تعد الفترة التى تولاها اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء، من أسوأ الحقب الزمنية التى مرت على المحافظة؛ نظرًا لحالة الانفلات الأمنى على مستوى مدن المحافظة، وسيطر مشهد الانفلات الأمنى على مستوى المحافظة المصرية ما يقرب من 67 حالة سرقة بالإكراه للسيارات ومحطات الوقود والبنوك ومكاتب البريد، مما أثر بالسلب على السياحة فى شرم الشيخ. يؤكد المقربون من "فودة" أنه صاحب حظ عسر أن تولى المنصب فى ظروف يصعب العمل فيها، فيما أشار المحافظ إلى أنه وصل إلى حد الإعاقة فى العمل؛ لأنه تم حصار مبنى المحافظة أكثر من مرة. رفع المحافظ شعار "تحدى المستحيل"، ووضع حلول فورية، واتبع المكاشفة والمصارحة وعدم الاستسلام إلا أنه لم يستطع أن يفعل إلا تكريم الطلبة. فيما استقبل فودة فى فترة وجيزة وزراء النقل والعدل، ورئيس هيئة المناطق الصناعية، وكان لكل زيارة نتائج إيجابية إلا أن الحالة الاقتصادية وقلة الاعتمادات المالية كانت عائق أمام طموحات "فودة". كما وضع حلولا جذرية فى مجال الصحة بتطوير سكن الممرضين والممرضات بالمستشفيات على نفقة المحافظة، وعقد المحافظ اجتماعًا مع وزير الصحة بخصوص حل مشكلة الصحة لاعتبار المحافظة طاردة لهم، حيث تم الاتفاق على زيادة أعداد الأطباء المكلفين، مع قيام المحافظة بتوفير السكن الملائم لهم، ودراسة زيادة الحوافز والبدلات، وتعويض عدم وجود تخصصات معينة بالقوافل الطبية المختلفة، والتعاقد مع الأطباء من ذوى الخبرات والمتخصصين إلا أنه على أرض الواقع بقى عجز الأخصائيين واضحًا. كما واجه المحافظ انتقادات واسعة بعدم محاربته فساد المحافظين السابقين، ورجال أعمال مبارك وأصدقائه "جمال عمر" و"حسين سالم" وفتح ملفات الفساد إلا أن الزمالة العسكرية تعوق دون ذلك، بالإضافة إلى أنه لم يفتح ملف فساد الصناديق الخاصة كصندوق السياحة الذى أنفق أحد المحافظين السابقين ما يقارب 100 ألف جنيه مياه معدنية لضيوف المحافظة. وجاءت واقعة اختلاس موظف بالمحافظة ل 700 ألف جنيه إلا أنه بقى فى منصبه فى عهد المحافظين السابقين حتى فى عهد فودة، ولم يرحل عن منصبه إلا بعد ضغوط. ويرى بعض البدو أن فودة يميل باتجاه المستثمرين على حساب البدو، فقد حصل المستثمرون على توسعات لأراضٍ مجاورة لمشاريعهم التى لم ينتهِ بعضها رغم زيارة فودة الدائمة "لوادى فاران" وكثير من الوديان إلا أنه لم يستطع الفوز بثقتهم كاملة؛ بسبب تواجده فى شرم الشيخ على حساب ال 8 مدن الأخرى. وطالب الأهالى بعد الثورة بفتح ملفات الفساد للمحافظين ورجال الأعمال وسلاطين الحزب الوطنى المنحل، الذين نهبوا أراضى شرم الشيخ بأبخس الأسعار، وأعضاء مجلسى الشعب والشورى ورؤساء المجلس الشعبى للمحافظة ومنصب السكرتير العام الذى بقى محل تشكك يلاحقه الفساد، فقد تم الحكم على السكرتير العام الأسبق ب 3 سنوات سجن لإهدار 2 مليون جنيه، وصل الفساد إلى سكرتيرة المحافظ السابقة التى اختلست الملايين بهدف منحهم أراضِ فى شرم الشيخ. فيما انتقد الثوار وجود مساعد السكرتير العام العميد محمود عيسى، من أركان النظام السابق، المتهم بإنشاء مهبط طائرة هليكوبتر "لمبارك" ولم يستخدمه المخلوع، وإهدار مال عام فى مدينة دهب إلا أن فودة كرمه وبدلاً من أن كان رئيسًا لمدينة دهب عينه مساعدًا للسكرتير العام. ويبقى السؤال، هل سيُحاسب منتفعو الحزب الوطنى لمعرفة من أين لهم كل هذا الثراء فى عهد المخلوع؟، وهل يعين الرئيس محمد مرسى محافظًا ثوريًا أم تكنوقراط؟ يذكر أن اللواء خالد فودة من مواليد 1954، تخرج من أكاديمية ناصر العسكرية، ثم حصل على الماجستير فى العلوم العسكرية من كلية القادة وأركان الحرب، كما عمل كملحق عسكرى فى السفارة العسكرية بالكونغو الديمقراطية، ثم عُين قائدًا للدفاع المدنى، ثم محافظًا للأقصر، ثم محافظًا لجنوبسيناء فى أغسطس11 20، ويجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة.