اتفق عدد من الخبراء والمحللين السياسيين والإستراتيجيين على حرص الرئيس الجديد الدكتور محمد مرسى ببث رسائل طمأنة لجميع دول العالم فيما يتعلق بملف العلاقات الخارجية لمصر، وذلك فى أول كلمة يوجهها رئيس الجمهورية المنتخب للأمة بعد فوزه بالرئاسة، مؤكدين أن ما جاء على لسانه هو أمر يشيع التفاؤل تجاه مستقبل العلاقات مع دول العالم، وهو ما شددوا عليه خاصة فيما يتعلق باحترام مصر لجميع المعاهدات والمواثيق الدولية وأهمية تأسيس علاقات متوازنة بين كل القوى العالمية. وشدد السفير جمال بيومى رئيس اتحاد المستثمرين العرب ورئيس برنامج دعم المشاركة الأوروبية المصرية على أن خطاب الرئيس مرسى كان خطاباً هاماً معبراً عن رجل عاقل لاسيما فيما يتعلق بتصريحاته حول احترام جميع الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية التى وقعتها مصر، مشيراً إلى أنها رسالة طمأنة لجميع الأطياف بالخارج والداخل لما يمكن أن يتبعه من سياسة دولية، خاصة أن ملف العلاقات الخارجية تعد من أقوى الملفات. وأكد بيومى أن أهمية البعد عن الملفات الشائكة لمدة عام على أقصى تقدير خاصة فيما يتعلق بالعلاقات المصرية - الإيرانية والإسرائيلية، مشيراً إلى تجنب الاقتراب من البعد الثقافى والإستراتيجى بينهما، كما رأى أن مستقبل العلاقات المصرية بالدول الأوروبية ملف ذو حالة جيدة للغاية، موضحاً أن هناك ترحيباً واسعاً بتولى الدكتور محمد مرسى للرئاسة من الجانب الأوروبى، موضحاً أن أكبر مستثمر فى مصر هو الدول الأوروبية وأن حجم التجارة بين الطرفين يصل إلى 40% من المستوى التجارى. وفيما يتعلق بالشأن المصرى الخليجى، فشدد بيومى على ضرورة أن يتم التعاون بين مصر ودول الخليج بالبحث عن سبل التواصل وطمأنة هذه الدول من حالة الرعب التى تنتابها إزاء الثورات العربية بأن مصر لم ولن تصدر الثورات إلى دول الخليج. وعلى صعيد دول الربيع العربى، قال بيومى إن هذه الدول تعتبر شبيهة لنا فى إعادة ترتيب الداخل لديها وليس هناك عواقب لتوسيع دائرة التعاون بيننا وبينها، داعياً إلى البعد عن جميع الملفات التى قد تخلق جواً من التوتر بين مصر وأى دولة أخرى. وأشار الدكتور محمد عبد السلام المحلل السياسى بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام" إلى أن مستقبل العلاقات الدولية المصرية سيكون مختلفاً بعض الشىء، مطالباً بضرورة ألا يسمح لعلاقات الجديدة بين مصر وإيران أن تنطلق إلى ارتباطات إستراتيجية وثقافية بين البلدين، لكنه أكد أيضاً على ضرورة أن تعاد فتح العلاقات بينهما سياسياً واقتصادياً، لاسيما أن إيران البلد الوحيد فى العالم المقطوعة علاقاتها بمصر. وبيّن أن العلاقات المصرية بدول الخليج ستظل معلقة لفترة كبيرة إلى أن يتم فتح روابط صلة جديدة بينهم، مبيناً أن دولة قطر ستكون واحدة من أهم حلفاء مصر الفترة المقبلة، مكملاً أن العلاقات بين مصر والدول العربية التى قامت بها الثورات لا نستطيع الحكم عليها إلا بعد ترتيب الأوضاع الداخلية بداخلها، خاصة أن هناك عوامل عدة مشتركة بينهما, مشيراً إلى أن مصر عليها ترتيب وضعها الداخلى حتى يتحقق لها تعاون أكثر توازناً بين دول العالم لرسم مستقبل السياسة الداخلية. فيما أشار العميد صفوت الزيات الخبير الأمنى والإستراتيجى إلى أن المصريين لا ينتظرون الدخول فى محاولات عدائية مع البلدان الأخرى، خاصة فيما يتعلق بإسرائيل، مطالباً بالبحث والتمحيص أكثر فيما يتعلق بالشأن الداخلى وإعادة ترتيب أوراقه والإسهام فى التهدئة الخارجية مع دول العالم، خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفيما يتعلق بالاتفاقيات الدولية بين مصر والعالم، قال الزيات إن مصر عليها احترام المعاهدات والمواثيق على ألا تعدل اتفاقية السلام حالياً قبل أن يعاد البت فى إستراتيجية مصر الجديدة، لافتاً إلى أن مصر لا تحتمل أى خلاف مع أى من دول العالم فى الوقت الحالى.