مهنة الخردة أو الروبابكيا أو الكهنة أو الأشياء القديمة والأنتيكات والتحف.. كلها مسميات واحدة لكل من يعمل فى هذا المجال الذى انفردت به قرية قلمشاة التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم فأكثر من 10 آلاف نسمة يفتحون بيوتهم على هذه المهنة ويعتمدون عليها اعتمادا رئيسيا حتى اكتسبت القرية شهرة كبيرة على مستوى الجمهورية جعلها تحتل المركز الأول فى تجارة الخردة. يقول المعلم ياسر الكنز، من كبار تجار الخردة بمدينة السادس من أكتوبر: "أنا حاصل على ليسانس شريعة وقانون من جامعة الأزهر، أعمل فى تجارة الخردة منذ أكثر من 17 عاما، حتى اكتسبت خبرات تؤهلنى لتجارة الخردة أو تجارة المستعمل". وأضاف أنه يعمل فى هذه المهنة طلاب حاصلون على مؤهلات عليا ككليات التجارة والشريعة والقانون والتربية والخدمة الاجتماعية ودار العلوم، والتى يعمل بها أكثر من 2000 سريح و1000 تاجر وصاحب مخزن وتفتح بيوت أكثر من عشرة آلاف نسمة، ولا يخلو بيت من بيوت القرية إلا وهذه المهنة موجودة فيه. وتبدأ من المشترى السريح من خلال عربة كارو وحمار، وهذا كان فى الماضى قبل انتشار السيارات الصغيرة والترويسكلات وكنا نقوم بتأجير العربة والحمار ب 7 جنيهات فى اليوم، هذا بجانب عليق الحمار مقابل أن يقوم السريح ببيع ما يتحصل عليه من الخردة لصاحب المخزن. أما الترويسكل فيتم تأجيره ب 25 جنيها فى اليوم، بالإضافة للبنزين والزيت، ونحن كأهالى قرية قلمشاة نحتل المركز الأول على مستوى الجمهورية فى تجارة الخردة ونتمركز فى "عزبة أبوحشيش، وغمرة، وسوق التونسى، والمرج، وكرداسة، والمطرية، ومؤسسة الزكاة، والزاوية الحمراء". وأوضح الكنز، أن الخردة عبارة عن حديد ونحاس وزهر وألومنيوم ورصاص، وهناك القديم يتمثل فى الموبيليات والأخشاب والأجهزة الكهربائية القديمة والتحف والأنتيكات، وأكثر ما يحقق الربح فى هذه المهنة هو الحديد، ونحن كتجار خردة نقوم بإرسال الشغل للمصانع من خلال متعهدين، وهم حلقة الوصل بين المصنع وتجار الخردة، أو ما يعرف بالشريحة، فهذه المهنة تحقق أرباحا كبيرة، فمتوسط دخل من يعمل فيها فى الشهر نحو عشرة آلاف جنيه. وأكد أن العمل فى هذا المجال دائم وليس موسميا، لأن هناك أشخاصا يعشقون المستعمل والحاجة القديمة "ناس بتستنشق الخردة"، لأنه كل يوم تكتشف جديدا فى الخردة عبارة عن تحف وأنتيكات، لأنه للأسف هناك من يعملون فى هذا المجال لا يعرفون قيمتها. وتابع قائلا: "من الحالات النادرة التى مرت بى خلال عملى فى هذا المجال عندما اشتريت ساعة من سريح ثم قمت ببيعها لأحد الزبائن، وكانت عبارة عن ساعة ترجع للعصر الملكى داخل بروز خشبية بمبلغ 120 جنيها، وقبل ما الزبون يتحرك قام ببيعها بأربعة آلاف وخمسمائة جنيه واللى اشتراها كان راكب سيارة جيب وخدها وطار، فى هذا الوقت شعرت بأننى لا أعرف قيمة هذه الأشياء التى أتاجر فيها".