اليوم تتجه أنظار عشاق كرة القدم نحو العاصمة الأوكرانية كييف لمتابعة نهائى بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم بين أسبانيا وإيطاليا, ولا تقتصر المباراة كونها نهائى للعبة الأشهر بالعالم فقط إذ صارت كرة القدم "الاحترافية" علمًا وفنًا وتجارة، ومرتبط بها الكثير من التعقيدات الاقتصادية والتجارية, فالإسبان ينتظرون الفوز لكى ينفضوا غبار الأزمة الاقتصادية التى تعصف بالبلاد والتى أدت إلى ارتفاع نسبة البطالة وخاصة بين الشباب، فضلاً عن حاجة البنوك ضخ أموال، إضافة إلى سعى الدولة إلى خطة إنقاذ مالى. ووفق استطلاع رأى قامت به شركة "أن سى ريبورت" الإسبانية، تم نشره فى صحيفة "لا رازون" المدريدية، فإن ما يقارب 80% من الإسبان يرغبون فى أن يصنع كاسياس ورفاقه التاريخ، وأن يصبحوا أول منتخب يفوز بثلاث بطولات كبرى متتالية بعد كأس أوروبا عام 2008 وكأس العالم 2010. إلا أن الاستطلاع أوضح أيضًا أن الإسبان خائفون من الأزمة الاقتصادية، حيث إن 76% منهم يفضلون أن تنتهى الأزمة على الفوز بالبطولة.. وأظهر "أن سى ريبورت" أيضاً أن 87% من الإسبان معجبون بطريقة أداء لعب رجال دل بوسكى، ويتفق 74% على أن المنتخب هو الأفضل فى التاريخ.. وطبقاً للاستطلاع، يُعتقد أن أكثر من نصف الإسبان يرون أنهم سوف يحققون النصر، فضلاً عن أن ما يقارب 78% منهم يعتقدون أن البطولة سوف تساعد على تحسين صورة إسبانيا حول العالم. ونظرًا للأهمية الكبرى للمباراة، فأعلن فى أسبانيا أن رئيس الوزراء الإسبانى ماريانو راخوى، وولى العهد الإسبانى الأمير فيليب، سيحضران النهائى، وجاء قرار مونتى وراخوى بحضور النهائى فى كييف على النقيض تمامًا من القرار الذى اتخذه العديد من الساسة الأوروبيين بالمقاطعة غير الرسمية لمباريات البطولة التى تقام فى أوكرانيا. وثار الجدل فى الأسابيع الماضية داخل الاتحاد الأوروبى بشأن إمكانية مقاطعة مباريات البطولة التى تقام فى أوكرانيا؛ بسبب سجل أوكرانيا فى مجال انتهاكات حقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق بالانتهاكات ضد رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو التى تقضى حاليًا عقوبة بالسجن. ولكن مسئولى المفوضية الأوروبية لم يتحدوا حول أى قرار بهذا الشأن ليصبح الأمر متروكًا للحكومات كل على حدة لاتخاذ ما يناسبها من مواقف. ولم يتضح بعد ما إذا كان راخوى والأمير فيليب سيتجاهلان الحكومة الأوكرانية بقيادة الرئيس فيكتور يانكوفيتش خلال المباراة النهائية. وأوضحت وسائل الإعلام الإسبانية أن راخوى والأمير فيليب قد يلجآن للجلوس فى المقاعد المخصصة للاتحاد الأوروبى لكرة القدم (يويفا) بدلاً من الجلوس فى المقصورة إلى جوار يانكوفيتش.. وسبق لراخوى والأمير فيليب أن حضرا المباراة الافتتاحية للمنتخب الإسبانى فى البطولة، وكانت أمام المنتخب الإيطالى أيضًا وانتهت بالتعادل 1-1 فى مدينة جدانسك البولندية، حيث تشارك بولندجا جارتها أوكرانيا فى استضافة فعاليات البطولة. كما يعتزم رئيس الوزراء الإيطالى ماريو مونتى التوجه إلى العاصمة الأوكرانية كييف لحضور المباراة، وقال مونتى فى بروكسل عقب جلسة ليلية مع نظرائه فى منطقة اليورو: "أنا سعيد وفخور بنجاح المنتخب الوطنى". [email protected]