«من حقه، أمر ضروري، حصل على الضوء الأخضر، سيتعرض لحملات تشويه، لن يُسمح له».. بهذه الجمل علق معارضون للنظام الحالي، على إعلان حزب "مصر العروبة الديمقراطي"، ترشيح الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة، والمقرر لها مارس المقبل، وسط تأكيدات أنه سيُجبر على الانسحاب، شاء من شاء وأبى من أبى. وأعلن سامي بلح، أمين عام حزب "مصر العروبة الديمقراطي" أمس، عن ترشح الفريق سامي عنان لانتخابات الرئاسة، مشيرًا إلى أن القرار جاء بعد اجتماع الهيئة العليا للحزب. وأضاف أمين عام الحزب- الذي أسسه الفريق عنان- في بيان له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": « بيان إلى شعب مصر العظيم.. سامي عنان رئيسًا للجمهورية 2018». وتابع: "تم انتهاء اجتماع الهيئة العليا لحزب مصر العروبة الديمقراطي مساء اليوم وتم اختيار، رسميًا الفريق سامي عنان زعيم الحزب مرشحًا عن الحزب في انتخابات رئاسة الجمهورية لعام 2018 وسوف يعقد الحزب مؤتمرًا صحفيًا بمقره بالدقي لإعلان ذلك إلى الشعب المصري العظيم". الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إن من حق أي مواطن مصري، يرى في نفسه الكفاءة والقدرة على إدارة شئون البلاد، وانتشالها من أزماتها وعثراتها، الناتجة عن سياسات النظام الحالي، الترشح وخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وخلال حديثه ل"المصريون"، أوضح أن ترشح الفريق سامي عنان أمر ضروري، وكذلك ترشح أي شخصية أخرى، بل يجب أن يعلن آخرون عزمهم خوض الانتخابات، مضيفًا: "كان من الأفضل أيضًا وجود الفريق أحمد شفيق، لا سيما أن لديه تجربة سابقة". المحلل السياسي، رأى أن هناك احتمالين وراء ترشح عنان، الأول، أنه حصل على الضوء الأخضر من المؤسسة العسكرية كلها، والآخر فربما حصل على الضوء الأخضر من جزء من المؤسسة. ورأى أن نزول مثل هذه الشخصيات كان ضروريًا، لا سيما بعد حملات التشويه والتشهير والسب، التي تتعرض له أي شخصية مدنية، ترغب في خوض الانتخابات، أو تحظى بشعبية، لافتًا إلى أن مصر بحاجة إلى تغيير سلمي وبديل عن السلطة الحالية التي تدير الدولة بالصوت الواحد والاتجاه الواحد والرأي الواحد. وتابع: "أعتقد أن هناك كثيرين داخل المؤسسة العسكرية لا يرضيهم أداء السلطة الحالية الهزيل، الذي لا يتناسب مع حجم دولة كمصر ومكانتها"، متوقعًا أن: "عنان هو الآخر سينال نصيبه من حملات التشويه، لكن حجمها لا أعلمه". إلى هذا، قال السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن السلطة الحالية لن تسمح للفريق عنان بالترشح، أمام الرئيس السيسي في الانتخابات المقبلة، منوهًا بأنه سيحدث معه إذا استمر، ما حدث مع الفريق أحمد شفيق، عندما أعلن عزمه خوض الانتخابات المقبلة. وتابع: "بعد ترشح عنان هناك احتمالين، الأول أن السلطة سترسل له تحذيرات كثيرة لكي ينسحب، أما الآخر سيتم توجيه وسائل الإعلام المختلفة لشن حملات تشويه وتشهير ضده لإجباره على الانسحاب، وأنا أتوقع أنه لن يترشح وسينحب قريبًا وهذا ما حدث في انتخابات 2014". وخلال حديثه ل"المصريون"، أضاف أنه ليس من المستبعد أن يكون ترشحه من أجل الحصول شيء ما من السيسي، وحال الاستجابة له سيعلن انسحابه، مؤكدًا أن النظام لن يسمح لأحد أيًا كان أن يترشح أمام الرجل الحالي، المتمسك بالسلطة بقوة غير عادية. ونوه الأشعل، بأن حزب "عنان"، ضعيف وليس لديه شعبية على أرض الواقع، ما يؤكد أنه لن يستمر طويلًا، مضيفًا أنه من الأفضل ترك الانتخابات للسلطة الحالية التي لا تتورع عن استخدام جميع الأساليب القانونية وغير القانونية، والأخلاقية وغير الأخلاقية، للاستمرار في الحكم. وكان سامي بلح، أمين عام حزب مصر العروبة الديمقراطي، قال في منشور سابق: "ليس كل من يترشح لانتخابات الرئاسة أمام الرئيس الحالي كومبارس أو خائن.. كل من يترشح هو ابن من أبناء هذا البلد وعلينا أن نحترمه وأن نستمع إليه وإلى برنامجه الانتخابي، وأن نترك الاختيار الأمثل والأنسب للشعب، فالشعب هو صاحب القرار النهائي في اختيار من يحكمه". واختتم قائلًا: "المهم أن تتوفر للشعب عملية انتخابية حرة ونزيهة تعبر تعبيرًا حقيقيًا عن إرادته دون تدخل من هنا أو هناك". وعنان من مواليد فبراير 1948 في قرية "سلامون القماش" مركز المنصورة، محافظة الدقهلية، واسمه بالكامل سامي حافظ عنان. درس في كلية أركان الحرب في فرنسا، وحصل على زمالة كلية الدفاع الوطني من أكاديمية ناصر العسكرية، وزمالة كلية الحرب العليا، وتدرج في مناصب الجيش المصري، حيث تولى منصب رئيس فرع العمليات في يوليو عام 1998، ورئيس أركان قوات الدفاع الجوي في يناير عام 2000، ثم قائدا لقوات الدفاع الجوي عام 2001، وبعدها أصدر الرئيس المصري السابق حسني مبارك قرارا بتعيينه رئيسا للأركان عام 2005 برتبة فريق. وأقيل في 12 أغسطس 2012 بقرار من الرئيس المعزول محمد مرسي، وصدر قرار بتعيينه مستشاراً لرئيس الجمهورية، وفي أوائل العام 2014 أعلن عنان ترشحه لانتخابات الرئاسة، إلا أنه انسحب بعدها بأيام.