«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما لا تعرفه عن الصوفية بسيناء (ملف)
نشر في المصريون يوم 26 - 12 - 2017

اقتحامات للزوايا واختطاف المريدين.. عمليات ذبح سبقت مجزرة الروضة.. وهدم للأضرحة بعد مبايعة البغدادي
الصوفية رفضت الوصاية بالشيخ زويد وهاجرت إلى بئر العبد
تل أبيب رصدت مكافأة ضخمة لاغتيال "شيخ الجريرات"
أتباع الجريرية قاموا بتغطية أبطال الحرب للانسحاب غرب سيناء
مؤسس الطريقة العلاوية أوصى مريديه على فراش الموت بمقاومة الصهاينة
ظهرت الطرق الصوفية في سيناء في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، وباتت نسيجًا ودعامة أساسية في المجتمع السيناوي.
وتمثل أربع طرق صوفية المكون الصوفي في شمال سيناء، أبرزها الطريقة الجريرية والتي يقدر عدد مريديها بنحو 50 ألف مريد.
كان للطرق الصوفية دورٌ مشرفٌ في مقاومة العدوان الإسرائيلي على أرض سيناء، ما اضطر اليهود إلى ملاحقة شيوخهم والقبض على بعضهم وسجنه ورصد مكافآت ضخمة لمن يدلي بمعلومات عنهم.
وعقب ظهور الجماعات المسلحة في سيناء بدأ الانقلاب الفكري على الموروث الصوفي والذي انتهى بأحداث الروضة الدامية.
بداية الصدام:
منذ بداية العام الحالى فرضت الجماعات المسلحة سطوتها ووصايتها على القرى برفح والشيخ زويد في شمال سيناء؛ حيث قامت تنظيمات تابعة لجماعة أنصار بيت المقدس بقطع الطريق أمام مهربي السجائر إلى الأنفاق، سواء بالقرب من المهدية والطايرة جنوب رفح، أو طريق بلعة غرب رفح.
يقول سالم سواركة إن الجماعات المسلحة أحرقت العديد من السيارات الخاصة بالمهربين واختطفت أصحابها الذين تم قتل عدد منهم واستتابة آخرين.
وأضاف سواركة أن التنظيم لم يكتف بوصايته هذه فقط، بل قام بإصدار منشورات تحرم العمل فى الممنوعات والتهريب، وأيضًا تحريم مشاهدة أجهزة التلفاز؛ حيث قام على إثر ذلك بتفتيش البيوت جنوب رفح والشيخ زويد وغربها، وتم جمع أجهزة التليفزيون وتكسيرها امام الأهالي وأخذ تعهد منهم بعدم اقتنائها مرة أخرى.
اقتحام الزوايا الصوفية:
وفى تطور سريع قامت الجماعات المسلحة بالدخول إلى زوايا الصوفية جنوب رفح والشيخ زويد، برغم أن الأعداد التى بقيت قليلة جدًا، واختطف ما يقرب من 12 شخصًا، لمدة ساعات بينهم شيوخ كبار فى السن، أطلق سراحهم بعد ذلك بعد أن أخذ تعهد منهم بعدم ممارسة الأذكار والأوراد الصوفية.
وقام التنظيم بإرسال أحد أفراده ليصلى بالناس ويشرح لهم تعاليم الدين على المذهب الوهابي، فاعتبر أهل القرى أنها وصاية، فترك نسبة 95% من أبناء الصوفية المكان، وانتقلوا إلى وجهات أخرى فى العريش وبئر العبد والشرقية والمناطق الأخرى.
وأكد أحمد أبو سالم من أهالى الشيخ زويد أن التنظيم أرسل عدة تهديدات إلى ما بقى من زوايا قريبة من الكمائن لم يتمكن التنظيم من الوصول لها، محذّرهم بعدم إقامة الموالد والحَضرات، والأذكار والأوراد، ومن بين الزوايا التى وصلتها تهديدات التنظيم زوايا الشيخ عيد أبو جرير، الذين تمت ملاحقة عناصر من عشيرة الجريرات بشكل فردى وتم قتلهم وذبحهم خلال الشهور القليلة الماضية؛ بحجة تعاونهم مع الأجهزة الأمنية، وكان آخرها اختطاف ثلاثة أشخاص من شركة الملاحات من أبناء الجريرات تم قتلهم.
وأضاف أنه لم يكن أحد يتوقع أن يقوم التنظيم باستهداف أبناء الطرق بالشكل الجماعى والمروع الذى حدث بمسجد وزاوية الروضة شرق بئر العبد.
يذكر أنه تم اختطاف 12 شخصًا من زاوية شيبانة جنوب رفح، أفرج عنهم مؤخرًا، بالإضافة إلى اختطاف عدد من المصلين بعد صلاة الجمعة من مسجد الريسان جنوب العريش، أفرج عنهم فيما بعد، وأيضًا تم اختطاف عدد من مسجد النقيزات جنوب رفح، أفرج عنهم بعد عدة أيام.
حوادث مؤلمة:
مع ظهور التوتر فى سيناء، هاجم مسلحون ينتمون ل"جماعة أنصار بيت المقدس" بحسب بياناتهم، أضرحة الطريقة الجريرية فى أغسطس عام 2013؛ حيث فجّروا ضريح الشيخ سليم أبو جرير.
كما شهدت الطريقة الجريرية حادثًا مؤلمًا حين اختطف المسلحون الشيخ سليمان أبوحراز، والذى كان يبلغ من العمر 98 عامًا، وكان فاقدًا للسمع والبصر بسبب فتواه ضدهم، وقامت الجماعة المسلحة بقتله ذبحًا بالسيف ونشرت فيديو مؤلم لعملية قتله، كما أخفوا جثمانه كى لا يقيم له الأهالى ضريحًا.
وقد ظهرت الجماعات السلفية في سيناء عام 1988م، على لسان شيخ معتدل يدعى الشيخ فتحى إسكندر، وكان يلقى حبًا وقبولاً من الناس، وقد اتبعه العديد من الشباب، وكوّن مسجدًا للجماعة السنية بساحل بحر الشيخ زويد.
وتعرض فتحي لملاحقات أمنية للتعرف على فكره، ولكنه أقر بأنه لا يكفر أحدًا ويصلى وراء الحليق بشهادة أقاربه، ويأكل الذبح، وكون جماعة سنية، من أهالى الشيخ زويد وأهالى رفح، حتى ذاع صيته، وإن كان قد أعلن اعتراضه على الأذكار الصوفية، وحدثت عدة مناقشات بين رجال الصوفية والسلفية، لكنها انتهت بلا شىء، والتزم كل طرف فكره وطريقته وأسلوبه.
وفي أوائل التسعينيات ظهرت مجموعات من طلبة الجامعات، من عائلات رفح، كفروا الحليق وقالوا إن الصلاة وراء الحليق لا تجوز، ولا يجوز أكل ذبحه، حيث حدثت حالة من الهرج والمرج بشمال سيناء، بين مؤيد للفكر الصوفى، وآخرين مع الفكر الوهابى، إلا أن العادات القبلية والاجتماعية حكمت الجميع في أن يحدث أي مواجهة واشتباكات، أو ملاسنات حتى وقت ضرورة النقاش فيما بينهم.
وقد اتبع أكثر من 500 شاب من عائلات الشيخ زويد الفكر الوهابى، الذى لم يكن لهم شيخ محدد في الفترة التى سبقت ثورة يناير، وكان ما يقرب من 700 شاب آخر اتبع الحركة الوهابية السلفية في رفح، وكانت الجماعات جميعًا على اتصال فيما بينهم، وبين الجماعات الأخرى بمدينة العريش.
ولم يحدث أي صدام بين الجماعات السلفية والطرق الصوفية وقت ثورة يناير، بل تقرب السلفيون من المجتمع أكثر، وكان هناك تواصل فيما بينهم من ناحية الجيران والصداقة والقرابة.
ولكن الجماعات الوهابية التى امتلك العديد منها السلاح، استمرت في استنكارها لما تقوم به الطرق الصوفية من زيارة الأضرحة والأذكار والأوراد، فقامت على هدم الأضرحة، وإصدار بيانات تعلن عن مسئوليتها هدم الأضرحة واستنكارها لما تقوم به الصوفية من أذكار وأوراد، بحجة أنها مخالفة للسنة النبوية، وهذا ما أغضب الطرق الصوفية التى بدأت ترد على أعمال الجماعات الوهابية من خلال الدروس التى تقام في الزوايا وخطب الجمعة.
العجيب أنه تربط أبناء الطرق الصوفية والجماعات الوهابية في الشيخ زويد ورفح علاقات قرابة وجيران، ولذلك لم يكن الصدام بشكل مباشر.
وبعد مبايعة التنظيم المسلح إلى أبو بكر البغدادى، أصدر التنظيم عدة بيانات يحذر الأهالى من اتباع الطرق الصوفية لما عليه من شركيات، بل كان التنظيم يدعو لملاحقة المتصوفة وهدم المقامات، باعتبارها تمارس أفعالاً شركية بشكل علنى.
وقد بدأت الطرق الصوفية فى سيناء منذ عام 1957م، وذلك عندما أقدم رجالات التصوف على صحراء سيناء لتعليم أهلها الصلاة والوضوء والفقه والاستغفار وتعاليم الدين الإسلامى السمح، سواء من مصر أو المغرب العربى أو فلسطين.
وتواجدت فى سيناء أربع طرق صوفية؛ هي: "الطريقة الجريرية، والعلاوية، وأبو العزائم والطريقة التيجانية".
وتنتشر الطرق الأربع حسب مريديها وأتباعها بربوع الصحارى والقرى والمدن بشمال ووسط سيناء بما فيها العريش عاصمة شمال سيناء، ومدينتا الشيخ زويد ورفح.
التيجانية وأبو العزائم:
وتعتبر الطريقة التيجانية أقل الطرق الصوفية أعدادًا، وإن كانت أقدم الطرق فى سيناء، فإن أتباعها يعدون على الأصابع، وليس لهم تاريخ جهادى يذكر، ولهم مسجد وحيد بشارع الصاغة بوسط العريش، وسميت التيجانية لنسبة للشيخ "التيجانى" مؤسس الطريقة، وهو مغربى الأصل، واستقدامها من القاهرة ودولة المغرب العربى الشقيق.
وتأتي طريقة أبو العزائم في المرتبة الثانية، فعمرها لا يتعدى 25 عامًا فقط، ولها زاوية وحيدة بوسط الشيخ زويد بالقرب من الطريق الدولى المقابل لحى أبو فردة الحمايدة، وأتباعها يقدرون بنحو 50 مريدًا تحت رعاية شيخ الزاوية الحاج سليمان إبراهيم أبو فردة، - توفي منذ 10 سنوات- ، وشيد له مقام بجوار مسجد أبو فردة الذى بناه على نفقته الخاصة، وقد خلفه أحد أبنائه مصطفى سليمان أبو فردة، ومازال يؤم أتباعه من المريدين ويؤدون الأوراد بشكل عادى، ولهم حضرات تقام ليلة الجمعة من كل أسبوع.
الطريقة العلاوية:
أما الطريقة الثالثة هى الطريقة العلاوية، وقد بدأت بالتزامن مع الطريقة الجريرية، فى نفس التوقيت تقريبًا من عام 1957م، عندما جاء الشيخ أبو أحمد السعافين إلى سيناء، وبالأخص إلى مدينة الشيخ زويد وكون أول رجال للطريقة بقرية الثومة غرب الشيخ زويد، تبعه العديد من الرجال من وجهاء قبائل السواركة والترابين والرميلات والرياشات وبعض العائلات التى كانت تقطن مدن العريش والشيخ زويد ورفح، وإن كان أهل الشيخ زويد ورفح هم الأكثرية فى الطريقة، من حيث عدد الزوايا والأتباع.
وما تزال العلاوية تمارس أورادها وأذكارها حتى يومنا هذا، وهى أكثر الطرق اعتدالاً؛ حيث يعتمد شيوخها سواء الشيخ سلمان أو الشيخ مصطفى السعافين على الشرع، والفقه والأحاديث النبوية الصحيحة والقرآن الكريم.
واحتل شيوخ الطريقة العلاوية مكانة علمية وثقافية في المجتمع السيناوي بسبب العلم والفقه فى الدين.
مقاومة الاحتلال الإسرائيلي:
توفى الشيخ أبو أحمد، الملقب بسيدى "أبو أحمد الفالوجى" عام 1967م، وحث أنصاره قبل وفاته بالحب فى الله والتماسك، وبضرورة خوض الحرب ضد العدو الصهيونى، وقد اشترك معظم أتباعه فى مساعدة الجيش المصرى سواء فى حرب 1967م أو حرب 1973م التى انتصرت الكرامة المصرية.
بعد وفاة الشيخ "الفالوجى" تم اختيار ثلاثة شيوخ ليخلفوا الشيخ، فى ثلاث مناطق، وهم الشيخ خلف الخلفات، الذى استطاع أن يكون قرابة 8 زوايا جنوب الشيخ زويد ورفح، والشيخ سلمان عرادة، ويتبعه ما يقرب من 15 زاوية فى الشيخ زويد ورفح وجنوبهما وغربهما، ومقره الرئيسى بوسط الشيخ زويد، والشيخ مصطفى السعافين، والذى توفى من قرابة الشهرين.
واستطاع الشيخ سلمان عرادة أثناء دراسته فى القاهرة وما أعقبها أثناء فترة الاحتلال الإسرائيلى تكوين أتباع جدد فى الإسماعيلية والشرقية والقاهرة وصعيد مصر والسويس، وإن كانت الشرقية هى أكثر المناطق التى بها أتباع وزوايا من الطريقة الصوفية العلاوية، التى شيخها هو الشيخ سلمان عرادة.
وعقب تزايد أحداث العنف في سيناء، قرر عرادة شيخ العلاوية الاستقرار بشكل مؤقت بمحافظة الإسماعيلية من قرابة ثلاثة أعوام، حتى لا يشكل معاناة على أتباعه الذين كانوا قبل الأحداث يتحملون مشقة السفر والذهاب إلى أم الزوايا "زاوية الشيخ سلمان "بوسط الشيخ زويد.
ويتبع الشيخ الآن قرابة 20 ألفًا من الرجال والشباب، معظمهم من سيناء ومحافظة الشرقية، كوّن رجالاً للطريقة تعلموا حقيقة الحب فى الله، وله مؤلفات عديدة، غير ديوان الطريقة التى يتم قراءة الأذكار والأناشيد الدينية التى به.
الجريرية الأكبر رمزية:
أما الطريقة الرابعة فهى الطريقة الجريرية، وهى منسوبة للشيخ عيد أبو جرير، ولذلك سميت الطريقة الجريرية الصوفية.
وتمكن الشيخ عيد أبو جرير من تكوين عدد كبير من المريدين والأتباع فى سيناء ومصر، وأبرز زوايا الشيخ فى حى الفواخرية، وهو مسجد الجريرات، أو كما يقال له "زاوية سيدى الحاج" كما يطلق الجريرات هذا المسمى، وثانى الزوايا هى زاوية الروضة، والتى تعرضت للمجزرة الأخيرة.
وثالث أكبر زوايا الشيخ عيد أبو جرير هى زاوية سعود بالشرقية التى انشأها الشيخ عيد، وأصبحت هى العاصمة لزواياه.
التزمت بعض الزوايا الجريرية الصمت بعد تهديدات الجماعات التكفيرية والتى تم تنفيذ أحدها على زاوية الروضة بقرية الروضة بين العريش وبئر العبد.
ويقدر أعداد المريدين من أتباع الشيخ عيد أبو جرير بنحو 50 ألف مريد، موزعين على عدة زوايا فى الشيخ زويد ورفح والعريش وبئر العبد، إلا أن الأحداث قد أجبرت الكثير من أتباع الشيخ على مغادرة المنطقة.
لا تختلف كثيرًا طريقة الذكر عن أتباع الطريقة العلاوية الصوفية عن طريقة الشيخ عيد الجريرية، فإن الطريقتين تعتمدان على قراءة القرآن والاستغفار والإكثار من الصلاة على النبى الكريم.
دور بطولي:
ويعتبر الشيخ عيد أبو جرير هو المؤسس الأول للطريقة الصوفية الجريرية فى سيناء، وأحد أول شيخين للمتصوفة في سيناء، ولد عام 1910 لأبوين من عشيرة الجريرات، إحدى عشائر قبيلة السواركة فى سيناء، ويعود نسبه إلى الصحابى الجليل عكاشة بن محصن الأسدى.
ويتداول الناس رواية شعبية، أن الشيخ عيد أبو جرير امتلك سيارة جيب مهداة من الرئيس جمال عبدالناصر، بعدما تنبأ بأن أحد الأشخاص سيدُّس السم للرئيس جمال عبدالناصر، بعد رؤيا رآها فأبلغ المخابرات المصرية التى أبلغت الرئيس عبدالناصر، وتم اكتشاف الأمر بالفعل.
وشارك الشيخ في مواقف وطنية فى أثناء العدوان الثلاثى عام 1956، حيث أمر أتباعه بتغطية انسحاب القوات المسلحة إلى غرب سيناء، وتزويدهم بالمؤن اللازمة، ونظرًا لدوره الوطنى أعلنت السلطات الإسرائيلية عن مكافأة ضخمة لمن يأتى به حيًا أو ميتًا.
وبعد نكسة عام 1967 انتقل الشيخ عيد أبو جرير إلى قرية جزيرة سعود بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، واستقر بها وبنى هناك مسجدًا كبيرًا إلى أن وافته المنية فى التاسع من سبتمبر عام 1971، والمسجد موجود حتى يومنا هذا بالشرقية.
وفى مذكرات الفريق أول محمد أحمد صادق، وزير الحربية الأسبق خلال الفترة ما بين 1971 و1972 يروى عن الدور المبهر الذى قام به أبناء الطريقة الجريرية، لنقل المعلومات حول تحركات العدو من داخل سيناء إلى قواتنا المسلحة، وكانوا يتلقون الأوامر عبر رسائل مشفرة من خلال الراديو.
كما ألقي القبض على الشيخ "منصور أبو جرير" الذى خلف الشيخ عيد أبو جرير فى قيادة الطريقة، فى أوائل عام 1974 بعد انكشاف دوره فى مقاومة العدو الصهيونى أثناء حرب أكتوبر، حيث ظل معتقلاً لعامين حتى أفرج عنه، وتوفى ودفن بساحة الشيخ عيد بجوار والده بسعود بالشرقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.