استضاف جناح الأزهر الشريف بمعرض الكتاب الدولي اليوم الأحد، ندوة حول كتابين من الكتب التي ترجمها مركز الأزهر للترجمة هذا العام إلى 14 لغة حية، وهما كتاب: "مائة سؤال عن الإسلام" للشيخ محمد الغزالي وكتاب "أثر القرآن في تحرير الفكر البشري" للشيخ عبد العزيز جاويش. وأشار الدكتور محمد فوزي عبد الحي – عضو مركز الأزهر للترجمة ومشرف قسم الفتوى باللغة الإنجليزية – إلى إسهامات مدرسة الإحياء والتجديد التي أسس قواعدها الإمام محمد عبده، وأثرى من بعده تلاميذه الحياة الإسلامية والفكر الإسلامي بالعديد من المصنفات والمشروعات العلمية والعملية في سعيهم الدءوب لاستنهاض الأمة واستيفاء شروط النهضة في ضوء القرآن والسنة مع اقتباس علوم العصر؛ وكان من أعلامها الأئمة المراغي وشلتوت والغزالي ومالك بن نبي وأئمة الأدب العرب الرافعي والمنفلوطي والزيات والعقاد وضربائهم. كما تناول الدكتور فوزي منهج الشيخ الغزالي في كتابه مائة "سؤال عن الإسلام" ومحاولته شرح مقاصد العبادات، وتفهيم المحرمات، وتجديد الاجتهاد، وتحفير الأمة إلى تحصيل العلوم العصرية، وإحياء تعاليم الإسلام في الواقع حتى تخرج من بطون الكتب إلى واقع الأمة، ونعى تخلف المسلمين الذي يصد الناس عن الإسلام وتعاليمه السامية، فقال: "إننا نموت ونميت ديننا معنا"، وأشار إلى النموذج الياباني الذي حصل العلوم العصرية وأسباب التقنية واحتفظ بعاداته وتقاليده؛ واشار المحاضر إلى أن كتابة "مئة سؤال" جمع زبدة آراء الشيخ الغزالي في عدد كبير من القضايا العصرية الشائكة التي كانت موضوعا لنقاشات ومعارك فكرية عديدة خلال الثلاثة عقود الأخيرة من القرآن العشرين، حتى يمكن أن يعد هذا الكتاب "مختصرا" لمصنفات الغزالي ونتاجه الفكري. ثم تناول كتاب المحاضر "أثر القرآن في تحرير الفكر البشري" للأستاذ عبد العزيز جاويش، وهو من أعلام رجال التربية والصحفيين في بداية القرن العشرين، وكيف برهن في هذا الكتاب على المؤاخاة بين الدين والعلم، وأثبت أن الإسلام دين الحرية، وأفاض في الاحتجاج بأدلة القرآن على توفير الحرية الفكرية والدينية التي نشر لواءها القرآن للإنسانية جمعاء، فقد آخى القرآن العلم وحصن الحرية وشجع الإبداع حينما كان العلماء والمخالفون من الطوائف يتهمون بالهرطقة ويحرقون في أوربا؛ وقد أدار الندوة الدكتور شاكر موسى، وحاضر فيها الدكتور محمد فوزي عبد الحي.