صدر عن دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة كتاب (أثر القرآن في تحرير الفكر البشري) للعلامة الشيخ عبد العزيز جاويش. ووصف الكتاب حياة البشر قبل ظهور الإسلام بجاهلية الجهلاء "عاشوا كالأنعام بل هم أضل، يعبدون مخلوقات مثلهم؛ فمنهم من يعبد صنمًا، ومنهم من يعبد بقرة، ومنهم من يعبد حَبرًا وعالمًا من العلماء، ومنهم من أقر بوجود اللَّه وعبد معه سواه، ... فجاء النبي محمد برسالة القرآن، بعثه بها الكريم المنان؛ ليحرر بأوامره القدسية النفوس المغلولة، وينجي من مشاعر الجهالة العقول الضالة . لتتبُّع أوامر القرآن وتشريعاته التي جاءت لتحرر العقل من أغلاله، وترشده إلى عقيدة تنفعه في دنياه وآخرته بعد نظره واستدلاله، يصدر هذا الكتاب.الذي تناول بين طياته مجموعة من محاضرات العلامة عبد العزيز جاويش والتي حوت خلفية تاريخية وفكرية عن الأمم الكبرى في طائفة من القرون التي سبقت ظهور الإسلام . وتناول جاويش في محاضراته القانون العام لتلك الأمبراطوريات وما طرأ عليها من تطورات ثم كان مدارها حول القرآن الكريم كدين فطرة في كل شيء فطابقت قواعده وأحكامه وأصوله وآدابه وشرائعه مقتضيات الحاجة البشرية. وتطرقت المحاضرات أيضا إلى موقف القرآن إزاء المعجزات حيث رأى القرآن أنه لو كانت المعجزات الخارقة للعادة كافية مقنعة لما كذب بها الأولون، بعد إذ ألحوا في طلبها وأجيبوا إليها فرأتها أبصارهم رأي العين، ولكن عدم وجود صلة عقلية بين تلك الآيات وبين ما أريدت له من إثبات رسالات الرسل كان من نتائجه القربية أنه لا تكاد تنزل الآيات لطلابها حتى يسارع إلى نفوسهم الشك فيها بعد الإصرار في طلبها واللجاج في استنزالها، فمنهم من يراها من أنواع السحر ومنهم من يكذب بها بغيا وعدوا وتناولت المحاضرات مقام القرآن الكريم إزاء العلوم والمعارف الكونية وبيان مهمة القرآن الكريم كونها ليست كسائر الكتب السماوية السابقة من البحث في الشؤون الكونية والمسائل العلمية وإنما كانت مهمة القرآن الحكيم التي أرادها لتمهيد السبيل إلى التعريف بالخالق –جل شأنه – أن يبين بضرب الأمثال : لم تفكر ؟ فيم تفكر ؟ وكيف تفكر؟ وبين الكتاب أن القرآن الكريم لم يقف القرآن عند هذا الحد فيما ضرب لنا من الأمثال في بيان غوامض الحقائق الكونية بل جاء في ذلك بحقائق، و أمر الأميين بالتسليم بها والتفويض لها، كما أمر العقول الناضجة المقتدرة بطلابها والوقوف على دقائقها والعلم بوجوه الصواب بها ووكانت خاتمة المقالات بعد ذلك عما أحدثه القرآن الكريم من أثر في تحرير الفكر البشري .