رغم عمله في تخصصه، حيث حصل على بكالوريوس الهندسة عام 2008، والتحق بالعمل بشركة مياه الشرب والصرف الصحي، إلا أنه لم يترك مهنة والدة "بائع الصحف" فراح يمارس المهنة مع والده في الفترة المسائية. يقول محمود علي زكي، الابن الأكبر ل"عم علي" أقدم بائع جرائد في محافظة سوهاج: "نشأت أنا وأخوتي ونحن نشاهد والدنا يبيع الصحف داخل كشك صغير، وكنا نذهب ونجلس معه ونحن صغار، ما ساعدنا على قراءة الكتب والصحف بشكل مستمر، فأحب أخي الأصغر القراءة والأدب متأثرًا في ذلك بمهنة الوالد التي يسرت لنا القراءة". وعن ممارسة مهنة بيع الصحف بالرغم من كونه مهندسًا يقول: "ليس عيبًا أن أقف بجوار والدي داخل الكشك لنبيع الصحف والمجلات، فهذه المهنة التي كانت سببًا في أن نكمل تعليمنا، وجعلتنا ننشأ في جو ثقافي، فنحن نشاهد الكثير من الشخصيات التي تواظب على قراءة الصحف والمجلات، ونتبادل أطراف الحديث ما جعل لدينا ملكة الحوار والثقافة". وأضاف، أنه لا يخجل من مهنة والده، وإنما سيعمل على المحافظة عليها، وأنه سيواصل مشوار والده في بيع الصحف، ويقوم حاليًا باصطحاب ابنه الصغير معه ليكسبه حب المهنة. من جانبه أكد والده "عم على" أقدم وأشهر بائع صحف بالمحافظة، أنه قضى عمره كله في هذه المهنة، واكتسب خبرة كبيرة جعلته غير راضٍ عما وصل إليه حال الصحافة ومستوى الكتابات في مختلف الصحف في الوقت الحالي، لافتًا، إلى أن الصحافة الإلكترونية سحبت البساط من الصحافة المطبوعة. وأشار، إلى أن ابنه محمود كان ملازمًا له في المهنة منذ صغره، وكان مداومًا على التواجد معه داخل كشك الجرائد، ولم يتركه إلا فترة الدراسة فقط ويعود بعدها إلى بيع الجرائد معه، من بعد صلاة العصر حتى الساعة العاشرة مساءً، وأحيانًا يحضر هو وأصدقاؤه يجلسون ويتناقشون فيما بينهم فيما يتم نشره على صفحات الجرائد. وأوضح، أنه اشتغل في بيع الجرائد وهو في سن 9 سنوات، وتوارثها عن أخواله بعد أن ترك الدراسة في المرحلة الإعدادية.