دعا مسؤول سوداني، السبت، أعضاء حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم لارتداء بزاتهم العسكرية، "استعداداً للدفاع" عن البلاد. جاء ذلك في كلمة لوالي الخرطوم، عبد الرحيم محمد حسين، اليوم، خلال اجتماع عادي لمجلس شورى (أعلى هيئة تنفيذية) حزب المؤتمر الوطني الحاكم بولاية الخرطوم. وقال حسين إن "القوات، وجموع الشعب السوداني جاهزين للتصدي لأي عدوان ضد الوطن يأتي عبر حدوده أو منافذه". وأضاف حسين الذي يتولى أيضاً رئاسة حزب المؤتمر الوطني بالخرطوم، أن "استدعاء سفير السودان من مصر عبد المحمود عبد الحليم (قبل نحو 10 أيام)، تم حتى نؤكد لأشقائنا في شمال الوادي (يقصد دولة مصر) إننا حريصون على علاقاتنا الأخوية معهم بشرط الاحترام المتبادل وإيقاف الحملات الإعلامية المعادية للسودان". ومضى قائلاً: "تلك الحملات يقودها أصحاب أجندة خفية (لم يذكرهم) للإساءة للعلاقات السودانية المصرية". والخميس الماضي، قال الرئيس السوداني عمر البشير، في خطاب متلفز، إن قوات بلاده مستعدة لصد ما وصفه ب"عدوان المتربصين والمتآمرين والمتمردين". وآنذاك، قال مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود، في تصريحات له، إن بلاده تتحسب لتهديدات أمنية من جارتيها مصر وإريتريا، بعد تحركات عسكرية للدولتين في منطقة "ساوا" الإريترية المتاخمة لولاية كسلا السودانية (شرق). وهو اتهام لم تعقب عليه الدولتين حتى اليوم، غير أن القاهرة سبق أن نفت مرارًا تدخلها في الشأن الداخلي السوداني. وأعلنت الخرطوم، السبت الماضي، إغلاق المعابر الحدودية مع إريتريا، وربطت الحكومة الأمر بانتشار السلاح وتدهور الأوضاع الأمنية. لكن وسائل إعلام سودانية أرجعت إغلاق الحدود، وإرسال تعزيزات عسكرية، وإعلان "التعبئة والاستفنار" في كسلا، إلى ما قالت إنها حشود عسكرية مصرية- إريترية ومن حركات دارفورية متمردة موجودة في الجانب الإريتري من الحدود. ومن آن إلى آخر تتبادل الخرطوم وأسمرة الاتهامات بدعم المتمردين في البلد الآخر. فيما تتصاعد الخلافات بين الخرطوموالقاهرة في ملفات، منها النزاع على مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد الحدودي، والموقف من سد النهضة الإثيوبي على نهر النيل، فضلا عن اتهامات لمصر بدعم المتمردين المناهضين لنظام البشير، وهو ما نفته القاهرة مرارا.