أصبحت الحياة الشخصية لمعارضي السلطة الحالية، أمرًا مستباحًا من قبل أنصارها، في ظل استغلالها لتصفية الحسابات ضدهم، أو بغرض تشويه صورتهم، وخاصة عندما يتعلق الأمر بجانب أخلاقي، وهو الأمر الذي أثار ردود فعل منددة إزاء استغلال "صور شخصية"، أو أزمات أسرية في الخلافات السياسية. وهذا ما حصل مؤخرًا بحق الناشطة السياسية, إسراء عبدالفتاح, التي نشر لها مؤيدون للسلطة صورًا على الشاطئ أثناء استجمامها بالغردقة، "بالمايوه البكيني"، لتنطلق ضدها حملة هجوم شرسة نالت من أخلاقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وشاركت فيها صحف ومواقع إخبارية. ومن قبل تكررت واقعة مشابهة، حين نشرت صورة لليلي البرادعي, ابنة الدكتور محمد البرادعي، نائب الرئيس السابق، وعلى الرغم من أنها بعيدة عن جدل السياسة، إلا أنها وجدت نفسها في قلبه، من خلال نشر صورة لها مع زوجها وهي مرتدية "المايوه" تارة, وهي تشرب "كحوليات" في صور أخرى. أما البرادعي, فلم يسلم هو نفسه من نشر صور من حياته الشخصية لاستخدامها في ميدان السياسية, حيث نشرت له مواقع إخبارية مصرية صورا في حفلات خاصة, ظهر فيها وهو يشرب "كحوليات", انسحب بعدها من سباق الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية في 2012, معتبرًا أن المناخ السياسي غير مهيأ للإصلاح. أيضًا تعرض الدكتور عبدالله الأشعل, مرشح الرئاسة الأسبق للخوض في حياته الشخصية, بعد أن ظهرت ابنته علي التلفاز في ذروة معارضته للتنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية, واتهمته بالإهمال فيما يخص الحياة الشخصية. وقال الدكتور سعيد صادق, أستاذ علم الاجتماع السياسي, إن "استخدام هذه الأساليب يأتي بهدف غض الطرف عن فشل سياسي, من خلال اغتيال معنوي في صفوف المعارضة السياسية، وإظهارها في مظهر المستهتر الذي لن يأتي بجديد عن الفشل الموجود, وهو غالبًا ما يتم بحق معارضات لسهولة تحويلهن من كونهن سياسيات إلي ميدان الحياة الشخصية". وأضاف صادق ل"المصريون": "الأمر يعتبر سوقية وتدنيًا في المنافسة السياسية, ومخالفًا للدستور والقانون المصري, والذي ينص علي "أن الحياة الشخصية مصونة بحكم الدستور ولا يجوز الاعتداء عليها", وبالتالي فمن المفترض معاقبة الجبهات الإعلامية التي تقوم بهذا الاختراق". وقال السفير عبد الله الأشعل, مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "في ظل النظام السياسي الحالي والانفلات الإعلامي الحاصل, من الصعب من وجود حياة سياسية حقيقية داخل مصر, طالما أن السياسي المعارض لايأمن اختراق حياته الخاصة في أي لحظة". وأضاف الاشعل في تصريح إلى "المصريون", أن "تدني المنافسة السياسية, واختراق الحياة الشخصية للمعارضين السياسيين, سيعاني منها النظام نفسه مع الوقت, بعد تفريغ الحياة السياسية من كافة كوادرها سواء بسبب هذه الممارسات والتضييقات الأمنية, ومن ثم سيؤدي هذا التفريغ إلى زيادة نمو الإرهاب كبديل للسلمية".