(1) يقول "جوليان أسانج" مؤسس موقع "ويكيليكس" أن الفيسبوك حسب كلامه (أكبر جهاز مخابراتي في العالم)! شركة “كمبردج أنالتيكا”، صاحبة فضيحة التجسس على ملايين المستخدمين بالفيسبوك للتأثير على الحملات الانتخابية، اتضح أنها على صلة بشركة صينية يملكها "إريك برنس"، مؤسس شركة "بلاك واتر" للمرتزقة. أما "ألكساندر نكس"، رئيس "كمبردج أنالتيكا" المقال، فهو مدير لشركة "إمرداتا"، التي يرأسها نائب رئيس مجلس ادارة شركة"FSG" الصينية للأمن التي يملكها "إريك برنس" بالمشاركة مع CITIC كبرى شركات الصين. وشركة FSG هي شركة خدمات أمنية لحماية مصالح الشركات الصينية في الخارج.. ماذا يعني هذا الكلام؟! يعني هذا الكلام بأن ثمة تعاون استخباراتي على مستوى غير مسبوق بين دول تظهر عداءاً فوق الطاولة، وقد يتم إنكار هذا الأمر ثم اختراع حجج ك "محاربة الإرهاب وغيرها" في حال افتضحت تفاصيل هذا التعاون! (2) نص اتفاقية الفيسبوك والتي تقوم بالموافقة عليها بضغطة زر دون قراءتها كاملة؟!.. يخبرونك بأن لهم الحق كاملاً في بيع معلوماتك الشخصية "بشكل عام" وأنت لا تدري بالتفاصيل التي تخص "مصطلح المعلومات الشخصية" والتي تشمل انطباعاتك وزياراتك للصفحات وإعجاباتك والأصدقاء، وآرائك السياسية الدولية تجاه القوى الكبرى نزولاً إلى فريقك الذي تشجعه ولاعبك المفضل. "الاستقصاءات والمسح survey”، واختيارك للتطبيقات والألعاب وكذا مستوى تقدمك داخل اللعبة يكشف عن نوعية شغفك، فضلاً عن إجاباتك على الأسئلة الطريفة في التطبيقات الإلكترونية حول شكلك المتوقع وعمرك ووظيفتك الحقيقية وغيرها من الطرائف (أنت تستهين بذلك)، ولكنه في الحقيقة كشف ملامح وأركان شخصيتك ومستوى تفكيرك ورغباتك الشخصية قد حقق هدفه المنشود ويمكنهم التأثير عليك وتبديل أفكارك وآرائك بطرق مبتكرة كما تمنحهم هذه المعلومات فرصة لتجنيدك أو تجميدك تبعاً لنقاط القوة والضعف لديك، أما في حال زيارة مواقع الميديا ومشاهدة الأفلام بأنواعها والمقاطع القصيرة فيمكنهم الكشف عن ميولك ومدى قابليتك للإستدراج وماذا تريد وما هي الأشياء التي تعجبك أو تستهويك، لقد تم وضعك في جداول مع أشخاص يشبهونك تماماً ليتم التأثير عليكم لاحقاً. الأمر الآخر، هو أنهم لم يتركوا لك شيئاً، فمرورك على لوحة المفاتيح ومجرد تفكيرك في كتابة "بوست" داخل الفيسبوك ولو قمت بإلغاؤه قبل تسجيله يتم وضعه كمسودة مخفية بإسمك وتظهر لدى إدارة الفيسبوك، ويسمح لمن خولهم لمتابعتك من الشركات والمنظمات لمعرفة طريقة تفكيرك وهل يمثل ضرر للأمن القومي للأطراف المستفيدة أم لا، فالأطراف المستفيدة قد تكون أسيوية أو غربية أو شرق أوسطية.. وهناك مفاجآت تخص توظيف دول لكيانات غير قانونية ومرتزقة، وهي معلومات لن يعرف قيمتها إلا كبار الساسة في العالم. (3) الذكاء الإصطناعي الذي تسمع عنه بالأفلام وتصطدم فيه الحكومات مع المبتكرين يطبق في هاتفك وبيتك، ولا تتفاجىء أيضاً عندما تتحدث عن موضوع أو تذكر اسم مؤسسة أو منظمة أو أشخاص مشاهير، ثم تفاجىء بإعلان على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث تحول الصوت إلى كلمات داخل خانة الوصف الإعلانية، ومن خلال خوارزمية تجمع بين موقعك الجغرافي والكلمة وأرقام الهاتف والإيميلات، يمكن أن تجد إعلانات هي في الأساس بعقلك الباطن أو اسم منتجع سياحي تفكر بالذهاب له. هذا التأثير الكبير جعل الحكومة الألمانية تقول: إن على فيسبوك أن توضح إن كانت البيانات الشخصية لرعاياها البالغ عددهم 30 مليونا خاضعة للحماية بما يمنع أطرافا ثالثة من استخدامها بشكل غير قانوني، وذلك وفقا لتقرير نشرته الصحف الصادرة عن مجموعة فونكه الألمانية. (4) بجانب دور "الفيسبوك"، يوجد ثلاث برامج حكومية أمريكية، تستفيد بها وكالة الأمن القومي وهي "ماينوي Mainway، و برنامج نيوكليون Nucleon، ومارينا Marina، وهي جزء من آلية ضخمة للتجسس وبقدرات مذهلة تسيطر على الخوادم الإلكترونية للشركات والمؤسسات المراد مراقبتها، فهناك جيوش تستخدم في عمليات المراقبة أو نشر الدعاية، ويقال أن رجل أعمال عربي يملك بعض المؤسسات لخدمات الحوسبة والحماية الإلكترونية والتعليم، له علاقة بمثل هذه الأنشطة ويدعي صلته بملوك وزعماء عرب ليغطي على أعمال حماية وترتيبات تخص مؤسسات وبنوك عربية قد يُكشف عنها لاحقاً. فإقرار الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك"، "مارك زوكربرج"، بأن شركة التواصل الاجتماعي ارتكبت أخطاء حين فتحت المجال لوصول بيانات للمستخدمين إلى شركة "كمبردج أناليتيكا".، يظهر في الأفق أمور كثيرة قادمة تخص المؤسسات الكبرى والتي قد تكشفها مؤسسات صغيرة وأشخاص لا يؤبه لهم كما فعل "جوليان أسانج". فكما تواجه أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم تدقيقا متزايدا في أوروبا والولايات المتحدة فيما يتعلق بكشف معلومات الجمهور وبيع البيانات ربما تواجه نفس الشىء مؤسسات عربية لها علاقات بهذه الأنشطة وتقوم بقنص المعلومات بحجج محاربة الإرهاب وتنفيذ ميثاق الأممالمتحدة، ولكنها ليست بمنأى عن فضيحة تقضي على وجودها وتكشف جرائم تم ارتكابها في حق دول عربية وبنوك ومؤسسات تم إخضاعها عبر الإبتزاز. [email protected]