قرر السودان، تأجيل الاجتماعي الثلاثي المقرر إقامته الأسبوع المقبل بالخرطوم، وبحضور أعضاء اللجنة الفنية والوزارية مندوبين عن كل من السودان ومصر وإثيوبيا. وعزا السودان في بيان رسمي، التأجيل إلى أنه جاء بطلب من الجانب الإثيوبي، الذي أكد عدم جاهزيته لحضور الاجتماع في ظل الاضطرابات الأمنية التي يعاني منها في الآونة الأخيرة والتي أدت إلي استقالة رئيس الوزراء الإثيوبي، مريام ديسالين. من جهتها، قالت السفيرة مني عمر، مبعوث الرئيس السابق عدلي منصور إلى إثيوبيا بخوص مفاوضات سد النهضة، إن "مصر أكبر المستفيدين من الوضع الحالي في إثيوبيا، خاصة وأن رئيس الوزراء مريام ديسالين، كان له دور متعنت ومتشدد بخصوص المفاوضات مع الجانب المصري، بجانب السودان الذي كان له اتفاقات معه، وبالتالي استقالته من الممكن أن تؤدي إلى انفراجة في المفاوضات بين الطرفين بشكل كبير". وأضافت عمر ل"المصريون": "الجانب المصري لا يستطيع أن يستثمر أي أمر في الداخل الإثيوبي، أو يشير إلى ذلك بأي شكل من الأشكال، حتى لا يؤدي إلى رد فعل عكسي، مثلما حدث في وقت سابق، حين هلل الإعلام لبعض الاضطرابات في الداخل الإثيوبي، وهو أمر استغلته إثيوبيا، وأصبحت أكثر تعنتًا في المفاوضات نتيجة لهذه التصرفات الخطيرة والمضرة بالمصلحة المصرية". وأكد عمر أن "التأجيل من الطرف السوداني للقمة الثلاثية، لهخلو منصب وزير الري في إثيوبيا بعد استقالة تغيير رئيس الوزراء، وهو أمر لا شك فيه، خاصة وأن الموعد متفق عليه منذ وقت قصير، وبحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي المستقيل مريام ديسالين خلال اجتماعات الاتحاد الإفريقي بإثيوبيا الشهر الماضي". وتتخوف مصر من تأثير سلبي محتمل لسد "النهضة" على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل (55.5 مليار متر مكعب)، مصدر المياه الرئيسي للبلاد، فيما تقول أديس أبابا إنها بحاجة ماسة إلى السد لتوليد الطاقة الكهربائية، وتؤكد أنه لن يمثل ضررا على دولتي مصب النيل، السودان ومصر.