الزواج كيان أسرى محكوم «بفلسفة» شرعية وتشريعية، لتكوين مؤسسة هى نواة المجتمعات السليمة والصحيحة التى تمتد اصولها من الدين والشرائع السماوية لتنظيم المجتمع، وضمان مسار العلاقات السوية لتشكيل الاسرة على اساس سليم، مع ضمان حقوق المرأة وايضا الرجل، والأطفال الناجمين عن هذا الزواج الشرعى، ويتفرد الإسلام بامتلاكه فلسفة معجزة الزواج لتجمع بين الواقعية والسمو.. ولا تتصادم مع الفطرة البشرية وكلما كانت هذه الفلسفة مستندة إلى مرجعية ثابتة حكيمة كانت السعادة والاستقرار من نصيب الزوجين وكل أفراد الأسرة، وكان ايضا الاستقرار والصلاح من نصيب المجتمع، غير انه فى السنوات الاخيرة شهدت مصر أنواعاً جديدة وغريبة ودخيلة على مجتمعنا من العلاقات المحرمة والتى تتوشح زورا باسم الزواج، والزواج الشرعى منها براء وفقا لإجماع آراء رجالات الدين وفقهاء الشريعة والقانون، فظهر الزواج العرفى السرى بين شبابنا فى الجامعات وفى المدارس الثانوية خاصة منها الفنية والصناعية لوجود فراغ تعليمى وفراغ فى الوقت بين الطلاب، وزواج المتعة بالاضافة، وزواج المسيار والهبة، والبزنس والأندية، وكلها أنواع من العلاقات الحرام التى لا تتوافر فيها ابدا شروط الزواج الشرعى الذى تقره كل الأديان، من ضرورة الاعلان عن الزواج وتوافر المكونات المادية لاتمام الزواج من مسكن وأثاث ومصادر للإنفاق على الزوجة، وأصبحت هذه الأنواع من الزيجات الباطلة شرعا ليست إلا وسيلة وهمية لتقنين وقبول علاقات جنسية محرمة بين الشباب والفتيات، ينتج عنها عشرات الآلاف من الأطفال السفاح الذين يتم التخلص منهم على الرصيف، بجانب ما تسببه هذه العلاقات الحرام من تدمير للأسر وتخريب للمجتمع المصرى، وتغريب للاخلاق وتضييع للدين، «الوفد» تفتح الملف كاملا ليطرح المشكلة والاسباب والحل مع لفيف من المعنيين بهذه القضية التى باتت ك«تسونامى» عاصف يجتاح البيوت المصرية ويهدد بانهيار أصول المجتمع. «فتح قرار وزير العدل بالزام أي أجنبي بوضع مبلغ 50 ألف جنيه لحساب الزوجة المصرية حال زواجه بها الباب على خلفيات الكوارث التي خلفها الزواج من أجانب وكوارث الزواج غير الشرعي بصفة عامة، خاصة أن محاكم الأحوال الشخصية ضجت مؤخرا بالعديد من القضايا التى تقيمها سيدات مجتمع وفنانات معروفات ضد رجال معروفين أو ضد الأجانب، لإثبات نسب اطفال ولدوا نتيجة زواج سرى لم يتم توثيقه وفقا للشرع والقانون المصرى حتى بات هناك اكثر من 13 ألف قضية اثبات نسب أمام المحاكم وما خفى كان أعظم، لعل ابرزها قضية الفنانة زينة والفنان احمد عز، هذه القضايا المعلنة امام الرأى العام ليست الا جزءا صغيرا من كل القضايا التى تشهدها المحاكم لإثبات النسب أو اثبات زواج غير شرعى لم تصل أنباؤها إلى الاعلام لسبب أو آخر، كما ان هناك عشرات الالاف من حالات الزواج اللاشرعى تتم فى صمت، ويحدث الطلاق بين الطرفين وفقا لهما ايضا فى صمت وبعيدا عن أعين الآباء أو الأسرة، تجنبا للفضح الاجتماعى، ومن هذا المنطلق فان أي أرقام تصدر عن ذلك الموضوع فهي غير صادقة لأن «ما خفي كان أعظم فالفتيات يتزوجن عرفيا ويتم طلاقهن دون أن تعرف أسرهن شيئا عنهن»!.. بل الكارثة تتمثل فى ان الفتيات يقمن بعمل عمليات «إعادة عذرية» حتي يستطعن الزواج مرة أخرى.. ولا يستطيع الزوج اكتشاف ذلك، ولعل الإحصائية التى نشرتها قبل أيام وزارة التضامن الاجتماعى تكشف الأبواب الخلفية لكارثة الزواج السرى بين أبنائنا خاصة فى الجامعات، وهى احصائية رسمية لا تعبر ابدا عن الارقام الحقيقية على أرض الواقع، فهناك دوما فارق بين ما هو رسمى وما هو واقعى والاحصائية الصادمة تشير الى أن هناك 552 ألف حالة زواج عرفي بين طلبة الجامعات المصرية، أي اكثر من 11٪ من تعداد الطلبة والبالغ عددهم 5 ملايين طالب!.. وتقول الاحصائية ان هذه الزيجات السرية غير الموثقة وغير الشرعية اثمرت عن انجاب 41 ألف طفل مجهولي النسب، والكارثة الأكبر، هى انتشار الزواج العرفى السرى فى الصعيد أيضا بصورة غير مسبوقة، ليس بين طلاب الجامعات فقط، بل بين طلاب الثانوية للمدارس الفنية والصناعية، وأرجع مسئولون فى علم الاجتماع والتربية سبب ذلك الى ساعات الفراغ التعليمية التى يواجهها طلاب المدارس الفنية، وإلى غياب العملية التعليمية والتربوية، حيث لا يوجد اى رقابة او التزام بالحصص، بجانب غياب الوعى الدينى، وبعد ان كنا نتغنى بترابط وأخلاق المجتمعات فى صعيد مصر ومدى التزامها بالدين والاخلاق، تفلت العقال، وطالت العلاقات الجنسية المحرمة هذه المجتمعات لتلحق بمجتمعات المدن المزدحمة والمفتوحة على العالم الخارجى من خلال تقنية الاتصالات وعالم الانترنت والفضائيات، حتى إن بعض أولياء أمور الفتيات قاموا بإخراج بناتهم من المدارس الفنية وإبعادهن عن التعليم خوفا عليهن من الوقوع في شباك الزواج العرفي الذي يمكن ان يقود الاسرة الصعيدية الى قتل الفتاة، حيث يعتبر الزواج العرفي السري إحدى جرائم الشرف. زواج الهبة فى جولة لنا بجامعات القاهرة وحلوان وعين شمس، لاستبيان مدى انتشار ظاهرة الزواج السرى بين الطلاب، كانت الفاجعة فى انتظارنا بردود طلاب تشابهت اجاباتهم لتؤكد اتساع رقعة الكارثة، فتقول الطالبة أمل.م بجامعة القاهرة، ان ظاهرة الزواج العرفى أصبحت «مودة» قديمة، الآن ظهر زواج الهبة، أى الذى لا يحتاج أصلا إلى ورقة عرفية واثنين شهود، فتهب الطالبة نفسها لزميلها على أنها زوجته بجملة «وهبتك نفسى»، ولذلك لتهرب من توقيع ورقة عرفى قد يهددها بها إذا ما اختلفا وفشلت العلاقة، وتتم عملية الهبة امام مجموعة من الزملاء أو حتى فى عدم حضور احد، وتبرر الاطراف التى تقدم على مثل هذا الجرم تصرفها اللاخلاقى والمنافى للشريعة وفقا لأمل، بأنه أيام الاسلام الأولى لم يكن هناك عقود زواج، وكان الزواج يتم على هذا النحو، وتنسى هذه الأطراف ان هذه الأيام كانت هناك قبائل وعائلات معروفة، وكانت حقوق الزوجة مصانة بموجب اصول هذه القبائل وبموجب العلاقات المعروفة والقيود بين العائلات، وأنه كان يتم الاعلان عن الزواج فى احتفاليات كبيرة لإشهاد الجميع على هذا الزواج. وتضيف أمل بأن زواج الهبة ازداد انتشارا فى الجامعات بعد أن تبنت جماعة الاخوان وغيرهم من الجماعات المتأسلمة والمتطرفة عمليات نكاح الجهاد، والتى تهب فيها الفتاة نفسها دون أى مقابل لأكثر من رجل بزعم انها تساعدهم على الجهاد، فأصبحت الفتيات بالجامعات يهبن أنفسهن لأى شاب بلا مقابل أيضا. وأسأل أمل: وهل تقبلين مثل هذه النوع من الزواج، فاجابت: أنا عن نفسى أرى انه نوع من الزنى الواضح، انا اهلى يدبحونى لو عملت حاجه زى كده، لكنى اعرف اثنين من زميلاتى تزوجن على هذا النحو، ولكن بعد ان فقدت كل منهما عذريتها، انفصلت عمن تدعيه زوجها، وأصبحت «حكاية على كل لسان» والآن تبحث كل منهما عن زوج اخر، لان الفتاة عندما تصبح زوجة لا تستغنى عن الزوج بخلاف الآنسات، وقد قطعت علاقتى بهما، وكانت احداهما تزين لى هذا الجرم وتحاول اقناعى بان افعل مثلهما والعياذ بالله. زواج ب 5 جنيه ويقول «أمير .أ» فى العام النهائى بإحدى كليات جامعة القاهرة: إنه كان بطل تجربة زواج عرفى، وإنه اشترى الورقة من احدى المكتبات بخمسة جنيهات للورقة الواحدة، واشهد شهودا من زملائه على زواجه بمن كانت حبيبته، ويعترف بأنه بعد أن دخل بزميلته، اكتشف أنها ليست الفتاة التى حلم بها وكان يحبها، وأنها هى التى طلبت الانفصال عنه بعد أن أصبحت العلاقة بينهما مملة، وأنه كان يعاشرها فى شقة زميل له والداه يعملان بالخارج ويتركان له الشقة، ويقول أمير: إنه لو وجد زميلة أخرى تقبل بالزواج العرفى سيفعل، لأنه زواج لا يكلف شيئا، والشباب «واقع» وفقا له، ولا يمكنه الزواج بصورة رسمية لانه لن يجد عملاً ولا شقة ولا يحزنون، ويعقب أحمد على الموضوع بقوله: «والله العملية قبول وايجاب» الشاب لا يضرب الفتاة على يدها ويجبرها على الزواج السرى، هم اللى بيبقوا عايزين كده. وأسأل أمير: لو اختك تزوجت عرفى من زميل ماذا ستفعل، يضحك ويقول: الحمد لله ما عنديش اخوات بنات احنا ولدين بس، ولو عندى اخت وعرفت انها عملت كده كنت «قتلتها»، ويتركنى وينصرف. فى جامعتى حلوان وعين شمس، تكررت نفس القصص مع فارق التفاصيل والاسماء، فيقول اسلام .م فى السنة النهائية من دراسته، ان زميله تزوج على طريقة الهبة من طالبة فى سنه ثانية، وحملت منه، وكانت كارثة لأنه ذهب بها الى طبيب لاجهاضها خوفا من الفضيحة، وكادت البنت تموت، لولا «ستر ربنا» وعلى الرغم من ذلك لا تزال علاقتهما مستمرة بعد الاجهاض، ويقول اسلام: «بس هم عملوا احتياطهم والبت بتأخد موانع للحمل»، وسألته عن رأيه فيما يحدث، فيقول: الشباب مسكين وغصب عنه، والدنيا مفتوحة على البحرى وكل شىء مثير للغرائز، وكمان البنات سلوكها «مش مظبوط» بتشجع زملاءها على كل حاجة، وانتشار زواج الهبه غطى على العرفى، فاذا كانت جماعة الاخوان اللى بترفع شعار الدين والاسلام نشروا عملية نكاح الجهاد، يعنى الواحدة تتزوج من أى حد فى ظروف معينه بيسموها جهاد، وده زواج من غير ورق ومن غير توثيق، يعنى هبة، يبقى ليه الشباب ما يعملش كده. وأسأله، لو أن له اخت وفعلت هذا ماذا كيف سيتصرف، فيقول: إن أخته الكبرى تزوجت منذ عام، والصغيرة لا تزال فى ابتدائى، وانه سيحكم الرقابة عليها لحمايتها من الذئاب، وأنه لا يقبل أبداً بأن تتصرف اخت له على هذا النحو، ويختم كلامه: «والله احنا ضحية انظمة الدولة» يعنى الواحد مننا لما يتخرج هيشتغل فين ويقبض كام، ويقدر يفتح بيت امتى، انتم بتأمرونا بحاجات لا يمكن تنفيذها، اننا نصبر ونصوم ونصلى، نعمل ده ازاى والمجتمع كله بيجرفنا ويدفعنا للانحراف. وتقول «بسنت .م» فى جامعة عين شمس، انها لا يمكن أن تفكر فى مثل هذا النوع من الزواج، رغم انتشاره بين زميلاتها، وانها تشعر «بالقرف» والاحتقار لهن وفقا لها، وتؤكد انها لن تفكر فى الزواج الا بعد ان تنتهى من الدراسة وتعمل، وقتها ستفكر فى ابن الحلال الذى تقف بجانبه وتؤسس معه مسكن الزوجية، وتقول بسنت أن تربية الأسرة للآباء هى السبب الأول فى الانفلات الاخلاقى، لو تربى الابناء على الدين وعلى الصح والخطأ، بما فعلوا الخطأ فى الشباب، مشيرة الى ان الشباب هو سن العصيان، والانسان المحترم هو الذى يتجاوز سن العصيان من خلال التمسك بدينه، وتحكى لى قصة صديقتها التى حاولت الانتحار، عندما فشلت زيجتها العرفى من زميل لها وتركها وهى امرأة ضائعة فى مقتبل العمر، ولا تعرف لها مصيراً. وتلتقط أطراف الحديث زميلتها سارة، وتقول: يا استاذة انتشار عمليات الترقيع ل «غشاء البكارة» وانتشار البكارة الصينية التى تباع فى الأسواق، شجعت الفتيات على ارتكاب المحرمات وفتحت أبواب العلاقات غير الشريفة تحت اسم الزواج السرى والعرفى والهبة، ولازم الدولة تتحرك لحماية الشباب والفتيات، بمحاربة الأطباء الذين يجرون هذه العمليات للفتيات، لأنه جرم كبير يساوى بين الفتاة الشريفة التى تحافظ على شرفها وتحارب من أجل عفتها ،وبين الفتاة الساقطة الضائعة التى تسلم نفسها لأي شاب، وكذلك يجب مراقبة ما يحدث من بيع فى الاسواق لما يطلق عليه «غشاء» البكارة الصينى، وحتى منع بيع ورق الزواج العرفى بالمكتبات، مع ان الشباب بيلجأ للانترنت وبيطبع منه ورقة الزواج العرفى لانتشارها على المواقع بسهولة. شقة جماعية للطلبة وتقول الدكتورة اجلال حلمى استاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الزواج السرى بين الطلاب خاصة وبين فئات المجتمع الاخرى عامة تزداد يوما بعد يوم للاسف، ولم يعد مقصوراً على الزواج العرفى على ورق، بل انتشر زواج الهبة، وذلك بسبب المشاكل الاقتصادية وعدم القدرة على تغطية نفقات الزواج، وعلى رأسها ايجاد نفقات مسكن التى تعد المعضلة الرئيسية، والشباب يستغل الفتيات بسبب ظروفه التى تحول دون زواجه بصورة شرعية، فيجذبها إليه تحت مسميات الحب الى علاقة جسدية، قد تتطور الى حدوث حمل، وهنا يحاولون تغطية الفضيحة بما يسمى بزواج المسيار وهو زواج معلن، أى الفتاة تكون فى بيتها وهو كذلك، ويلتقيان فى الاوقات التى يرغبان فيها فى أى مكان. وتكشف الدكتورة اجلال عن قيام الجامعة بعمل بحث حول ظاهرة الزواج السرى والعرفى بين الطلبة، وتم اكتشاف وجود شقة ايجار للطلبة بجانب الكلية منذ 10 سنوات، يتبادل الشباب بها التواجد لإقامة العلاقات تحت مسمى الزواج العرفى، وانهم يقومون بالشهادة على البعض فى كتابة هذه الورقة اللاشرعية المسماة بعقد زواج عرفى، ثم يقومون بتمزيقها إذا ما أصابهم الملل وفشلت العلاقة، بل واكتشفنا وجود عدد من المحامين عديمى الاخلاق يقومون بتزيين إتمام مثل هذه الزيجات الحرام، ويشهدون على العقود لايهام الشباب إنه زواج حقيقى، ويتقاضون مقابل هذا الاموال من الشباب، رغم ان انتفاء صفة وجود وكيل للفتاة يبطل زواجها ويجعله حراما، بجانب انتفاء صفة الاشهار إمام الناس، والتى تعد ايضا من أهم شروط الزواج الصحيح، فالاشهار يحفظ كرامة الفتاة ويصون عرضها وحقها. وتشير د .اجلال الى انتشار ظاهرة غريبة بين الفتيات من ذوات الطبقة الثرية، وهى الرغبة فى انجاب طفل بصورة مبكرة باى شكل، فلا تتورع مقابل ذلك فى الزواج من أى شاب، ثم طلب الطلاق منه، والاستحواذ على الطفل وتقوم بتربيته بمفردها لأن ظروفها المالية تسمح لها بذلك، بعد أن تتحرر من عقد الزواج ومن كل التزاماتها كزوجة وربة أسرة، وتعيش فى حرية مطلقة وعلاقات متعددة، المهم فى ذلك ان لديها طفلاً وفقا لها ولا يهم وجود الأب لهذا الطفل أو الزوج فى حياتها، وهى ظاهرة مريعة سنجدها بين فئات الطبقات العليا، وهو أمر يدل على انعدام القيمة الاسرية والاجتماعية لدى هؤلاء الفتيات، وكأن الحياة الزوجية تمحورت فى وجود طفل بأى شكل من الاشكال دون وجود أسرة سوية لرعاية هذا الطفل، ودون ان تدرك هذه الام الطائشة ان طفلها لن ينشأ أبداً بصورة سوية. وترى د. إجلال ان الحل فى علاج ظاهرة الزواج السرى اللاشرعى بكل انواعه ومسمياته هو عودة التجانس فى المجتمع المصرى والروابط العائلية كما كانت زمان، التجانس بين البيت والعائلة من اعمام واخوال وغيرهم وبين المدرسة والاعلام، زمان كانت كل هذه المؤسسات والوسائل تقول كلمة واحدة، والجميع كان لهم دور فى تربية وتثقيف الابناء والمجتمع على الدين والخلق، الآن لا يوجد اب يشجع أولاده على صلة الرحم، حتى أن الغرب صار افضل منا فى هذا الإطار، فهناك العائلات تتجمع فى المناسبات والأعياد، وعلى النقيض تخلينا نحن عن هذه العلاقات وتغربنا أكثر من الغرب، وأصبح للغرب معايير ثابتة فى العلاقات والتربية واصبحنا نحن بلا معايير على الاطلاق لاننا فهمنا الحرية خطأ، وأصبح الاعلام خاصة التليفزيون يمحى كل ما يعلمه الاباء لاولادهم من قيم. وتشير إلى أن الأحياء قديما فى مصر كانت مقسمة إلى تقسيم طبقى، حياة فقيرة، ومتوسطة وغنية، ورغم انه تقسيم طبقى، إلا أنه كان يمكن من خلالها تصنيف الاخلاقيات، الآن اختلط الحابل بالنابل، واصبح عديمو الثقافة والتعليم هم من يملكون الأموال مع افتقادهم للاخلاق والقيم، ويقيمون مع المثقفين فى نفس العمارات، فاختلط بالتالى الأبناء من هؤلاء وهؤلاء فى علاقات شوهت اولاد الناس وجرفتهم الى منحدرات خطيرة، واصبح المجتمع يعانى من تفسخ وغربة يضاف الى ذلك تناقض فتاوى الشيوخ والائمة، فهم يصنفون الزواج العرفى مرة بأنه حرام، واخرى حلال ويختلفون فى الآراء حول الزواج المسيار فتارة يقولون إنه حل جيد للشباب لمواجهة الرغبات وحل مشكلة العنوسة، وتارة يقولون إنه حرام، وهكذا، حتى صارت القيم مطاطية وفضفاضة، وهو ما يسير بمجتمعنا الى كارثة اخلاقية مريعة بما في ذلك زواج المصريات بأجانب دون وجود اشتراطات تضمن حقوق الزوجة فهذا النوع من الزواج كارثة خاصة فيما يتعلق بالأطفال حصيلة هذا الزواج وأرى أن مسألة ال 50 ألف جنيه هي نوع من الانقاذ لحقوق المرأة، ولكنها ليست حلاً شاملاً لما ينتج من مشاكل بين الزوجين خاصة على حضانة الأطفال مع وجود الزوج الأجنبي. وتستطلع «الوفد» آراء رجالات الدين والاجتماع والنفس حول انتشار هذه الظواهر اللا أخلاقية من اقامة العلاقات المحرمة تحت مسميات الزواج بما فيها من أجانب تحت مسمى المتعة، والبحث عن حلول لمواجهة الظاهرة، مع تقديم روشتة للشباب لمواجهة رغباتهم الجامحة، حتى يصلوا الى بر الامان من تحقيق زواج شرعى سليم، لأن كل هذه الأنواع الباطلة لا تمت للزواج الشرعى بصلة، بل هى فى الواقع مصنفة تحت بند الزني، والزانى والزانية لها فى القبر وفى الآخرة عذاب عظيم يتناسب مع فعلها الذى يكون غالبا فى الخفاء، فيأتون فى قبورهم عراة فى مكان مغلق متسع من أسفله وضيق من أعلاه يشبه «التنور»، ويشتعل من تحتهم النار كما كانت معصيتهم من أسفل فروجهم، ويصعد اللهب الى اجسادهم، ثم يتم اطفاؤه، ويشتعل مجددا، وهكذا يمكثون فى البرزخ إلى قيام الساعة وذلك وفقا لما قاله رسولنا الكريم قال «رأيت رجلين أتيانى فأخرجانى إلى أرض مقدسة، فانطلقنا الى ثقب مثل التنور، أعلاه ضيق واسفله واسع، يتوقد تحته نارا فإذا ارتفعت ارتفعوا حتى كادوا يخرجون، وإذا أخمدت رجعوا، وفيها رجال ونساء عراةٍ، وتأتى الزانية يوم القيامة عارية على الملأ لفضحها وهى مقبوضة من ثدييها لتكب فى النار، ولأهل الزنا يوم القيامة رائحة نتنة تكون مصدر أذى حتى لأهل النار، أما فى الدنيا فإن للزانى والزانية معيشة ضنكا، ولن يشعر بأى سعادة بل يشعر انه فقير حتى لو كان ثريا، هذا هو جوهر الدين الاسلامى حول الزناة الذين يتوشحون زورا باشكال زواج لا شرعية. تدخل الدولة وفى هذا الاطار يقول الشيخ محمود عاشور وكيل أول الأزهر سابقا، أى زواج حتى يكون شرعياً يرضى عنه الله عز وجل يجب ان تتوافر فيه شروط الايجاب والقبول، الولى، الشهود العدول، الاعلان والاشهار، الصداق «المهر»، واذا ما توافرت هذه الشروط، صار الزواج صحيحا حتى لو لم يوثق فى المحكمة أى تبع وزارة العدل، واى زواج تنقص منه هذه الشروط يكون باطلا، لذا اى زواج سرى باطل، وكما قال رسولنا الكريم «ص»: «اعلنوا الزواج، واعلنوه فى المساجد واضربوا الدف»، ولا زواج لأى فتاة الا بولى وشاهدى عدل، فتقول السيدة عائشة عن الرسول «ص»: ايما امرأة نكحت نفسها دون اذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل. ويتابع الشيح عاشور بقوله «للأسف الرجال يضحكون على عقول النساء، والنساء تعلم انها مضحوك عليها، فتقبل هذه الانواع اللاشرعية السرية من الزواج، لتوهم نفسها انها متزوجة ولها زوج، وترضى فى مقابل ذلك أن تتهم فى شرفها، وأن تلوك الألسنة سيرتها، رغم أن الاسلام حريص على سمعة ومكانة الناس، وأن يكون لكل بيت كيانه المحفوظ، والاولاد الشرعيون، أما ما يحدث الان فهو تحايل وغش وخداع، ويقول الرسول «ص»: من غشنا ليس منا، أما الزواج من أجنبي فيجب أن يكون الأجنبي مسلماً وأن يكون الزواج متوافر الشروط الشرعية وضمانات حقوق الزوجة متوافرة. وحول زواج الرجال بزوجة اخرى فى السر، يقول ان الزواج بدون اخطار الاولى يعد زواجا باطلا، بحكم الشرع والقانون، ويتابع بأن انتشار الزواج السرى يعتبره البعض حلا للعنوسة المتزايدة، والعنوسة سببها بالتالى الغلاء وارتفاع نفقات الزواج التى تكلف الشاب نصف مليون جنيه على الأقل من شقة وجهاز، والحل لعلاج هذه الظاهرة من الزواج السرى اللاشرعى هو أن تتدخل الحكومة لإنقاذ البنات من العنوسة والوقوع فى الخطيئة، بتوفير مساكن رخيصة وبالقسط الميسر للشباب، كما أطالب الأهالى بألا يغالوا فى المهور، فلم يعد زمننا زمن الأربع والخمس غرف المفروشة، أنا نفسى حين زوجت ابنتى، قلت للعريس هات ما تستطيعه ولن أثقل عليك، وهم الآن أسعد زوجين ماشاء الله ورزقهما الله نعمة الاولاد، ورسولنا الكريم يقول: أيسرهن مهورا أكثرهن بركة. مفهوم خاطئ للعرفى ويقول الدكتور خالد الجندى الداعية الاسلامى المعروف، ان اى نوع من الزواج خارج المظلة الرسمية للدولة مرفوض، فالزواج نظام مجتمع، وليس نظاما جنسيا يتمحور فى علاقة رجل وامرأة، بل نظام اجتماعى يمثل اللبنات شديدة الصغر والتى يقوم عليها المجتمع ككل، لذلك يقول الله سبحانه وتعالى «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة» ولم يقل من نفسيكما، ولا تسكنا، وهو ما يدلل على أن الزواج له صلة وارتباط بالمجتمع ولا يقتصر على شخصين فقط، لكن للأسف، هناك من تصور أن الزواج علاقة جنسية فقط، فيعمل على تذليل كل الموانع والعقبات الشرعية لها أسماء مختلفة، فمرة زواج المتعة ومرة العرفى ومرة الفرند والمسيار وغيرها وحسبنا الله ونعم الوكيل، فالزواج حد من حدود الله وشريعة مقدسة، وتمثل أغلظ العقود، فهو العقد الذى تترتب عليه كل أحكام الاسلام، وهو الجهاز المناعى للمجتمع، فهو السكن والسكينة، ومن يعبث به يعبث بكل المجتمع. ويتابع الدكتور الجندى: والرجل المزواج الذى يخفى زواجه من أخرى على الأولى، لا يفهم القرآن الذى يقول «فلهن مثل الذى عليهن بالمعروف» وهو يخالف الدين، فكيف له ان يساوى بين الزوجتين فى الحقوق والواجبات، وقد ابخس الاولى ابسط حقوقها فى أن تعرف أن لها ضرة، كما ان اخفاء الزواج قد يكون بطلب من الزوجة الجديدة نفسها، فبعض الارامل تصر علي أن يكون زواجها الجديد عرفيا حتي لا تخسر معاش زوجها السابق.. حتي لو قام الزوجان برفع دعوي اثبات علاقة زوجية أو صحة توقيع.. فإن ادارة المعاشات لن تعلم انها تزوجت من رجل آخر! وقد تلجأ المرأة المطلقة الحاضنة لأطفال للزواج العرفي حتي لا تسقط حضانتها لأولادها.. فالقانون هنا لا يستطيع اثبات زواجها الثاني لأنه غير موثق.. وبالتالي لا يستطيع أحد اسقاط حضانة أولادها، ولكن يجب أن نحدد هنا الفارق بين الإثم والبطلان، فالزواج السرى ليس باطلاً اذا كان موثقا عند المأذون والمحكمة لأن توثيقه تنفى عنه السرية لأنه يكون قد اشهد وزارة العدل، فسريته لا تبطله ولكنها تهدم أحد شروطه وهى الاشهار الاجتماعى، أما الزواج السرى غير الموثق فهو باطل. ويتابع الدكتور الجندى قائلا: الناس يفهمون الزواج العرفى بصورة خاطئة، ويعتقدون ان العرفى هو السرى، لا فالعرفى معناه المعروف وليس المستور، والعرفى يجب اعلانه لا إخفاؤه، وهناك من أهل الجنة الموجودون فى مكان مميز يطلق عليهم أهل الأعراف، اما الزواج السرى ليس عرفياً، بل هو حالة من حالات العشق السرى المغلف بورقة. ويطالب الجندى المجتمع بالتحرك الجماعى لمواجهة مشكلة العنوسة التى تعد السبب الأول فى انتشار انواع الزواج اللاشرعى، مشيراً إلى أن المصريين قديما وحتى الآن فى القرى، يقيمون الزواج فى مواسم الحصاد حيث يتوافر الدخل من بيع المحصول، والآن أصبحت البطالة والفقر أهم أسباب العنوسة وسقوط الشباب فى براثن الخطيئة تحت مسميات زواج باطلة. ويطرح الدكتور رشاد عبد اللطيف استاذ تنظيم المجتمع ونائب رئيس جامعة حلوان مخاطر وأضرار أشكال الزواج السرى واللا شرعى، على رأسها الاطاحة باستقرار الأسر وشعورها بالامان، ولو نتج عن هذه الزيجات اولاد فسيعيشون حياة بائسة دون ام او اب، كما تهدم هذه الزيجات من كرامة وشأن المرأة، وتضيع كرامتها لأنها تمارس الجنس الحرام، بجانب تسببها فى تفسخ العلاقات الاجتماعية، ومن هنا يجب العمل على اقتلاع اسباب انخراط أبنائنا فى هذه النوعيات من الزواج، ومنها التركيز على التنشئة الاجتماعية للأولاد، وتعليمهم الحلال والحرام، وزرع الحياء بنفوسهم، فالحياء شعبة من شعب الايمان، فغياب التنشئة جعل الغاية تبرر الوسيلة لدى الشباب، حتى اصبح من السهل للرجل الحصول على فريسته والإيقاع بها باسم الحب. روشتة لمواجهة الظاهرة ويقدم د. رشاد روشتة للشباب لمواجهة الشيطان الذى يزين لهم الشهوات والرغبات، بأن يتم قراءة جزء من القرآن يوميا، الحفاظ على الصلاة فى أول أوقاتها، صيام الاثنين والخميس، مصاحبة الصالحين وتجنب أصدقاء السوء، كما أن الامتثال لتعاليم المسيحية يضمن حلاً جيداً لشباب الأقباط الحريصين على الذهاب للكنيسة بهدف انشاء جيل متدين وممارسة الرياضة بصورة يومية. ويتابع رشاد : كما يجب ان تركز الأسر على تربية أبنائها حتى لا يقعوا فرائس، بجانب تشجيع وتفعيل سبل الزكاة، وتوجيه هذه الزكاة الى تزويج الشباب بطريقة سليمة ولائقة، كما يجب ان تعمل الدولة بكل وسائلها لتوفير المساكن الرخيصة وبيع الاثاث بصورة ميسرة من خلال الاقساط، وتشجيع رجالات المال والاعمال بالتوجه الى سبل التضامن الاجتماعى وكفالة الدعم للشباب للزواج، والتدخل الحكومى بالحلول هام جدا، فمثلا فى الامارات يتم عمل عقد قران شباب وفتيات بصورة جماعية، وتتبنى الدولة تكاليف الزواج، وتوفر لهم شققاً وأثاثاً، ثم تتركهم يواصلون حياتهم بعد ان وضعتهم على الطريق الصحيح، كما يجب ان تستعيد الاسرة دورها لرعاية المراهق دينيا ونفسيا واجتماعيا فالمراهقة أخطر مراحل العمر، إذ يجب على الأب والأم ان يتقربا من الأبناء، ويناقشا مشاكلهم بعقل متفتح، خاصة المشاكل الجسدية وان يكون الآباء على وعى ودراية بالتحولات الخطيرة فى مراحل عمر الابناء والتعامل معها بحكمة وتوجيه رشيد وليس بالقهر والأوامر. ويضيف د. رشاد بأنه للاسف الفتيات يقعن فرائس للجهل والفقر والتخلف الدينى وسوء التربية، وأن القوادين وعصابات الرقيق الابيض يقومون بتسهل الدعارة تحت ستار الزواج العرفي بالقرى والمناطق الفقيرة، فإذا ما تم ضبط اى من هذه الشبكات، يتم تقديم ورقة زواج عرفى، لانقاذ المتهمين من جريمة الزنا، لذا يجب تغيير التشريعات وتجريم كل اشكال الزواج غير الشرعى والذى يخرج عن حدود الشرع والقانون. وفى اجمال القول يرفض كل ائمة وشيوخ الأزهر هذه الظواهر السلبية والخطيرة من العلاقات المحرمة واللاشرعية المتوشحة زورا باسم الزواج، ويدين الأزهر فى بيانات عديدة سابقة له تخاذل الفئات المنوط بها تحمل المسئولية أمام الله قبل أي جهة أخرى وخاصة علماء الدين الذين لم يقوموا بدورهم كما يجب في رعاية وتنشئة هذا الشباب التنشئة الإسلامية الصحيحة وتعريفهم بصحيح الدين ،كما ينتقد شيوخ الأزهر الأجهزة المسئولة في الدولة لعدم توفير أنشطة ووسائل مناسبة يمكن أن تستفيد من جهد ووقت وتفكير الشباب بدلا من أن ينصرفوا إلى التفكير فيما يضر ولا ينفع فيه وفيما يغضب الله ويخلق الكثير من المشاكل والقضايا للدولة والمجتمع هم في غنى عنها، فابتعاد الشباب عن دينهم أدى إلى الفراغ الثقافي والفكري والاجتماعي وغياب القدوة التي يعاني منها جميع الشباب. فى النهاية يبقى شبابنا امانة فى اعناقنا، وفى عنق كل مسئول فى مكانه سواء فى وزارة، فى مؤسسة دينية، مؤسسة تربوية، اعلامية، رجالات مال واعمال، ان يفعل ما بوسعه لتوجيه شبابنا وانقاذهم من السقوط فى الوحل، لأنهم بناة المستقبل، أيقونة هذا الوطن وحماته، ولا يمكن أن ينطلقوا للامام واقدامهم مغروسة فى وحل الخطايا. ونختم بقوله سبحانه وتعالى {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }. مصر تشهد 30 نوعاً من الزواج غير الشرعى أحدثها زواج "الكاسيت" و"الروش" الزواج الشرعى الحلال وفقاً لإجماع الأئمة والشيوخ وكل الفقهاء المعتدلين، هو الزواج الذى يتم تحريره بمعرفة الموثق «المأذون», وتتوافر فيه الأركان الشرعية المتعارف عليها من مهر وصداق وإشهار وسكن، غير أن مصر شهدت فى الآونة الأخيرة قرابة 30 نوعاً من الزواج غير الشرعى والتى تحرمها شريعة الإسلام منها أنواع زواج شاعت في الجاهلية وأخرى ابتدعها الشباب والرجال للوصول إلى مأربهم الحرام دون أى قيد أو شرط، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر زواج الأخدان أى السرى غير المعلن، زواج الشغار الذي يتزوج فيه رجلان من شقيقة كل منهما, وزواج البدل الذي يتبادل فيه زوجان زوجتيهما، زواج المتعة ويكون محدد المدة، زواج الهبة، ويتم بصورة شفاهية تهب فيها المرأة نفسها للرجل دون أى عقد أو أوراق، الزواج من أجل إنجاب طفل فقط، زواج من أجل النفقة المادية أى لمجرد أن تجد الفتاة من ينفق عليها أو العكس صحيح، زواج المتعة بين السيد والخادمة، زواج للمتعة الجنسية فقط، زواج البزنس، ويقدم عليها الشباب للزواج من سائحات وافدات لمصر من أجل منحهن الإقامة فى مصر، و«الزواج الروش» الذي عرف مؤخراً في صفوف طلبة الجامعات ويتم الزواج لإطفاء الرغبة والشهوة فقط ويتم مسبقاً الاتفاق على الطلاق بمجرد إشباع هذه الرغبات أو بمجرد انتهاء الدراسة ليذهب كل منهم فى طريقه، الزواج «بالكاسيت» حيث يسجل الشاب والفتاة زواجهما على شريط كاسيت ويقر فيه أيضاً الشاهدان بشهادتهما على الزواج كما يقر المتزوجان فيه ويتم الاحتفاظ بهذا الشريط في مكان يعلمه الطرفان ويكون الطلاق بنفس الطريقة أن يتم تسجيل الانفصال على نفس الشريط وبالطبع من الممكن مسح هذا الشريط من قبل الشاب، لتجد الفتاة نفسها بلا أى دليل على زواجها. وزواج الدم ويتم بأن يجرح الشاب إصبع الإبهام الأيسر لقربه من القلب وتفعل الفتاة نفس الشيء ويتم وضع الإصبعين على بعضهما البعض لبعض الوقت حتى تختلط دماؤهما اعتقاداً بأنه بهذه الطريقة لا يفترقان أبداً بعد أن اختلطت دماؤهما ويشهد على هذا الزواج الدموي شاهدان من أصدقائهما، و«الزواج بالوشم» بأن يتم رسم صورة الفتاة واسمها على صدر الشاب، بينما يتم رسم صورة الشاب وكتابة اسمه على كتف الفتاة وبالتالي يصبحان زوجين للأبد وفقاً لخيالهما المريض، فهذا الوشم لا يزال إلا بماء النار وإزالته تعني الطلاق، و«زواج الفريند» على غرار (بوي فريند وجيرل فريند) في العالم الغربي، زواج الأندية ويتم لمجرد أن يحصل الرجل أو الفتاة على عضوية لناد رياضى بموجب هذا الزواج، حيث يكون الرجل أو السيدة من حقهما الحصول على عضوية مخفضة من ناد معين، فيتم الزواج لحصول الطرف الآخر على عضوية النادى بالتبعية بموجب الزواج، وبعد الحصول على العضوية يتم الطلاق، وزواج الشيطان، ويمارسه الشباب الذين ابتدعوا تقليعة عبادة الشيطان ويتم الزواج بالالتفاف حول النيران والغناء فى صخب والإتيان بحركات هيستيرية شيطانية، وزواج الجهاد، وتقدم عليه الفتاة مع الشباب الذين ينذرون أنفسهم للجهاد الوهمى سواء من يسافرون إلى الدول الساخنة التى ينتشر بها جماعات الجهاد المتطرفة، أو بين الجماعات المتطرفة على أرض مصر، وغيرها من أنواع زواج غريبة ولا شرعية تعرفها مجتمعات الشباب وقد لا نعرف لها مسميات فى الوقت الحالى، وزواج الشواذ بين رجل ورجل، أو زواج السحاقيات بين فتاة وفتاة. وكل هذه الزيجات غير شرعية وحرام وتشكل إهداراً جزئياً وكلياً لكرامة البشر سواء للرجل أو المرأة.