اندلعت اشتباكات عنيفة بين شرطة مكافحة الشغب الإيطالية ومتظاهرين بسلسلة احتجاجات في "بيزا" و"ميلانو" و"روما". وشهدت العاصمة الإيطالية روما، وعدد من المدن الكبرى بينها العاصمة الاقتصادية ميلانو، وباليرمو عاصمة جزيرة صقلية، اليوم السبت، مسيرات مناهضة للفاشية والعنصرية في البلاد. وتأتي المسيرات بعد نحو ثلاثة أسابيع على واقعة إطلاق النار، نفذها شاب يميني متطرف في مدينة ماتشيراتا مستهدفاً جمعاً من الأفارقة، وقبل ثمانية أيام من الانتخابات التشريعية التي ترجح استطلاعات أن يفوز فيها يمين الوسط. وقال التلفزيون الحكومي، إن تعزيزات أمنية كبيرة انتشرت في المناطق الرئيسية من العاصمة، التي انطلقت فيها ثلاث مسيرات بعد ظهر اليوم، الأولى تحت شعار "لا للفاشية" قدر عدد المشاركين فيها بما يقرب من 20 ألفاً بتنظيم من تشكيلات يسار الوسط بحضور أمين عام الحزب الديمقراطي ماتيو رينزي، ورئيسة البرلمان لاورا بولدريني وممثلون عن بلدية روما. فيما تنظم المسيرة الثانية نقابات وجمعيات اجتماعية طلابية يسارية تحت شعار "لا للفاشية والعنصرية"، وقدر المشاركون فيها بنحو 4 آلاف وخمسمائة شخص. كما تسير في رما مظاهرة برعاية تنظيم "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف، حيث سترأس زعيمته المرشحة للبرلمان، جورجا ميلوني، في ختامها مهرجاناً انتخابياً، ويقدر عدد المشاركين فيها بنحو 10 آلاف شخص. وحسب التلفزيون، فقد حظرت الشرطة على المشاركين في الفعاليات الثلاثة ارتداء الخوذ، واقتناء العصي والهروات وغطاء الوجه، كما وضعت أجهزة كشف عن المعادن في مداخل الأحياء التي ستشهد عبور المسيرات. وفي ميلانو، اعتصم صباح اليوم، طلاب حول نصب تذكاري مناهض للفاشية وسط العاصمة الاقتصادية للبلاد، ووقعت اشتباكات مع الشرطة حينما شرعت في فض الاعتصام. وفي مدينتي ميلانو وباليرمو، تجري تظاهرتان مناهضتان للعنصرية والفاشية، تنظمها نقابات وتجمعات اجتماعية وطلابية يسارية وأخرى تابعة للمجتمع المدني. ومع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الأحد المقبل، تزايدت وقائع العنف بين مؤيدي اليسار واليمين على المستوى الشعبي، حيث وقعت في مدينة تورينو مساء الخميس، أعمال عنف بين متظاهرين يساريين ورجال شرطة أفضت إلى إصابة شرطي بجروح. كما هاجم متظاهرون تجمعاً انتخابياً لزعيم "رابطة الشمال" اليميني المتطرف ماتيو سالفيني، في مدينة جنوا، مما أدى إلى وقوع بعض الإصابات الطفيفة. تجدر الإشارة أن ستة أجانب جرحوا، في الثالث من فبراير الجاري في مدينة ماتشيراتا، جراء تعرضهم لإطلاق نار من سيارة كان يقودها شاب ينتمي لليمين المتطرف. وقالت قيادة الشرطة المدينة آنذاك، إن الفاعل يدعى "لوكا ترايني" ويبلغ من العمر 28 عاماً، وإنه تعمد إطلاق النار على جمع من الأجانب من ذوي البشرة السمراء، قرب محطة القطارات المركزية في المدينة مما أدى إلى جرح ستة. وكان الرجل يضع العلم الإيطالي على كتفه، ثم أدى التحية الفاشية بعد ن خرج من سيارته، حين قامت الشرطة بتوقيفه.