد من الشخصيات السياسية والفنية الشهيرة، فبعضهم حرص على إنشائها من أمواله الخاصة، والبعض الآخر كان من قبل الدولة تخليدًا لذكراهم الطيبة في نفوس المصريين، والأمر اللافت في هذه المساجد أن بعضًا منها لم يكتب أصحابها عليها أسماءهم، لكن أهالي المناطق التي شيدت فيها هذه المساجد لم ينسوا أصحاب هذه الهدايا الروحانية فآثروا أن يخلدوا أسماءهم عليها رغم رفضهم.
مسجد شادية
بمنطقة حدائق الأهرام وبشكل خاص في شارع موقف 28, يقع مسجد ومجمع طبي خيري تملكهما الفنانة الراحلة، فعلى الرغم من أن المسجد بعيد عن العمران إلى حد بسيط ولكن يتردد عليه القاصي والداني من كل حدب وصوب من محافظات الجمهورية وذلك نظرًا لأنه يواجه موقف "الميكروباصات" من شمال وجنوب مصر فضلاً عن أن المكان أصبح عامرًا بالمحال التجارية.
مسجد الحاجة شادية أسمه "مسجد الرحمن" لكنه معروف باسم شادية, يحيطه من الخارج بائعو البخور والعطور والسبح ولعب الأطفال ويفصل بينهم وبين المسجد سور حديدي.
يقول محمد عبد المطلب، القائم بأعمال المجمع الخيري ابن عوف، عن تاريخ نشأة المسجد وأصول امتلاك الفنانة الراحلة شادية لهذه الأرض, إنها اشترت الأرض منذ عام 1970 لتبنى فيلا سكنية لراحتها النفسية والاجتماعية في قضاء نهايات الأسبوع والإجازات, وعندما ذهبت للشيخ محمد متولي الشعراوي لاستشارته ماذا تفعل بأموال الفن؟! فأجابها بأن تبنى بهذه المبالغ مسجدًا ومركزًا طبيًا أو مستوصفًا بنصفها والنصف الآخر لتعيش منه بقية حياتها.
وتابع: "نحن نجاور الفنانة في السكن وعرضنا عليها أن نساعدها في إدارة المسجد, وجمعنا تبرعات لشراء الأجهزة والمعدات, وبعد ذلك أشهرنا الجمعية في الشئون الاجتماعية وكانت الفنانة الراحلة ترسل محاميها دوريًا للاطمئنان على المسجد والجمعية الخيرية, وتركت مسئولية المركز والمسجد للإداريين والمتطوعين لأن أساس المشروع تبرعها بالأرض والمال, وتولى إدارة المستوصف أحد المواطنين".
ويقول ربيع صلاح، المسئول عن المركز الطبي ولجنة الزكاة: "المركز يخدم ما يقرب من 300 مريض يوميًا بأسعار مخفضة, أما لجنة الزكاة تأتى إليها تبرعات من كل القادرين داخل المنطقة وخارجها وتقدم المساعدات للأرامل والأيتام شهريًا ما يقرب من 700 فرد".
حسين صدقي
يظهر مسجد الفنان الراحل حسين صدقي في حي المعادى بنهاية شارع 150, وتم افتتاح المسجد بحضور جميع قيادات ثورة 1952 ورئيس الجمهورية الأسبق اللواء محمد نجيب ورئيس الوزراء جمال عبد الناصر ورئيس مجلس الشعب آنذاك محمد أنور السادات وبحضور فضيلة شيخ الأزهر الإمام الأكبر محمود شلتوت ووزير الأوقاف الشيخ أحمد حسن الباقوري وغيرهم من قيادات الثورة بتاريخ الجمعة 23 من أبريل 1954.
وتجد في المسجد كتب القرآن الكريم عليها اسم "مسجد حسين صدقي", وعلى جوانب المسجد توجد منافذ بيضاء عبارة عن صناديق للحفظ ولكنها بالمفاتيح الخاصة بها, وعند العودة إلى المنظر الخارجي للمسجد نجد الصناديق مصطفة بيضاء رخامية لامعة منها للتبرعات والصدقات الجارية.
ويقول الشيخ طه سعد, إمام المسجد, إن المكان يشرف على مشروعين، لجنة زكاة مسجد حسين صدقي تخدم 700 فرد شهريًا وجمعية الصدق الإسلامية للمساعدات الاجتماعية ويباشر العمل داخل المسجد نجل الفنان وهو حسين شهريًا ينتظم على الزيارة ويناقش الاحتياجات, مضيفا: "تعقد حلقات ذكر ودروس دينية وتحفيظ قرآن يومية للنساء وأسبوعية للرجال".
مصطفى محمود
قد يجتمع العلم والإيمان في مكان واحد, العلم في مركز طبي تراه أقرب إلى معهد كبير وعلمي يزوره الناس من كل حدب وصوب من مختلف المحافظات, والإيمان داخل مسجد ذي رونق جمالي وتراثي يجمع بين حفظة القرآن الكريم وراغبي تعلم أصول الدين الإسلامي من مختلف الجنسيات.
أنشأه مصطفى محمود بوسط شارع جامعة الدول العربية بمنطقة المهندسين, فتم تشييده في عام 1979, واكتسب أهميته من كم التبرعات المالية التي يقدمها للفقراء, إضافة إلى العيادة الملحقة بالمسجد والتي تقدم الخدمات الطبية بأسعار مخفضة وعلى درجة عالية من الكفاءة.
ويشتهر المسجد أيضًا بتنظيم احتفاليات سنوية في المناسبات الدينية الرئيسية مثل رأس السنة الهجرية والمولد النبوي الشريف يحضرها شيوخ من كبار علماء الأزهر الشريف وقيادات محلية مثل المحافظ ين وأعضاء المجلس المحلى والتنفيذي وأعضاء مجلس النواب.
ويتبع المسجد معهد ديني يقع في دور علوي للنساء والرجال, بتقاسم الأيام على مدار الأسبوع, يحاضر فيه عدد من الداعيات والدعاة من حفظة القرآن الكريم والأحاديث النبوية, وتُعطى داخله دروس فقهية في السيرة وأصول تجويد آيات القرآن.
وكل هذه القطاعات السالفة الذكر تتبع الجامع تحت مسمى "جمعية مسجد مصطفى محمود", ولها فروع في مناطق الزمالك ووراء مسرح البالون في المهندسين والعجوزة، ويعتمد عملها الأساسي على تقديم المساعدات والخدمات الاجتماعية والثقافية والعلمية والأنشطة الصحية, وتعتمد موارد الجمعية على التبرعات والهدايا والمعونات والإعانات الحكومية.
عمر مكرم
مسجد شهد الثورات, فمنذ عام 1972 في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عرف التظاهرات من أجل الضغط على الدولة للمطالبة بالحرب مع إسرائيل وتحرير سيناء, وثورة الخبز في عهد الرئيس السادات في 18 و19 يناير عام 1977 وصولاً إلى ثورتي 25 يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسنى مبارك و30 يونيو 2013 التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد مرسى.
يقع المسجد داخل ميدان التحرير بشارع سيمون بوليفار بجوار مبنى المجمع الحكومي الخدمي ويحده من ناحية اليسار مبنى جامعة الدول العربية والفندق الأكثر شهرة "ريتز كارلتون" ويواجه 6 شوارع من أشهر الأماكن المعروفة بمنطقة وسط المدينة وهى قصر العيني, محمد محمود, قصر النيل, طلعت حرب, البستان وشارع شامبليون.
عمر مكرم هو الزعيم الوطني الشعبي الذي عُرف بمناهضته ضد المماليك الحاكمين والاستبداد والظلم بقيادته للثورات والتحركات النضالية, فباتت الشخصية ومن خلال تواجدها بميدان التحرير المكان الذي تطفو عليه هذه الميزة وهى الإحساس بروح الثورة والحراك الشعبي, رمزًا اتخذه الملايين للعزة والكرامة.
وبني المسجد في العهد الملكي ونسب للشيخ العبيط أحد أهم مشايخ الأزهر الشريف آنذاك في القرن ال12 الميلادي, وعقب ثورة 52 قامت وزارة الأوقاف بعمل توسيعات داخله وغيرت اسمه إلى مسجد عمر مكرم اعترافًا بذكرى الزعيم الذي أنشئ الحركة الشعبية ضد استبداد الحكام, صمّم المسجد المهندس الإيطالي ماريو روسي، الذي عمل في وزارة الأوقاف، وأسلم وعاش حياته في مصر, وأصبح فيما بعد معروفًا بالمسجد الذي تُشيع منه الجنازات وتقام ليالى العزاء الخاصة بالمشاهير.
الحصري
صمم مسجد الشيخ محمود الحصري كبير قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي, بمدينة السادس من أكتوبر, بقبابه الأربعة وتعتبر أكبر قبلة بالمسجد هى أكبر قبلة على مستوى مساجد العالم العربي حيث تزيد مساحتها على 2 متر، كما يعد منبر المسجد من أضخم المنابر الموجودة في القاهرة الكبرى, وجدرانه الحجرية المطلاة باللون البني وعليها نقوش معمارية تتصف بالبراعة, فضلاً عن تصميم درجات السلالم الصاعدة إلى المسجد فتظهر بحجمها الضخم وتتخللها رسومات على هيئة أحجار صغيرة لامعة، ما ساعد في إضفاء منظر جمالي هادئ للمسجد من الخارج.
افتتح المسجد فى شهر رمضان عام 2005, وهو يتسع لحوالى 5 آلاف مصلى من الرجال والنساء وقد تم بناء هذا المجمع الإسلامى الكبير بالجهود الذاتية والتبرعات العينية من أهل الخير, وأقيمت جمعية خيرية كبيرة تابعة للمسجد تحت إشراف وإدارة ابنة الشيخ الحصري الدكتورة إفراج الحصري المعروفة بياسمين الخيام, بالاشتراك مع نجليه الدكتور محمد الحصرى وإيمان الحصرى.
ويضم المسجد قاعتين -صغرى وكبرى- للمناسبات، كإقامة سرادقات العزاء للشخصيات المشهورة وحفلات عقد القران وأعياد الميلاد, وتوجد داخله عدد من اللوحات الفنية التي تعكس الفن الإسلامي والخط العربي، والتي من بينها لوحة نادرة للفنان العالمي سيد إبراهيم، إلى جانب المشربيات المصنوعة من الأرابيسك في مصلى السيدات.
ومن أوائل الدعاة الذين حاضروا في المسجد الشيخ أحمد محمود كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وطلعت عفيفي عميد كلية الدعوة في جامعة الأزهر سابقًا، والداعية محمد حسن عثمان، وعمرو خالد، والداعية الشاب مصطفى حسني، والشيخ محمد حسان والشيخ الداعية عائض القرني.
جمال عبد الناصر
مسجد جمال عبد الناصر المعروف بمسجد كوبري القبة الخيرى, ويقع بين شارعى الخليفة المأمون ومحمود شكرى على قرابة من وزارة الدفاع ومسكن عائلة ناصر القديم بمنشية البكرى, أسس المسجد على الطراز العربى الإسلامى وتميز بنقوشه المعمارية، بدأ العمل في المسجد عام 1962، وكانت أرضه مهداة من الدولة لجمعية كوبري القبة الخيرية بإيجار رمزي قدره جنيهًا واحدًا سنويًا وفي عام 1965 أمر عبد الناصر باستكمال المشروع على نفقة الدولة وأشرف على إعداده وتجهيزه القوات المسلحة المصرية، وتكلف إنشاؤه أكثر من 300 ألف جنيه.
ويشمل المسجد ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى رحل فى عام 1970, وليس كأى ضريح ولكنه بات قبلة لمحبيه وناصريه يوميًا وإن كان العدد يفوق المئات فى إحياء ذكرى رحيله من كل عام, وعندما ترغب فى زيارته ستجد أكاليل الزهور فوق قبره والمكتوب على جوانبه فاتحة الكتاب وسور الناس والفلق والصمد، وأيضًا عبارة "فى رحاب الله رجل عاش واستشهد من أجل خدمة الوطن".
وينفصل الضريح عن المسجد انفصالاً تاماً، إذ ينفرد ببوابته الكبيرة التى تطل على شارع الخليفة المأمون، وتبعد عن بوابة المسجد التى تطل على المسافة الواقعة أسفل كوبرى السيارات الذى يصل ما بين شارع الفنجرى، وميدان حدائق القبة، وفى حين يقع الضريح فى الطابق الأرضى، فإن المسجد يرتفع قليلاً ليحتفظ للأماكن المخصصة للصلاة بخصوصيتها.