"شورت إسراء عبد الفتاح".. خصومة ابنة الأشعل.. خمور عمرو موسى.. ومايوه ابنة البرادعى.. "أشهر حالات التشويه الممنهج.. وطارق فهمى: "تصفية الحسابات" إذا أردت أن تشوَّه مُعارضًا فعليك ب"الحياة الشخصية".. هذه الجملة تُعبّر عمّا يدور داخل العمل السياسي في كل الأنظمة بالعالم؛ فسياسة التشويه التي يتّبعها الموالون والمؤيدون لأي نظامٍ ضد الشخصيات السياسية التي تعارض النظامَ وتسلك مسلكَ الرفضِ لكل السياسات والمنهج الذي يسير عليه، هو أمرٌ أصبح يؤرق أذهانَ هؤلاء المعارضين. ففي الآونة الأخيرة، تم إقحام الحياة الشخصية لكثيرٍ من المعارضين المصريين، واستغلالها باسم "الخلاف السياسي"، فكانت آخر وقائع التشويه التي طالت الكثير من وجوه المعارضة، هي الناشطة السياسية إسراء عبدالفتاح، التي تداول عدد من الصحف والمواقع الإخبارية صورة لها وهي ترتدي ملابس السباحة على أحد الشواطئ، الأمر الذي اتخذه المؤيدون للنظام؛ لإسقاط عبدالفتاح من نظر العديد من الشباب الذي يؤمن بآرائها وفكرِها، على الرغم من حديث هؤلاء عن ضرورة الحرية والديمقراطية، وعدم الخوض في الحياة الشخصية لأي شخص. إسراء عبدالفتاح كانت إسراء عبدالفتاح من أوائل الشخصيات التي دفعت ثمن مشاركتها في العديد من الأنشطة السياسية على رأسها المشاركَة في ثورة 25 يناير، التي أسقطت الرئيس الأسبق مبارك ونادت بتطبيق مطالب الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية، حتى بعد قيامهم بثورة لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي من حكمه في 30 يونيو، ولم تطبق هذه المطالب، مما جعلها تسير على نفس منهج المعارضة ضد سياسات النظام الحالي برئاسة عبدالفتاح السيسي. نشرت إحدى الصحف الخاصة صورة لعبدالفتاح، وهى ترتدي فيها ملابس السباحة "مايوه"، مما أثار حفيظة مَن شاهدوا تلك الصورة؛ نظرًا لأنهم غير معتادين على مشاهدتها في مثل هذه الملابس من قبل، واستغل الموالون للنظام الحالي حملة تشويه ممنهجة على الناشطة السياسية؛ للأخذ بالثأر منها بسبب مواقفها السياسية. وهذه الحملة جعلت العديد من النشطاء السياسيين والحقوقيين المعارضين للنظام، يدافعون عنها، مؤكدين أن الموالين للنظام أصبحوا يقحمون الحياة الشخصية للمعارضين في العمل السياسي وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذى يعد انتهاكًا صريحًا للحقوق والحريات الخاصة بالشخصيات المعارضة. ليلى البرادعي ليلى، هي ابنة نائب رئيس الجمهورية الأسبق محمد البرادعي، التي طال والدها حملة تشويه قوية في عام 2012 بعد الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وتردد أنباء قوية عن نيته للترشح في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين وقتها. قام عدد من اللجان الإلكترونية، الموالية للنظام بنشر صورة ل" ليلى" وهي ترتدي "المايوه البيكيني" لتشويه صورة البرادعي، أمام المصريين قبل الانتخابات الرئاسية بشهور قليلة؛ حيث شارك في تلك الحملة عددٌ كبيرٌ من كتّاب الأعمدة بالصحف الخاصة والقومية، التابعين للحكومة والنظام حينها، لشنّ هجومٍ على البرادعي بشتّى الطرق وتتهمه أنه ليس من أهل مصر، نظرًا لحياته في الخارج، ولا يعرف شيئًا عن مصر ولا أسلوب حياة المصريين فكيف سيحكم شعب مصر؟ على حد قولهم. واستمرارٌ لمنهج التشويه، أنشأت سيدة مجهولة ادّعت أنها صديقة لليلى البرادعي صفحة على الموقع الاجتماعي "فيس بوك" تتهم فيه أسرة البرادعي بالإلحاد، وأن ابنته ليلى متزوجة من شخص مسيحي، ونشرت السيدة المجهولة ما يزيد على 30 صورة، لحفل الزفاف التي قالت إنه خاص بليلى البرادعى والبريطاني المسيحي "نيل بيزي"، وصورًا لها بالبكيني، وصورًا للعائلة وأمامهم كؤوس من الخمر. وادّعت صاحبة الصفحة التي تحمل اسم "اللي اختشوا ماتوا.. أسرار عائلة البرادعي"، أنها صديقة لليلى البرادعي، وقالت في تعريف الصفحة: "أحب أعرفكم بنفسي أنا صاحبة ليلي بنت الدكتور محمد البرادعي من فترة طويلة وفوجئت أن الدكتور عايز يبقي رئيس واللي صدمني زياراته للمساجد وللصلاة ومعرفتي بأنه لا يعتنق هو ولا عائلته أي ديانة وده اللي خلاني أتكلم وأقول الحقيقة". عبدالله الأشعل تعرّض الدكتور عبدالله الأشعل, مرشح الرئاسة الأسبق، ومساعد وزير الخارجية الأسبق، لحملة تشويه هو الآخر بعد التدخل في حياته الشخصية، بعد أن ظهرت ابنته على إحدى الشاشات الفضائية في ذروة معارضته للتنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية, واتهمته بالإهمال فيما يخص الحياة الشخصية، وعلاقته بهم. وهو ما استغله العديد من المؤيدين للسلطة في تكميم أفواه الأشعل، الذي يعارض النظام وسياساته على طول الخط، وكشف الأشعل أن السر وراء الحملات الممنهجة التي تقودها وسائل الإعلام هو حملة ليست شخصية، وإنما تهم المجتمع المصري. وأوضح الأشعل أن هذه الحملة سببها مواقفه المدافعة عن حق الوطن في أرضه وكرامته واستقلاله، بالإضافة إلى أنها إرهاب له وتشويه لصورته، واستباحة العلاقات الأسرية التي أفاض الدستور في حمايتها وهي خصوصيات لا يجوز لأحد هتك أسرارها، ثانيًا: "محاولة نقل الخاص إلى العام في خطة ساذجة ومحاولة تشويه الرموز هدفها أن يظهر أنه لا أمل في نخب الوطن ومن لم يحترق يتولون إحراقه". عمرو موسى ومع بدء ماراثون الانتخابات الرئاسية في عام 2012، بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، قرر عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، أن يخوض معركة الانتخابات والوقوف أمام الشخصيات السياسية الأخرى الراغبة في الترشح وخوض الماراثون الرئاسي، وهو ما تسبب في قيام عدد من الشخصيات السياسية واللجان التي كانت تدافع عن مرشحين آخرين بحملة تشويه ضده عن طريق تداول أخبار تشير إلى أن موسى "مدمن للكحوليات" ويشرب الخمر بشكل مستمر. وهو ما لم يخرج موسى بنفيه أو حتى تأكيده في تلك الفترة، واستمرت هذه الحملة لحين انتهاء الانتخابات الرئاسية بفوز الرئيس الأسبق محمد مرسي، وإلى الآن لم يتم استغلال أي واقعة أو خروج عن النص بحق موسى، نظرًا لموالاته القوية للسلطة الحالية وعدم خوضه أو اعتراضه على أي سياسات متبعة من جانب النظام الحالي سواء في قراراته السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، واتخذ قرارًا إما "الصمت أو التأييد". سياسيون: التشويه مشروع في حالة واحدة من جانبه، قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن سياسة التشويه التي تقوم بها الأنظمة المختلفة هو منهج متبع وأسلوب لدى كل الدول العربية أو حتى الأجنبية، مشيرًا إلى أن التشويه يعد "تصفية حسابات" لكل منهم للآخر، وأن ما يفعله الموالون ضد المعارضين أمرٌ واردٌ وطبيعيٌ، نظرًا لمحاولة تشويه صورتهم أمام المواطنين لعدم السير وراء آرائهم السياسية المخالفة للنظام. وأضاف فهمي، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن المعارضة أيضًا تقوم باستغلال أي شيء ضد الشخصيات السياسية الموالية للنظام أو التي تقود الدولة في تلك الفترة، مشيرًا إلى أن سياسة التشويه حاضرة وموجودة بين الطرفين وليس لطرف واحد فقط، ولكن مصلحة الطرف السلطوي تكون أكبر لضمان تواجده المستمر وعدم المساس بسلطته. وأوضح فهمي، أن الصراعات القائمة بين المؤيدين والمعارضين للنظام وطريقة استغلال الظروف والمواقف أمر غير محبب نظرًا لخوضهم في الحياة الشخصية فقط، دون استغلالها بأمر مشروع عن طريق تصريحات أو آراء سياسية بعينها. في سياق متصل، قال مختار الغباشي، الخبير السياسي، إن تشويه الشخصيات يرتبط دائمًا بدائرة الضوء التي تسلط عليهم بين الحين والآخر، فنجد أن أغلبية التشويه الذي يتعرض له السياسيون مرتبط بأحداث يقومون بها، على رأسهم تشويه البرادعي وعمرو موسى الذي حدث قبل الانتخابات الرئاسية في عام 2012، وأراد المعارضون لهم أن يتم إقصاؤهم من المشهد الانتخابي لصالح مرشحين آخرين. وأضاف الغباشي، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن تشويه المعارضين للنظام الحالي بطريقة الدخول والخوض في الحياة الشخصية هو أمرٌ غير مقبول، مشيرًا إلى أن الصراعات السياسية لا يجب أن تكون صراعات شخصية، مشيرًا إلى أن الصراع السياسي والرغبة في السلطة والتحكم هي السبب الرئيس في زيادة نسب التشويه والشائعات التي تطال الشخصيات السياسية. وأشار الخبير السياسي إلى أن الإعلام يشارك في مسألة التشويه والفضائح التي تنشر ضد الشخصيات السياسية، وتشارك في الصراعات السياسية التي يدخل فيها الطرفان المعارض والمؤيد للسلطة، مؤكدًا ضرورة أن يكون هناك ضوابط قوية ضد الإعلام سواء المرئي أو المقروء؛ لتحجيم تلك المسألة وعدم نشر أي خبر إلا بعد التأكد من صحته. وفي هذا السياق، قال محمد الخولي، الخبير الإعلامي، إنه يجب على الإعلام بكل أشكاله، أن يلتزم ويسير على جميع الضوابط الإعلامية والقواعد المهنية في نقل الأخبار، التي تخص الشخصيات السياسية والعامة الشائكة. وأضاف الخولي، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أنه على الدولة أن تطبق مواثيق الشرف الإعلامي، قبل أن تعارض مَن يطلقون الشائعات التي من شأنها أن تشوّه السياسيون، مؤكدًا أن وسيلة التشويه الأساسية يشارك فيها الإعلام، وهو من له اليد في ترويجها أو إخفائها عن الشعب المصري. وأوضح الخبير الإعلامي، أن السلطة في كل دول العالم وليس في مصر فقط، تقوم بتشويه المعارضين لها عن طريق استخدام الإعلام كوسيلة سريعة في انتشار الشائعات وترويجها، ولكن في مصر لا يعترفون بذلك بشكل صريح، ولكن يتم عن طريق شخصيات مجهولة ووسائل إعلام غير مسموعة بشكل جيد، ويتم تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت نقمة على المجتمع بسبب سوء استخدامها.