اتهمت مندوبة واشنطن لدى الأممالمتحدة، نيكي هايلي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأنه "يفتقر إلى الشجاعة اللازمة للتوصل إلى اتفاق سلام"، في الوقت الذي يرفض الفلسطينيون واشنطن كوسيط بعملية السلام بسبب انحيازها عقب قرارها اعتبار القدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل. وقالت هايلي في إفادة لها أمام جلسة لمجلس الأمن حول القضية الفلسطينية مساء اليوم الخميس، إن الإدارة الأمريكية، "ما زالت ملتزمة بحل الدولتين إذا وافق الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي (على ذلك)". وادّعت هايلي "ليس لدينا حكم مسبق على الحدود النهائية للقدس.. ونحن ملتزمون التزاما عميقا باتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لكننا لن نطارد بعد الآن قيادة فلسطينية (في إشارة إلى عباس) تفتقر إلى ما هو ضروري لتحقيق السلام". وتتناقض إفادة المندوبة الأمريكية مع تصريحات أدلي بها رئيس بلادها دونالد ترامب، اليوم في "دافوس" بسويسرا، أكد خلالها أن موضوع "القدس لم يعد على طاولة المحادثات بين الفلسطينيين وإسرائيل"، وهي تصريحات لاقت رفضا فلسطينيا واسعا. وشنت هايلي هجوما حادا على الرئيس الفلسطيني، معتبرةً أن "السلام الحقيقي يتطلب قادة على استعداد للتقدم إلى الأمام، والاعتراف بالحقائق الصعبة، وتقديم تنازلات والتطلع إلى المستقبل، بدلا من التركيز على مظالم الماضي". وأردفت "يحتاج هؤلاء القادة إلى الشجاعة، وكان الرئيس المصري (الراحل) أنور السادات قائدا من هذا القبيل، فقبل أربعين عاما، قام الرئيس السادات بعمل استثنائي، واتخذ قرارا شجاعا بالسعي لتحقيق السلام، وذهب إلى القدس وألقى كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي (1977)". وتابعت "الولاياتالمتحدة ما تزال مستعدة تماما وحريصة على تحقيق السلام، ونحن لم نفعل شيئا للحكم مسبقا على الحدود النهائية للقدس، ولم نفعل شيئا لتغيير وضع الأماكن المقدسة". وأشارت إلى أنه "لا تزال الولاياتالمتحدة ملتزمة بمساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي يجلب مستقبل أفضل للشعبين"، وفق تعبيرها. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الفلسطينيين، لكن الأخيرين أبدوا مرارا استعدادهم لدخول مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي ولكن مع وقف النشاط الاستيطاني، وهو ما رفضته تل أبيب. وقبل أكثر من عام، قبل الرئيس الفلسطيني دعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لعقد لقاء في موسكو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإعادة إحياء المفاوضات المتوقفة منذ أبريل/نيسان 2014، لكن الأخير طلب تأجيل اللقاء. وفي 6 ديسمبر/كانون أول 2017، أعلن ترامب اعتبار القدسالمحتلة (بشطريها الشرقي والغربي) عاصمة مزعومة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها؛ ما أثار غضبًا عربيًا وإسلاميًا، وقلقًا وتحذيرات دولية. وإثر قرار ترامب، أعلن عباس، في عدة مناسبات، أن الولاياتالمتحدة لم تعد وسيطًا لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وشرع بجولة خارجية اعتبرها مراقبون أنها جاءت للبحث عن وسيط بديل.