هل سمعتم عن المظاهرات التى ستجتاح شوارع مدينة نصر تحت إشراف الإعلامى القدير توفيق عكاشة.. أنا عندى خبر بها... كما أن عندى خبر بأنها ستكون المظاهرات الأغرب فى العالم لو تمت والسبب ببساطة هو أن من سيقومون بها سيحظون بشرف تحقيق إنجاز تاريخى غير مسبوق فهم سيتفردون على وجه الكرة الأرضية وعلى مر التاريخ بأنهم "دونًا عن غيرهم" تظاهروا من أجل الشىء وعكسه فى أقل من أسبوع، فالعلة فى المسألة هى أن الأشخاص الذين تظاهروا تأييدًا للمجلس العسكرى منذ أقل من أسبوع هم أنفسهم الذين يدعون الآن للتظاهر ضده.... لماذا.... لأن الدكتور محمد مرسى فاز بانتخابات الرئاسة، ولأن الفريق أحمد شفيق خسر.... وما علاقة المجلس العسكرى بذلك... الإجابة صادمة... لقد كانوا يعتقدون بيقين أن المجلس العسكرى مسئول مسئولية كاملة عن تسليم السلطة للفريق أحمد شفيق وليس للفائز فى الانتخابات الرئاسية!!! من ناحيتى أرى ضرورة تغيير الوجوه والاستعانة بوجوه جديدة فى مثل هذه السلسلة من المظاهرات التى سيحمى نارها الكثيرون حسدًا من عند أنفسهم للإخوان وأنصح بشكل خاص أولئك الذين حضروا مظاهرة التأييد يوم السبت الماضى ألا يحضروا الحدث لسببين السبب الأول أن وجوههم قد حُفظت تمامًا وتكررت بشكل مريع وفقدت مصداقيتها كوجوه، والسبب الثانى من أجل الحفاظ على ما تبقى من الكيان لديهم إذ ثبت أن تأييد الإنسان لمبدأ وعكسه خلال فترة قصيرة من الزمن يدمر كيانه تمامًا ويجعل من وجوده عبثًا. اختار منظم الحدث وضع المنصة فى طريق النصر لتكون موقعًا للحدث... على أى أساس.. أنا لا أعرف على وجه التحديد.... لكنه بالتأكيد يعرف وهذا كاف.. هل أعتقد أن النصب التذكارى مكان تاريخى، وبالتالى فهو جدير بالحدث.. أم أنه ظن كونه مكانًا عسكريًا يجعله الأنسب لإقامة مظاهرة ضد المجلس العسكرى.. ربما يكون ذلك الاحتمال أقرب للصواب... وعلى هذا الأساس فلقد فكر المنظم فكرته ومكر مكره وقرر قراره واختار اختياره ونفذ تنفيذه..... مظاهرة ومنصة. سيكون الهدف الأساسى لعكاشة إثبات أنه قادر على انتزاع عدد كبير من الناس من بيوتهم والزج بهم إلى معترك كرنفال جماهيرى تعبيرًا عن الغضب الكامل والمطلق من المجلس العسكرى نتيجة لقراره الغريب المتمثل فى السماح للفائز بالانتخابات الرئاسية بتولى منصب رئيس الجمهورية نظرًا لأن المرحلة المقبلة تتسم من وجهة نظره بالخطورة والتقلب والتذبذب والصعود والهبوط والمؤامرات والضرب بيد من حديد على أيدى العابثين والفوضويين ومتجمهرى الطرقات والديماجوجيين. يمكن أيضًا للحدث أن يجتذب مطربًا من نوعية عمرو مصطفى مطرب الثورة المضادة، الذى قال من قبل كلمة "يريد" التى يستخدمها الثوار فى جملتهم (الشعب يريد) كلمة يهودية ولاحظ أنه لم يقل أنها يهودية بالتشابه أو أنها يهودية الأصل لقد قال فى بث تليفزيونى مباشر إنها يهودية خالصة ودلل على ذلك بأن اليهود دائمًا ما يقولون نريد إذا ما أرادوا شيئًا وبناءً عليه فالكلمة مشبوهة وغير جديرة بكل هذا الاحترام من قبل الثوار!!!! المشكلة فى طلب عمرو بعدم استخدام فعل نريد أنه لم يوضح هل هو مستاء من استخدام الكلمة من قبل الثوار فى جملة الشعب يريد فقط، أم أنه يطالب بعدم استخدامها عمومًا فى الموضوعات الصحفية والمواد المكتوبة والأحاديث الإعلامية والحوارات العامة لأنه فى هذه الحالة سيصعب جدًا تنفيذ طلب عمرو نظرًا لأن الكلمة بالتحديد كثيرة الاستخدام بشكل غير عادى وغير طبيعى ولافت للنظر. ستصور قنوات تابعة للفلول الحدث وستنقله على أنه احتجاج ضد المجلس العسكرى، لكن من سيحضرون مثل هذه المظاهرة سيثبتون بالدليل القاطع أن الإنسان فى لحظة ما من هيستريا الهزيمة يمكنه أن يصل إلى مناقضة نفسه كليًا فأولئك القوم الذين يدعون للاحتجاج ضد المجلس العسكرى كانوا يروجون لثقافة الثقة المطلقة بالعسكر وتجريم تخوين قيادته بل وسجن كل من تسول له نفسه التطاول على الجيش!! صحفى مصرى مقيم بالكويت