أكدت صحيفة "دي بريس" النمساوية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيفوز بولاية ثانية في مارس المقبل، موضحة أن الرئيس ليس لديه منافسون حقيقيون، لأن جميع المرشحين الجادين انسحبوا من السباق إما تحت ضغط أو تم القبض عليهم، لافتة إلى أنه رغم أن ما يجري في مصر من انتخابات ما هو إلا "خدعة" للمصريين، إلا أن الرئيس "السيسي" سيحصل على مباركات المجتمع الغربي عند فوزه، وأبرزهما من الرئيس الأمريكي وصديقه، دونالد ترامب. وتحت عنوان "انتخابات مبدئية، مع منافس شكلي وفائز مؤكد"، علقت الصحيفة، في تقريرها، أن هذه الانتخابات في مصر، عندما ينتخب رئيس في بلاد النيل في نهاية مارس، فإن النتيجة واضحة بالفعل الرئيس السابق عبد الفتاح السيسي سيكون هو الجديد أيضًا، ولأنها حملة انتخابية وحيدة إلى حد ما، وأن الانتخابات في مصر تجري "شكليًا"، فإن الملوم الوحيد في هذه القضية هو الدستور المصري. ووصفت الصحيفة، ما يجري في مصر تحت مسمي "انتخابات" ما هو إلا "خدعة" للمصريين، فالنظام تسبب في استبعاد أي منافس جدي ضد الرئيس "السيسي"، إذ تم القضاء عليهم بشكل "ممنهج" في الأسابيع القليلة الماضية، وقد بدأت حملات الضغط من قبل النظام على المرشحين بالفعل في نهاية العام الماضي. وكان آخر رئيس وزراء في عهد "مبارك" الفريق أحمد شفيق، أعلن في نوفمبر الماضي من منفاه في الإمارات العربية المتحدة، أنه يريد أن يترشح ضد السيسي، وبعد وقت ليس بقليل من إعلانه، اعتقل "شفيق"، في دبي ورحل في طائرة خاصة لمصر، ولدى وصوله إلى القاهرة، نقل إلى فندق خمس نجوم واحتجز هناك حتى أعلن انسحابه، قائًلا "بعد أن مكثت خارج البلاد لأكثر من خمس سنوات، أنا لست الشخص المثالي لهذا المنصب"، ثم كتب على "تويتر" - ملف شفيق مغلق. دخول الوزن الثقيل وكان من المتوقع أيضًا أن البرلماني محمد أنور السادات، ابن شقيق الرئيس السابق أنور السادات، يدخل السباق الانتخابي، ولكن عندما رأى ما حدث ل"شفيق"، أعلن انسحابه، موضحًا: "في مثل هذا المناخ، لا أستطيع أن أستكمل ترشحي، لذا قررت أن أنسحب". وقبل عشرة أيام، دخل ثقل حقيقي في السباق: الفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش السابق، الذي تقاعد بعد عهد مبارك، وفى رسالة فيديو دعا كافة المؤسسات المدنية والعسكرية إلى التصرف بشكل محايد في الانتخابات. وقال "عنان"، في خطابه "يجب أن تنقذ مصر من السياسات الخاطئة"، ربما كان منافسًا خطيرًا ضد السيسي، ولكن جنرالين اثنين لا يجتمعان في انتخابات واحدة، وقد اعتقل "عنان" بعد ثلاثة أيام من إعلانه الترشح؛ بسبب عدم حصوله على موافقة الجيش على طلبه، كما ذكر رسميًا. وفي نهاية المطاف، انسحب المحامي الحقوقي خالد علي، على الرغم من اعتقاد الناشطين الديمقراطيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان، أن "علي" كمنافس ليس لديه فرصة للفوز، لكنهم كانوا يأملون في استعادة الفضاء السياسي في النقاش العام مع مرشح رئاسي، وقال "علي" "إن أي آمال في هذه الانتخابات قد فقدت". وأشارت الصحيفة، إلى أن بعد انسحاب جميع المرشحين الجادين بدا الأمر وكأن "السيسي" سيتنافس وحده، ثم فجأة دخل رئيس حزب الغد، موسى مصطفى موسى في السباق، السياسي الذي لا أحد يأخذ ترشحه على محمل الجد، كما أن الحزب الصغير هو واحد من أنصار "السيسي". وفي السياق، يقول هشام هيلر، الباحث الزميل بمركز "بروكينجز" والخبير في الشأن المصري، والذي يعمل في مركز الأبحاث الأمريكي "المجلس الأطلسي" و"المعهد الملكي للخدمات المتحدة" البريطاني: إن "مع هذا النوع من الانتخابات، فإن ظهور العملية السياسية مجرد من أي معنى". ومع ذلك، فإن "هيلر" في محادثة مع الصحيفة، يعتقد أن سياسات "السيسي" الدولية سوف تواجه القليل من الرياح المعاكسة، إلا أنه قال "إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيرسل تهانيه عندما يبدأ السيسى فترة ولايته الثانية، وكذلك الأوروبيون"، ربما يتخلفون قليلًا خلف الأبواب المغلقة، لكن ذلك لن يغير من سياستهم تجاه مصر، لأن ذلك يتم تحديده من خلال اعتبارات أهم بكثير من حقوق الإنسان والديمقراطية"، وأخيرًا، ينظر إلى السيسي في أوروبا كشريك في مكافحة الإرهاب وفي الحد من أزمة اللاجئين.