عندما تجلس مع عم فتحى عبد التواب ذى ال 66 عاما بعد أن لونت حرارة الشمس وجهه وتجعدت يداه من «الشقا» تشعر وكأنك تخاطب مثقفا كبيرا أو سياسيا محنكا فصحبته للصحف على مدار 55 عاما جعلت منه دكتورا فى الثقافة والسياسة المصرية ودبلوماسيا عظيما على الرغم من أنه لم يحصل على أى شهادات وكانت جامعته العظمى الأهرام أقدم الكتاب فى الصحف والمجلات . فى البداية يقول عم فتحى : تعلمت القراءة بمفردى من الجرائد ولا أستطيع الكتابة حتى الآن وعملت بتلك المهنة التى ورثتها من والدى رحمه الله وأنا عندى 12 سنة وكنت أجاذب القراء بمقالات الكبار فى مصر فى الخمسينيات وحوارات عمالقة الفن آن ذاك وأضاف فتحى أنه كان يحمل فى يده 4 أنواع فقط من الصحف بدأ بالجرائد القومية الثلاث وزاد عليهما مجلة الاثنين وكان سعر الصحيفة يثقل كاهل الموظف لذا كانوا يضطرون أحيانا لقراءته وتبادله حتى المساء . وأكد فتحى أن السوق اختلفت الآن فرغبة الشباب للثقافة والأدب والقراءة فى طريقها للانعدام على الرغم من توافر المواد الصحفية الكبيرة والمختلفة والمتخصصة كما أثرت المواقع الإخبارية والرسائل الإخبارية على قراءة الصحف بنسبة وصلت الى 90% على الرغم من وجود التحقيقات وصفحات المحافظات المتخصصة الشهيرة بالأهرام والقراءات السياسية المستفيضة بالصحف الورقية وهو ماأثر بالسلب على أرزاقنا كباعة جرائد لا نعرف مهنة غيره ذرفت دموع عم فتحى بعدها لدقائق ثم قال بعد أن قاموا بهدم أكبر مجمع محاكم بالمحافظة إنقطعت الأرجل عن المكان التى ظللت أعمل به وأنام على رصيفه طيلة 40 عاما كان يتردد فيها على فرشتى كبار رجال القضاء والمحامين يداعبوننى ويعرفون منى ملخص الأخبار ويشترون منى ويغدقون على من أموالهم لأستطيع العيش بجانب ربحى الهامشى من بيع الصحف أما الآن فانقطع الرزق وأصبحت لا أكاد أحصل قوت يومى خبزا وجبنا فذهبت للتأمينات لأحصل على معاش منهم فإذا بهم يطلبون منى دفع نقابة باعة الصحف والجرائد ولم يرتضوا أيضا بسبب السن وعدم قدرتى على دفع الاشتراك لهموأناشد محافظ بنى سويف أن يخصص كشكا صغيرا فى أى مكان يراه مناسبا