تظاهر آلاف الأشخاص السبت في ماتشيراتا ضد الفاشية، وذلك بعد أسبوع من جريمة إطلاق نار ذات طابع عنصري أصيب فيها ستة أشخاص في هذه المدينة الصغيرة بوسط إيطاليا التي عززت فيها الإجراءات الأمنية خشية انفلات. وكان رئيس بلدية ماتشيراتا رومانو غارنسيني (يسار وسط) طلب إلغاء كل التجمعات لضمان راحة السكان، لكن المحافظة وافقت مساء الجمعة على تظاهرة السبت شرط أن يسير المحتجون في محاذاة أسوار المدينة بدون الدخول إلى وسطها التاريخي. وخشية حدوث انفلات أغلقت المدارس والغي قداس مساء السبت كما أغلقت معظم المتاجر منتصف النهار. وانتشر عناصر أمنيون فيما حلقت مروحية في سماء المدينة. وكانت سجلت مساء الخميس مواجهات حين تظاهر عشرات من ناشطي "فورتسا إيطاليا" (يمين متطرف) ضد المهاجرين وأدوا التحية الفاشية للشرطة. وعبر جوليانو دينتي (40 عاما) وهو عامل حدائق قدم مع مئة من الناشطين المناهضين للفاشية من بيزا للتظاهر السبت، عن غضبه لما حدث الخميس. وقال "لدينا دستور معاد للفاشية بامتياز وأريد أن يتم الدفاع عن هذا الدستور وأن تطبق قوانين مكافحة تمجيد الفاشية". أما غينابا ديوب (23 عاما) وهي من أصل سنغالي وولدت وكبرت في ماتشيراتا فحملت لافتة كتب عليها "لوني ليس جريمة" مضيفة "هناك كثير من التوتر والعنصرية هنا، والناس ينظرون إلينا بشكل غريب طوال الوقت، ليس صحيحا أن الجميع مندمج". وقبل أسبوع أطلق شاب حليق الراس وممهور بأوشام فاشية النار على عشرة أفارقة في المدينة موقعا ستة جرحى، وقال إنه أراد الانتقام لقتل باميلا ماتروبييترو (18 عاما) التي عثر على جسدها مقطعا بعد اعتقال نيجيري اشتبه باقترافه الجريمة. وقبل ثلاثة أسابيع من موعد الانتخابات التشريعية في 4 مارس، أعادت هذه الحوادث والأحداث ملف الهجرة إلى قلب الحملة الانتخابية التي هيمنت عليها الخطب المبالغة في توجهها اليميني.