تكررت شكاوى قيادات وأعضاء جماعة "الإخوان المسلمين"، خلال جلسات محاكمتهم ، ومن "انتهاكات" يقول ذووهم إنهم يتعرضون لها في محبسهم، وعدم تلقيهم الرعاية الصحية، على الرغم من تدهور الحالة الصحية للبعض منهم. وكان الرئيس الأسبق، محمد مرسي، كرر خلال جلسات محاكمته الأخيرة، شكواه من عدم تلقيه الرعاية الطبية اللازمة داخل محبسهم، وكذلك من تدهور حالته الصحية التي تزداد سوءًا يومًا تلو الآخر. وأضاف: "حالتي الصحية تسوء وأطالب الدفاع بأن يقدم مذكرة إلى النائب العام لمتابعة حالتي وحتى يتكرر العلاج، واللجنة الطبية المشكلة من السجون شخصت حالتي ولم تقدم العلاج اللازم". وبناءً على طلب قدمته أسرة مرسي، لأعضاء بمجلس العموم، تقدم فريق برلماني بريطاني، بطلب للحكومة المصرية، للسماح لها بزيارة الرئيس الأسبق؛ لتقييم ظروف احتجازه. وفي بيان له، برر عبد الله نجل مرسي، لجوءه إلى "تدويل" قضية والده بما يتعرض له في محبسه، إذ "يتم منعه من الحديث أو مقابلة فريق دفاعه القانوني فضلاً عن منع زيارة الأهل علي مدار سنوات الاعتقال واعتقال نجله ومحاميه أسامة مرسي ومن قبله اعتقالي أنا أصغر أبنائه". وأضاف: "الحديث عن الانتهاكات التي يتعرض لها الرئيس مرسي في محبسه تخطى حدود الانتهاك السياسي إلى الانتهاك الإنساني، وتخطى حدود الجغرافيا المصرية ليصل إلى كل أقطار العالم في ظل وسائل الإعلام العالمية والدولية". كذلك، شكت ضحى ابنة محمد بديع، مرشد جماعة "الإخوان" من معاناة والدها داخل السجن منذ خمسة أعوام، واصفة ما يتعرض له ب"القتل البطيء". وأضافت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "على الرغم من تجريد الزنازين من الأغطية، حيث ينام الشيخ السبعيني علي الأرض منذ أكثر من عام بدون أغطية، سحبت إدارة السجن الكرسي الوحيد في الزنزانة". وأوضحت أن والدها البالغ من العمر 74عامًا، "يعاني من تآكل في الغضاريف وكسر قديم في العمود الفقري، ولا يستطيع الجلوس على الأرض أو النهوض منها إلا بالاستناد على هذا الكرسي، كما لا يستطيع السجود أو حتى الركوع في الصلاة إلا بواسطة الكرسي حتى سحبوه". القائمة تضم الكثيرين ممن قالوا إنهم يتعرضون للانتهاكات، ومن تعنت إدارة السجون بحقهم، الأمر الذي لم ينكره سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، قائلاً: "هناك بالفعل انتهاكات تحدث داخل السجون، ولا يحظون بمعاملة آدمية، ولا توجد أسرة كافية". وأضاف ل"المصريون": "الزنازين تعج بالأعداد الكبيرة من السجناء، ولا توجد حمامات صالحة، إضافة إلى أن هناك أماكن احتجاز غير قانونية". وأشار إلى أن "أنه يتم منع الزيارات عن بعض السجناء لفترات طويلة، كذلك هناك محتجزون لم توجه لهم تهمًا حقيقية، ويتم الإفراج عنهم بعد قضائهم فترة طويلة على ذمة الحبس الاحتياطي". واستدرك: لا أستطيع الجزم بشأن ما إذا كان قيادات الجماعة وأعضاؤها يتعرضون لانتهاكات وسوء معاملة أم، ولكن عن تجربة وبشكل عام، كل هذا يحدث داخل السجون". وتابع: "التاريخ يقول أن هناك مبالغات، ولكن أيضًا هناك مخالفات، وأنا دخلت السجن أكثر من مرة ورأيت هذا بعيني". وقال خالد الزعفراني، الباحث في الحركات الإسلامية، إنه لا يستطيع التأكيد، على تعرض قيادات وأعضاء الجماعة للتعذيب أو عدم تلقيهم الرعاية الصحية الكافية كما يدعون، وأيضًا لا يستطيع نفي حديثهم. وأضاف: "لم أر شيئًا بعيني؛ لذا لا أستطيع التحدث عنه، ولم أجلس مع أحد منهم لأتأكد من صحة تلك الأحاديث".