هكذا ساهم محمد صلاح في تغيرات كبرى بالمجتمع البريطاني

كشفت عدة صحف عالمية عن تغيرات اجتماعية كبرى استطاع النجم المصري محمد صلاح إحداثها في المجتمع الإنجليزي بعد المستويات الكبرى التي يقدمها مع فريقه ليفربول .
ويقول مراقبون إن احتفاء جماهير "ليفربول" بصلاح لم يتوقف عند أهدافه الغزيرة ومهارته في الملعب فقط، بل امتد أيضا إلى دينه وأصوله المصرية، وأكدوا أن هويته الإسلامية والتزامه بدينه لم تعد تمثل مشكلة، بل على العكس صارت إحدى مميزاته التي يتغنى بها الجمهور.
وقاد النجم المصري فريقه ليفربول ليحقق فوزا كبيرا على وستهام يونايتد، بنتيجة 4/1 مساء السبت، ليحتل الفريق وصافة الدوري الإنجليزي الممتاز.
وسجل صلاح هدفا في المباراة، ليتساوى في صدارة هدافي الدوري الإنجليزي مع هاري كين مهاجم توتنهام برصيد 23 هدفا لكل منهما، وليتساوى كذلك مع "لويس سواريز" الذى كان أكثر لاعب يسجل أهدافا في موسم واحد لفريق ليفربول برصيد 31 هدفا قبل أربع سنوات.
وتوج صلاح في كانون الثاني/ يناير الماضي بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2017 من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ، بعد أن نجح في قيادة المنتخب المصري إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب 28 عاما.
هكذا أثر على الجماهير
ويحرص صلاح على الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي داخل وخارج الملاعب عبر السجود لله بعد كل هدف يحرزه، وحمل القرآن معه في تنقلاته، وأدائه صلاة الجمعة بالمسجد.
وفي مقابلة مع قناة "بي بي سي" البريطانية، أعرب إمام مسجد "الرحمة" في مدينة ليفربول الإنجليزية، عن سعادته بالأخلاق الرفيعة التي يتمتع بها محمد صلاح، مؤكدا أن هذه الأخلاق أثرت تأثيرا إيجابيا على مشجعي فريق ليفربول.
وأوضح إمام المسجد أن أخلاق صلاح داخل وخارج الملعب جعلت جمهوره يحترمه، وانعكس ذلك على تصرفاتهم، خاصة المراهقين منهم، حتى أنهم ألفوا له أغنية خاصة بعنوان "المسجد سيكون مكاني" وأحدثت ضجة كبيرة في إنجلترا، وأعرب الإمام عن سعادته البالغة بهذا التحول الذي أحدثه صلاح، وجعل الناس يذكرون الدين الإسلامي بشكل إيجابي بسبب هذا الشخص المتميز.
صلاح ضد العنصرية
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير لها الأسبوع الماضي، أن محمد صلاح ساهم في تراجع الحوادث العنصرية يى إنجلترا منذ انضمامه لفريق "ليفربول"، مشيرة إلى أن إشادة الجماهير الإنجليزية بالدين الإسلامي في هتافاتهم الرياضية يعد أمرا غير مألوف فى الملاعب الإنجليزية.
ونقلت الصحيفة عن المدير التنفيذي لمنتدى مكافحة العنصرية في أوروبا "بيارا بوار" قولها إن أغنية جمهور ليفربول لمحمد صلاح تعد المرة الأولى التي يلاحظ فيها بشكل واضح مثل هذا التقدير من الجمهور الإنجليزي للاعب مسلم، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها تعليقا إيجابيا وصريحا يتضمن الدين الإسلامي في الملاعب الإنجليزية، المعروفة بانتشار العنصرية فيها.
وأكدت "بوار" تراجع حدة الإهانات العنصرية ضد الجالية المسلمة في بريطانيا منذ قدوم صلاح إلى ليفربول، واصفة الأمر بالخارق، مشددة أن اللاعب الجيد مثل صلاح يكسر الحواجز، ويدفع الجماهير لتقبل عرقه أو دينه، حتى لو كانوا في الماضي ضد ذلك، وهو الأمر الذي ترى فيه فائدة كبيرة للتغلب على العنصرية.
"سأعتنق الإسلام من أجل صلاح"
وألفت جماهير ليفربول أغنية لصلاح، يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "أغنية المسلم"، تقول كلماتها: "هو جيد بالنسبة لي.. هو جيد بالنسبة لك.. وإذا سجل المزيد من الأهداف قد أصبح أنا مسلماً مثله، صلاح جيد بالنسبة لي، صلاح جيد بالنسبة لك، سيكون المسجد مكاني الذي أفضل التواجد به".
وكتب أحد مشجعي فريق ليفربول عبر "تويتر": "إذا ظل محمد صلاح يسجل أهدافا بهذا القدر سنغير أغنية فريق ليفربول الشهيرة "لن تسير وحدك أبدا" ونردد الأذان بدلا منها!".
وكتب أحد المعجبين بصلاح قائلا: "سأعتنق الإسلام فورا من أجل محمد صلاح، على الرغم من أني لست من مشجعي ليفربول".
"عمدة ليفربول"
الكثيرون أبدوا إعجابهم بمحمد صلاح صاحب ال25 عاما، بسبب أخلاقه الحميدة والتزامه الديني وجديته وتواضعه، حتى أن شبكة "ESPN" الرياضية الأمريكية قالت إن شعبية محمد صلاح أصبحت طاغية لدرجة تؤهله ليكون عمدة مدينة "ليفربول".
وأكدت الشبكة أن صلاح خطف قلوب جماهير المدينة الإنجليزية، حتى أنها تنظم مظاهرات حب إلكترونية له على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لتواضعه الشديد، وتألقه داخل الملعب، بعدما أصبح أهم لاعبي الفريق.
كما سبق أن غنى الجمهور له أغنية بعنوان "محمد صلاح.. ملك مصر"، تقديرا لمهارة المهاجم المصري الذي بات النجم الأبرز للفريق.
كما نشر زميله في "ليفربول" اللاعب الكرواتي "ديان لوفرين" صورة لصلاح، ووضع على رأسه تاجا، وكتب تحتها تعليق "رئيس مصر المقبل".
وعبر الصحفي الإنجليزي "داف أوكوب" عن أمنيته بأن يكون مصريا لشدة حبه لصلاح، فكتب عبر "تويتر": "أتقدم بطلب للحصول على الجنسية المصرية، صلاح يجعلني أحب أن أكون مصريا".