"نشكركم على حسن تعاونكم معنا".. رسالة أنهى بها الصحفي والناشط السياسي رامي جان، 4 سنوات من التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، والتي اعتبرها البعض نهاية أحد المسلسلات المستوحاة من قصص المخابرات المصرية. ظهر الناشط القبطي، على الساحة السياسية، بعد 30 يونيو، باعتباره أحد الرافضين لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وأسس ما تسمى بحركة "مسيحيون ضد الانقلاب"، والتي لم تلق رواجًا بين أبناء دينه. أصبح "جان" أحد الضيوف الرئيسيين على القنوات الرافضة لإجراءات 30 يونيو، وعلى رأسهم قناة "الجزيرة" القطرية، وظل مكتفيًا بإجراء المداخلات التليفونية من داخل مصر. لم يكتف "جان"، في بداية ظهوره بالتواجد على فضائيات المعارضة، بل استضافه الإعلامي وائل الإبراشى، في برنامج "العاشرة مساء"، للتعبير عن آراء حركة "مسيحيون ضد الانقلاب"، وقال جان خلال الحوار: "الإخوان أثبتوا أنهم ليسوا ضد الحريات، بدليل أنهم تركوا الفضائيات تسبّهم ليل نهار ولم يغلقوا شاشة أو يعتقلوا إعلاميا واحدا، وكانت فى يدهم السلطة، كما أنهم تركوا المتظاهرين يعتدون على القصر الرئاسى بالمولوتوف مرات ومرات، ولم يعتقلوا أحدا ويلفقوا له التهم". تقدم المحامي سمير صبري، ببلاغ إلى نيابة أمن الدولة العليا في 2014، يتهم فيه "جان"، بالانضمام إلى جماعة الإخوان، والتحريض على أعمال العنف، خلال أحداث 30 يونيو، وهو الأمر الذي تسبب في القبض على الأخير، في نوفمبر 2014، بمطار القاهرة، حال استعداده للتوجه إلى قطر، على خطوط الطيران القطرية، وبالكشف عن بياناته، تبين أنه مدرج على قوائم الممنوعين من السفر، من قبل إحدى الجهات الأمنية. انتقل "جان" إلى تركيا، ليعمل في قناة "الشرق"، المملوكة لأيمن نور، زعيم حزب "غد الثورة"، وأصبح أحد مقدمي البرامج الرئيسيين بها، إلى أن حدثت مشكلة احتجزته على إثرها الشرطة التركية وقررت ترحيله إلى القاهرة. نشر جان، في الساعات الأولى من صباح اليوم، عبر حسابه على موقع التدوينات المصغرة "تويتر" تغريدة مثيرة للجدل على موقع التواصل "تويتر"، والتي اعتبرها البعض تشكيكًا في دوره خلال الفترة التواجد تواجد بها بجانب الجماعة. وكتب "جان" في تدوينته فور وصوله: "نشكركم علي حسن تعاونكم وإلي جولات أخري قريبا.. خالتي بتسلم عليك"، مرفقًا بها صورة وهو في طريقه، كدليل على عدم اختراق حسابه. وعلى الفور ظهر رموز القناة ليشككوا بالفعل في دور "جان"، حيث قال حسام الغمري، رئيس قناة الشرق السابق: "السبت الماضي نشرت مقال بعنوان "العدو القريب والبعيد .. بأيهما تبدأ "، حيث وضّحت احتمال وجود اختراقات أمنية في صفوفنا.. ولم تمر على نشرها 72 ساعة حتى قام رامي جان بكتابة ما قد يُفهم منه أنه دُس علينا لصالح النظام بمجرد عودته إلى القاهرة بإشارات سخرية منا لا تخطئها عين". فيما قال طارق قاسم، مقدم البرامج بالقناة: "رغم إن الصورة لم تتضح بعد بشكل كامل فيما يتعلق برامي جان وما فعله، إلا أننا عرفنا الآن من سرّب أخبار المعارضة وقناة الشرق". لم يستمر الجدل حول "جان"، طويلًا حتى قطع الشك باليقين، في بيان له بأنه بالفعل كان يعمل لصالح المخابرات المصرية، كاشفًا تفاصيل ما حدث له بتركيا أثناء عمله مذيعًا في قناة "الشرق" المعارضة. وأضاف أنه كان يتم التجسس عليه في غرفته في تركيا، ولكنه اكتشف ذلك والمخابرات بمصر كانت تعلم بكل ذلك، وقال في تدوينات له عبر حسابه على "تويتر": "كان الهدف منذ البداية بعد فضح أمر التصنت على غرفتي وإبلاغ الجهات الأمنية هو اعتقالي في مصر فبعد الاعتقال أي حديث عن ما حدث في تركيا غير ذات جدوى سيظهر و كأنه مجرد حديث لتخفيف حده الموقف و لكن لم يكن في الحسبان هو أن مصر كانت تعلم بكل التفاصيل و كالعادة فتحت ذراعيها و استقبلتني". وتابع: "الغريب في الأمر بأنني كنت استغيث لمده أسبوع بسبب الهجمات علي منزلي في تركيا و لم ينجدني أحد و مع أول تويته استفزازية وجدت الجميع يتصل بي فعلا مرتزقة وعملاء لا أكثر ولا اقل ..كنت أتمنى أن أكون في تلك اللحظة ضابط بالمخابرات المصرية فقط لابتسم في كل الوجوه بعد عامين من الانتهاكات". بينما نشر شريف الصيرفي أحد النشطاء الأقباط بيان على صفحته كاشفًا ما حدث مع "جان"، قائلًا: "رامي جان مؤسس مسيحيون ضد الانقلاب اكتشف إن غرفته في تركيا بيتم التصنت عليها وتسجيل كل اللي بيحصل فيها واكتشف إن أيمن نور عامل وحده مخابرات للتجسس علي كل العاملين بقناة الشرق.. رامي حصلت بينه وبين صاحب الغرفة في تركيا.. مشاجرة واتهدد بالقتل لو عمل بلاغ بتهمة التجسس عليه وسافر على أقرب طائره لمصر.. خوفا من قتله على يد عناصر تابعه لأيمن نور والمخابرات التركية لما رجع مصر قال إنه طوال السنوات الماضية كان شغال مع المخابرات المصرية".