الزواج المبكر سيحمي المجتمع من كثير من الكوارث فلماذا لا نطلق مبادرة جريئة لتفعيله.. الشباب الغربي قنن العلاقات الغير شرعية يعمل بجانب الدراسة ويتكفل حياته بينما شبابنا يعيش حياة يرثى لها يعامل كطفل في المنزل وعليه انتظار سنوات طويلة حتى يتخرج ويجد عملا ويوفر مالا وكثيرا ما يتجاوز الثلاثين وهو يكون في مستقبله المزعوم.. طيلة هذه السنوات يعاني العنت او يقع في فخ العلاقات المحرمة وبعد هذه السنوات نجده يبحث عن فتاة تصغره بسنوات طويلة كتلك التي جاورها أثناء دراسته في الجامعة وتبقى الفتاة من جيله وقد تجاوزت الثلاثين هي أيضا تعاني المشكلة مضاعفة فلا يتقدم لها إلا من له ظروف خاصة بينما كان نفس هذا الشاب منذ سنوات يراها أميرة أحلامه لكنه لم يكن يجرؤ على الاقتراب ولو اقترب وتقدم فسيكون مصيره لا محالة الرفض وسيصمه المجتمع بالجنون بينما بعد مرور هذه السنوات ستتمنى هذه الفتاة وأهلها شاب مثله بدلا من العجوز والأرمل وهذا الذي يريد تجديد حياته الزوجية ما الحل إذن ؟ يتزوج الشباب في سن مبكرة وأثناء دراستهم الجامعية أيضا ..كيف ؟ تبادر الأسر العاقلة والمتدينة بتقديم نمط مختلف عن الزواج نتخلى فيه عن كل الشكليات الزائفة فكل ما يحتاجه الشاب والفتاة لإتمام الزواج شقة صغيرة جدا بالإيجار ( غرفة وصالة صغيرة كافية جدا للبداية) أثاث بسيط: سرير ودولاب صغير مزود بمرآة أريكة منضدة صغيرة وكرسيين .. خاتم أنيق من الفضة هدية رمزية للعروس عمل بسيط للشاب يدر عليه دخل يكفي الإيجار والطعام حفلة صغيرة في المنزل لا يدعي لها الا المقربون هل هذا مستحيل ؟ قد يبدو الأمر جنونيا أو مستحيلا لكنه ليس كذلك لمصلحة الشاب ولمصلحة الفتاة أيضا أليس أفضل من تلك العقود العرفية المنتشرة والتي لا تندهش عزيزي القارئ إذا تعثرت بإحداها ملقى بلا مسئولية فوق سلالم أحد الكليات وربما في احد الزوايا بالمدرجات . مشاكل وحلول : كيف تتزوج الفتاة أثناء الدراسة وتمر بتجربة الأمومة ..ستفشل في دراستها خاصة لو كانت في كلية عملية ؟ الكثير من الفتيات ينجحن بحكم التجربة.. أيضا لا مانع من تأجيل الحمل وهناك وسائل آمنة لذلك وإن كان النسل مقصد شرعي للزواج إلا أن العفاف والإحصان مقصد شرعي له الأولوية . حتى لو عمل الشاب فإن دخله لن يكفي تلك المسئوليات بالإضافة لتكلفة الدراسة ؟ ما المانع من مساعدة الأهل بذلك المصروف الذي كان يتقاضاه الشاب والفتاة وهم في بيت الأسرة . من الممكن المعيشة مع أهل الشاب لو المكان يسمح بذلك فيتم ضغط كثير من النفقات ومن الممكن أن يتكفل آهل الفتاة تكلفة دراستها . المبلغ الذي كان سيدفعه أهل العريس وأهل العروس في الفرح والجهاز يتم تقديمه كإعانة شهرية أو سنوية للشابين . عمل صندوق من آهل الخير يقدم الدعم بموجب عقد الزواج وأدعو الموسرين ممن تؤرقهم مشكلة العنوسة بتقديم التبرعات لإعفاف شاب و فتاة بدلا من السعي لحل مشكلة الفتيات فقط وكأن الشباب مخلوقات من الحجر الأصم . الشباب في هذا السن لا يتحملون المسئولية وعواطفهم متقلبة وقد يتحول هذا الزواج لنزوة؟ كلام غير صحيح بالمرة فشبابنا ليسوا اطفالا فقط نحن من ننظر لهم هكذا ولو نظرنا لهم كما نظر نبينا لأسامة بن زيد لتغير الأمر كثيرا . الشباب في هذا السن مثاليون كثيرا ويحبون بعمق ولا يخونون من أحبوا واسألوا الشباب عن معنى الحب الأول كيف نضمن حق الفتاة في المهر والجهاز ؟ نكتب قائمة ونضع فيها ما نريد وما ننتظر من الشاب عندما يصل لما بعد الثلاثين أن يقتنيه في بيته وقيمة المشغولات الذهبية التي جرت العادة عليها . الأفكار كثيرة وممكنة فقط لو تخلينا عن طرق التفكير العقيمة التقليدية التي أوصلت شبابنا لهذا المأزق الحاد والمستنقع الذي زكمت رائحته الأنوف .