تنعقد الآمال بشكل كبير على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى المقررة غدا إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وعلى جانبها تجرى قمة ثلاثية مع رئيس الوزراء الإثيوبي مريام ديسالين، والرئيس السودانى عمر البشير، لمناقشة ملف سد النهضة، الذى يهدف الرئيس عبد الفتاح السيسى لتحقيق تقدم يذكر فى مفاوضاته المتعثرة منذ نحو عام قبيل الانتخابات الرئاسية. وتأتى الزيارة بعد أسابيع قليلة من زيارة رئيس الوزراء الإثيوبى مريام ديسالين، للقاهرة وإلقائه خطابا أمام مجلس النواب، ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، رفض خلالها اقتراح مصر بإدخال البنك الدولى ليصبح مشرفا على المفاوضات بخصوص سد النهضة بين الطرفين، باعتباره طرفا محايدا تستمع إليه الدولتان فيما يخص التوصيات التى سيقرها. وتهدف مصر خلف اللقاءات المتتالية، إلى إقناع الحكومة الإثيوبية، بإعادة المفاوضات المتعثرة بين الجانبين، والتى يسهم فيها السودان من خلال الرئيس عمر البشير بشكل كبير، وجعلت المكتب الفنى المختص بإصدار تقارير عن مدى خطوة سد النهضة، يمد فترة عمله إلى عام إضافى بسبب عدم تمكنه من الدخول إلى السد أو الحصول على الرسومات الأساسية لبناء السد، والتى تحدد بشكل كبير فوائد وأضرار بناء سد النهضة. وفى هذا الإطار، أشار حسام رضا، الخبير المائي، إلى أن مصر ستعاود طرح رؤى مغايرة على الحكومة الإثيوبية، من خلال التأكيد على المصلحة المتبادلة، وتحاول بشكل أكبر إقناع الحكومة السودانية التخلى عن موقفها المتعنت بخصوص المفاوضات، والذى انقلب إلى الضد نتيجة بحث الرئيس السودانى عمر البشير على خلق عدو جديد بسبب الاضطرابات الداخلية نتيجة غلاء الأسعار، ومن ثم غض الطرف عن هذه المشكلات وتركيز الرأى العام الداخلى على المعركة مع مصر. وأضاف رضا، فى تصريح ل"المصريون"، أن قضية مصر الأساسية، هى مد فترة ملء خزان سد النهضة إلى 7 سنوات بدلا من 3 سنوات فقط، وهى الخطة التى تعمل عليها الحكومة الإثيوبية، وتسببت فى ظهور بعض الجزر بالفعل فى نهر النيل، بسبب جفاف المياه، وهو أمر سيجعل مصر تضطر لإظهار قوتها من خلال الجزر السعودية الموازية لإثيوبيا وتمركز عسكريا فيها، إلى جانب التمركز العسكرى فى إريتريا وبالتالى تهديد إثيوبيا بشكل واضح. من جهته، أكد نور أحمد نور، الخبير المائي، أن المفاوضات الجارية بين مصر وإثيوبيا هى الحل الوحيد للانتهاء من الأزمة الحالية بخصوص سد النهضة وتأثيراته السلبية على مصر، خاصة أنه تجربة مبدئية للتفاوض مع الجانب الإثيوبي، والذى ينتوى بناء العديد من السدود الصغيرة بعد الانتهاء من بناء سد النهضة، ومن ثم فإن على الحكومة المصرية عض الأنامل والاستمرار فى المفاوضات بعيدا عن استخدام القوة. وأضاف نور فى تصريح ل"المصريون"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى سيؤكد خلال القمة المنتظرة غدا، أن مصر لن تتجه أبدا إلى استخدام القوة مع الأشقاء والجيران، بالإضافة إلى إمكانية المساعدة فيما يخص قضية توليد الكهرباء وهو الجانب الذى تتميز به مصر فى قارة إفريقيا بشكل عام، ومن ثم يمكن استمالة الحكومة الإثيوبية إلى القبول الجزئى بعودة المفاوضات على الأقل.