البداية بدأت بذبح أفراد من القبيلة.. وانتهت بالانتقام من الطريقة "الجريرية" داعش اختطف عددًا من المريدين.. وأطلق سراحهم مقابل غلق الزاويا شهود عيان: 40 مسلحًا حاصروا المسجد قبيل الانفجار قال شهود عيان إن أغلب المصابين في تفجير مسجد الروضة بشمال سيناء نقلوا إلى مستشفى بئر العبد ومنه إلى المحافظات الأخرى، بالإضافة إلى نقل بعض المصابين إلى مستشفى العريش العام. وامتلأت ساحات مستشفى العريش بالمتبرعين بالدم بعد النداءات التى وجهتها مكبرات الصوت بالمساجد عقب وقوع الحادث. وأفاد شهود عيان أن مجموعة مسلحة قدرت بنحو 40 مسلحًا، قامت باستهداف مسجد الروضة بعبوة ناسفة، أتبعه إطلاق رصاص عنيف من جميع الاتجاهات. كما أضاف الشهود ممن كانوا خارج المسجد قبيل وقوع التفجير الإرهابي أنهم رأوا عدّة مجموعات مسلحة وصلت إلى مسجد الروضة يقتادون دراجات بخارية وسيارات قاموا بزرع عبوات خارج المسجد ثم أطلقوا وابلاً من النيران على المصلين، ما تسبب فى حدوث حالة من الهلع والذعر بين جموع المصلين، الذين تدافعوا للخروج من باب المسجد لمعرفة مصدر صوت التفجيرات، الأمر الذى أدى لوقوع الكثير من الضحايا. وفي ذات السياق، أكد شهود عيان بقرية جرير التابعة لمدينة بئر العبد، أن استهداف مسجد الروضة يأتى تزامنًا مع احتفالات الطريقة "الجريرية الأحمدية"، الذى يعتبر أحد المساجد التابعة للطريقة الجريرية، حيث يأتي المئات من المحتفلين من محافظات مصر بأجمعها، خاصة محافظة الشرقية إلى القرية فى هذا التوقيت لإقامة الاحتفالات. وأضاف بعض مواطني قرية جرير ببئر العبد، أن الطريقة الجريرية الأحمدية، هى إحدى الطرق الصوفية فى مصر، والتى يكفرها الدواعش ويعتبرون أتباعهم مشركين بالله، ويحلّون قتلهم أينما كانوا، بحسب رواية الأهالي. وتعتبر الجماعات المسلحة فى سيناء، أن الطريقة الجريرية من الطرق المبتدعة، وأنهم من أصحاب البدع والضلال، وقد حدثت قبل ذلك مناقشات بين الجماعات المسلحة التى كان أغلب قادتها من المتشددين، وبعض أفراد من الطرق الصوفية الجريرية، والتي كفّرت على إثر ذلك الجماعات الوهابية التى ينتمى معظم أفرادها إلى الجماعات المسلحة. كما أن الجماعات المسلحة كانت قد اختطفت عددًا من مريدي الطرق الصوفية جنوبي رفح والشيخ زويد، أفرجت عنهم مؤخرًا بعد استتابتهم وإغلاقهم الزوايا ومنع الذكر والأوراد الجماعية التى اعتبرتها الجماعات المسلحة نوعًا من الشِرك. بينما يشهد مسجد الجريرات بقرية الروضة والذى يعد مسجدًا وزاوية، وهو المركز الرئيسى لطريقة الجريرات، غرب العريش، معظم المنتمين للطريقة الجريرية يتقابلون يومي الخميس والجمعة في زواية الروضة، وأغلبهم من قبيلة السواركة وبعض العائلات من القبائل الأخرى، إلا أن الغالبية من الجريرات التي تنتمى إلى قبيلة السواركة، والتى سميت الجريرات نسبًا إلى الشيخ عيد أبو جرير مؤسس الطريقة الجريرية، والذى توفى منذ 60 عامًا، ودفن فى إحدى زواياه بقرية سعود بالشرقية. وقد تم استخلاف شخص آخر من الطريقة، لكنه توفى، حيث يقوم مكانه الآن أحد الأشخاص يدعى "الشيخ سليمان" من الجريرات. كما أن الجماعات المسلحة بسيناء قد قامت باستهداف أفراد من الجريرات وتم ذبحهم وإلقاء جثثهم بنهر الطريق، ولم يكن أحد يتوقع أن يتم استهداف المركز الرئيسى للطريقة الجريرية الصوفية. يذكر أن قرية الروضة التي شهدت الحادث المروع تتبع مركز بئر العبد التابع لمحافظة شمال سيناء، ويبلغ سكانها نحو 2500 نسمة وتقع تحديدًا غرب مدينة العريش وتبعد عنها 20 كيلو مترًا. ويعتبر المسجد الذي شهد الحادث الإرهابي، هو المسجد الكبير، والذى يتميز بمئذنته العالية التي يراها القادمون من الطريق الدائرى تحديدًا للقادمين بين مدينتى بئر العبد والعريش. كما تتميز قرية الروضة التابعة لمركز بئر العبد بشمال سيناء، أحد معاقل الطريقة الصوفية الجريرية الأحمدية، وخصصت داخل المسجد الكبير للقرية زاوية لمريدى الطريقة الصوفية. ويشتغل غالبية سكان قرية الروضة فى الزراعة وصناعة الملح، وتضم القرية عددًا كبيرًا يتبع قبيلة "السواركة" نزحوا من جنوب الشيخ زويد وبنوا عششًا من الخشب بجوار مساكن أهل القرية الأصليين، ما أدى إلى ارتفاع أعداد أهالى القرية.