بينما أعلن سياسيون كانوا قادة «30 يونيو» ضد حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، اعتزالهم العمل السياسى والمجال العام؛ لأسباب مختلفة، على الرغم من انغماسهم فيه لأعوام طويلة وكانوا سببًا في تغيير المسار السياسي في فترات معينة، قال آخرون إنهم يفكرون جديًا فى ذات الأمر، أو امتهان عملًاً آخر غير السياسة، ما أرجعه مراقبون، إلى الممارسات والإجراءات الذى يقوم بها النظام ضد المعارضين، لإغلاقه المجال العام، مثنيًا فى الوقت ذاته على القرار. مصر القوية مؤخرًا، قرر حزب «مصر القوية»، الذى يتزعمه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، تم تجميد أنشطته لأجل غير مسمى، ردًا على اعتقال رئيس الحزب، ونائبه محمد القصاص، وما وصفه «حملات الكراهية المحمومة التى يمارسها النظام وإعلامه ضد المعارضة السلمية». شفيق أيضًا، ابتعد الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق، بشكل تدريجى عن المشهد السياسي، حيث فوض نائب رئيس الحزب، اللواء رؤوف السيد، فى مباشرة اختصاصات ومسئوليات رئيس الحزب، على أن يكون ممثلاً له أمام كل المؤسسات والجهات المعنية بالدولة، وذلك عقب قرار انسحابه من الانتخابات الرئاسية، ما يعنى بشكل أو بآخر اعتزال السياسة، وهذا ما قرره أيضًا، الدكتور حازم عبد العظيم، الناشط السياسي، والقيادى السابق بالحملة الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسى. أبو الغار ومن أوائل الشخصيات، التى أعلنت اعتزالها العمل السياسي، الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعي، وذلك عقب استقالته من رئاسة الحزب، وكذلك الدكتور وحيد عبد المجيد، أستاذ العلوم السياسية، و القيادى السابق بجبهة «الإنقاذ». نور فرحات بينما، أعلن الدكتور محمد نور فرحات، الفقيه الدستورى، كبير مستشارى الأممالمتحدة السابق لحقوق الإنسان، اعتزال العمل السياسى والحياة السياسية. وكتب فرحات، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، قائلاً: "مش حتكلم فى السياسة تاني.. الحديث فى الحب لأهل البيت بعد السبعين وخرير مياه الجندول، وسقوط الشمس فى أفق المغيب والعبادة أكثر جدوى". عضو القومى لحقوق الإنسان أما، جورج إسحاق، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، لفت فى تصريحات له، إلى أنه يفكر بشكل جدى فى اعتزال العمل السياسي، بل إنه فى حال عدم فتح المجال العام وإعطاء فرصة للأحزاب ?داء دورها، والسماح للسياسيين بطرح وجهات نظرهم والاستماع إليهم، سيعتزل العمل السياسى – حسب قوله. خالد يوسف المخرج خالد يوسف، عضو تكتل «25-30» بالبرلمان، المعارض للسلطة، هو الأخر، بدأ يبتعد تدريجيًا عن العمل السياسي، واتجه للإخراج السينمائى مرة أخرى، مهنته الأساسية. عبدالله الأشعل السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، رأى أن قرار اعتزال الحياة السياسية، الذى اتخذته بعض الشخصيات، هو القرار الأنسب والصحيح، خلال هذه الفترة، لا سيما أنه لم يعد هناك حياة سياسية، أو أجواء تسمح بممارسة العمل السياسي. وخلال حديثه ل"المصريون"، لفت إلى أن السلطة الحالية، أغلقت المجال العام، وباتت لا تستمع لأحد، ولم تسمح لأحد بخوض الانتخابات أما الرئيس السيسى بل وفرضتها، وبالتالي، يجب على جميع الممارسين للعمل السياسى تركه مؤقتًا. وبرأى الأشعل، فإنه فى حال حدوث أية تغييرات، فمن حقهم العودة لممارسة السياسة، أما الآن فلا فائدة من تواجدهم على الساحة، مشيرًا إلى أن مصر يحكمها الآن نظام من نوع خاص، بل إنه لا يوجد له مثيل فى تاريخ الدول كلها، ولم تذكر مثله كتب التاريخ على الإطلاق. مساعد وزير الخارجية الأسبق، أكد أن لكل شخص الحق فى اعتزال العمل السياسي، أو مقاطعة الانتخابات الرئاسية، متابعًا: "الحقيقة، النظام الحالى اكتشاف جديد".