كشف مصدر رفيع ذات صلة بملف حوض النيل، أنه جار الاستعداد لعقد قمة ثلاثية لقادة دول مصر والسودان وإثيوبيا لبحث أزمة سد النهضة في غضون الأيام القادمة، بعد أن رفض رئيس وزراء إثيوبيا مقترح مصر بإدخال البنك الدولي كطرف ثالث في المفاوضات الفنية. وقالت المصادر إن قمة ستجمع الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر حسن البشير ورئيس وزراء إثيوبيا هايلي مريم ديسالين خلال قمة الاتحاد الإفريقي المقررة في أديس أبابا قبل نهاية يناير الجاري. وأضافت أن "الهدف الرئيسي من القمة حسم الأمور التي أثيرت خلال مباحثات السيسى ورئيس وزراء إثيوبيا بالقاهرة مؤخرًا، بخصوص عملية الملء واستكمال المسار الفني الخاص بإتمام دراسات السد". واقترحت مصر مشاركة البنك الدولي طرفًا "محايدًا" في اللجنة الفنية الثلاثية لتجاوز "الجمود" في سير المفاوضات، وذلك خلال مباحثات أجراها وزير الخارجية سامح شكري في أديس أبابا، مع نظيره الإثيوبي ورقينة جيبيو، في ديسمبر الماضي. ووفق المصادر، فإن "رفض رئيس وزراء إثيوبيا لمقترح مصر بإدخال البنك الدولي كطرف ثالث في المفاوضات الفنية بشأن سد النهضة كان متوقعًا. وذكرت أن "الرئيس السيسي أبلغ رئيس الوزراء الإثيوبي، خلال زيارته إلى القاهرة أن مقترح البنك الدولي الهدف منه فقط اللجوء إلى طرف فني مشهود له بالخبرة الدولية، وكانت هناك آمال بإمكانية إقناعه بوجهة النظر المصرية". وأوضحت المصادر أنه "على الرغم من الرفض الإثيوبي فإن مصر لن تقبل بأي قرارات أحادية تخص مسألة الملء، وأنها مهتمة بالتوصل إلى اتفاق صريح لإنجاز القضايا العالقة في أعمال اللجنة الفنية الثلاثية ودفعها إلى الاتفاق على سيناريو واضح بموافقة لملء خزان السد دون أضرار بالغة". وأشارت إلى أن "هناك اتصالات تجرى بين المعنيين بالملف في السودان وإثيوبيا لبحث المقترحات التي أبداها رئيس الوزراء الإثيوبي خلال زيارته للقاهرة وإمكانية حل الموقف الخاص باستكمال المسار الفني وفق الطلب المصري بإدخال طرف رابع محايد فى المفاوضات. وقالت المصادر إن الاتصالات الجارية حاليًا تستهدف محاولة الوصول إلى اتفاق سريع، مع الجانبين السوداني والإثيوبي لإقناعهما بالطرح المصري وكسب الوقت، دون تأخير يزيد الأمور تعقيدًا. كان السيسي تعهد بعد اجتماعه مع رئيس وزراء إثيوبيا ألا يدع الخلافات على إنشاء السد تفسد العلاقات مع أديس أبابا. وتختلف الدول التي تشترك في نهر النيل على استخدام مياهه منذ عشرات السنين وحذر محللون مرارا من أن النزاعات قد تتطور في النهاية إلى صراع. ومن المسائل التي تختلف عليها إثيوبيا ومصر السرعة التي سيتم بها ملء خزان السد.