سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو.. أصحاب محال الأنتيكات يكشفون أسرار المهنة.. مصدرها المنازل القديمة وأهمها شغل النحاس.. أزمة السياحة أدت لضعف المهنة وقلة فنانيها.. معظم الزبائن الآن هواة.. وأغلى قطعة بيعت ب 12 ألف يورو
عرفت تجارة الأنتيكات في مصر منذ عصر محمد على باشا وقبل بدايات القرن العشرين على أيدي الرعايا الإيطاليين واليونانيين الذي كانوا أول من وضعوا قواعد هذه التجارة، وكانت منطقة خان الخليلي بحي الحسين هي أول سوق التحف القديمة في مصر، ثم تلتها منطقة وسط القاهرة وتحديدًا شارع هدى شعراوي في ثلاثينيات القرن العشرين، إلى أن أصبحت أكبر سوق للتجارة التحف الآن في حي الحسين، حيث يوجد تجميع لأكثر من عشرين متجرا كبيرا، تعرض النادر من الفضيات والخزفيات والمعادن والعاملة النادرة وغيرها من التحف والانتيكات القديمة التي مر عليها أكثر من 100عام، وفي عهد محمد علي كانت تجارة الانتيكات بمعناها الصحيح أي القطع الأثرية سواء القبطية أو الفرعونية، وتعتبر تجارة التحف والأنتيكات من أقدم النشاطات التجارية والفنية في مصر. وبرغم العوامل العديدة التي أثرت في حركة هذه السوق صعودًا وهبوطًا في فترات معينة، ما زال لتجارة الأنتيكات بريقها وجاذبها خاصة لدى طبقات وفئات معينة من الناس. وفي المقابل ما زال يتوارث هذه التجارة عائلات جيلا بعد جيل. لتجارة التحف والانتيكات وسوقها أسرار وقواعد لا يعرفها إلا قلة من الخبراء. وهي مثل أي سوق لها مواسم، وفيها الأصلي والمقلد والنادر، ومنتجاتها قد تكون من إنتاج معامل محترفات عالمية عريقة أو إنتاج فنانين أفراد مشهورين ممهورة بأناملهم. وهنا حاولت "البوابة نيوز"، الاقتراب من سوق الأنتيكات في مصر للتعرف على بعض أسرار هذه التجارة من أفواه أصحابها. وفي البداية كان لا بد من التمييز بين كلمة "أنتيك" وكلمة "تحف" في مصطلحات تجار التحف والأنتيكات في مصر. فكلمة "أنتيك" تعني القطع الأثرية القديمة التي يفوق عمرها المائة سنة، فتشمل مقتنيات القرن التاسع عشر الميلادي وما قبله من العصور الإسلامية والقبطية والفرعونية. وهي تنقلت بالبيع أو الإهداء بين الملوك والأمراء والأعيان من مصر والعالم، خاصة أنه حيث لم تكن هناك قوانين تحظر تداولها. وهذه التجارة انتهت عمليًا منذ إنشاء المتاحف التي استوعبت هذه الآثار وسن القوانين التي حظر الاتجار بها. أما «التحفة»، كما يعرّفها أصحاب هذه المهنة فهي القطعة التي قل مثلها أو التي لا تتكرر، فإن تكررت تدنّت قيمتها، ومنها التماثيل واللوحات الممهورة بأسماء أشهر الرسامين والنحاتين العالميين، وقطع الأثاث والخزف الموقعة بأسماء معامل الماضي المميزة التي ما عادت موجودة اليوم. وعلى هذا فالتجارة المعروفة الآن في مصر بتجارة الأنتيكات... ليست إلا تجارة تحف فقط. وحاورنا أصحاب المحال الذي شعارهم هو "من فات قديمة تاه"، ومنه تستمد مهمتها وخصوصيتها، حتى لا يتوه الحاضر، أو يصبح مرثية ذابلة على جدران الزمن حيث قال طارق إسماعيل صاحب أحد محال تجاره الأنتيكات في شارع الصاغة أنه بدا العمل في مهنة تجارة الأنتيكات منذ 15 عامًا ويقول إنها اختلفت منذ 10 سنوات تقريبًا عن زمان، وأنه يأتي بالأنتيكات والتحف من المنازل القديمة والمزدات كما يوجد بعض الأشخاص يأتوني ببعض الأنتيكات، ويضيف طارق أن إقبال الزبائن المصريين على شراء الأنتيكات قليل جدًا، ولكن الزبون الاجانبي هو ما يقدر الأنتيكات القديمة وخاصة النحاس، وأكد طارق أن الاقبال من قبل المصريين والاجانب اصبح قليلا جدا بعد ثوره 25 يناير، لأنه حاليا لا يوجد سياحة في مصر بقوة، ونتيجة لذلك فهناك أوقات ببيع الانتيكات بسرعة لتوفير المصاريف اليومية اللازمة، ومن يشترى حاليا هو زبون السياحة الداخلية، وهم من الهواة الذين يعشقون القطع الأثرية والعملات القديمة وأسطونات الجرمافون وشغل النحاس القديم، وأسعار الانتيكات تبدأ من جنيه إلى 12 ألف جنيه، حسب حجم كل قطعة. وأشار طارق إلى أن أغلى الأنتيكات التي بعها خلال العشر سنوات الماضية كانت عبارة عن أيقونة قبطية أصلها يوناني، وهى عبارة عن لوحة لصورة المسيح مرسومة بالألوان الزيت ومطعمة بماء الذهب وقد اشترها سائح إيطالي الجنسية ب 12 ألف يورو. ويضيف وجيه محمد موسى، صاحب محل الانتيكات في شارع الصاغة بالحسين، ويبلغ من العمر 53 عاما، أنه يعمل تاجر انتيكات منذ 40 عاما، وأشار إلى أن المهنة تختلف قديمًا عن الآن، لأن شغل الانتيكات قديما لم يكن هكذا، إنما كان يعتمد على بيع جهاز العروسة، وكان عبار عن شغل النحاس من السرير النحاس وأدوات المطبخ النحاس، إنما الآن شغل النحاس عبارة عن انتيكات عمرها يصل إلى 100 عامًا، والآن قطع الانتيكات يكون عمرها 60 عامًا، وهنا نبدأ في تصنيع أنتيكات زمان من أول وجديد. ويضيف وجيه أن تاريخ تجارة الأنتيكات بدأت بعد حرب 73 بعد الانفتاح ودخول السياحة في مصر، بدا الناس ينتبهون إلى تجارة الانتيكات، وكان وقتها معظم الانتيكات تأتى من صعيد مصر، وكانت عبارة عن "تشت وأبريق هندي قديم، وسدرية منقوشة". وأشار وجيه إلى أن شغل زمان كان يدويًا على يد نحاسين، والنحاس هو الذي يبدأ في تشكيل القطعة إلى أشكال جميلة تبهر النظر، حيث كان النحاس يأخد وقت 3 أسابيع في تصنيع قطعة من الانتيكات، والآن يوجد نحاسين في خان الخليلي لتصنيع قطع الانتيكات حتى لا تنقرض.