فى الوقت الذى ربط فيه محللون، بين قرار روسيا الخاص باستئناف رحلاتها السياحية إلى مصر، وبين توقيع اتفاقية مشروع "الضبعة" النووي، وأنه لولاها ما قررت موسكو عودة أفواجها السياحية، المتوقفة منذ ما يزيد على السنتين ونصف، قال آخرون إن السلطة لديها استعداد كامل للقيام بأى شيء يضمن بقاءها، لكن السياحة لن تعود قريبًا. وأعلن وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف، عودة الرحلات المنتظمة بين القاهرةوموسكو فى النصف الأول من فبراير عام 2018، مؤكدًا أن الأمر مرتبط إذا لم تحدث أية حوادث سلبية. وقال "سوكولوف" فى مقابلة مع قناة "روسيا - 24" الروسية: "يمكننا القول بثقة أنه فى حالة عدم حدوث تغيرات أخرى فى الأحداث والفعاليات السلبية، فإن الرحلات المنتظمة بين القاهرةوموسكو ستعود". ولفت الوزير الروسى، إلى أن مطارات شرم الشيخ والغردقة تحتاج إلى المزيد من العمل، مضيفًا أن هذه هى المهمة للعام المقبل. السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، رأى أن موافقة روسيا على استئناف رحلاتها السياحة إلى مصر مرة أخرى، يثير الشكوك وعلامات الاستفهام الكثيرة، لاسيما أن القرار يأتى عقب توقيع اتفاقية مشروع "الضبعة" النووي. ووقعت روسيا ومصر فى القاهرة منذ أيام، اتفاق بدء العمل فى مشروع محطة كهرباء الضبعة النووية بمصر وتزويدها بالوقود النووي، بحضور الرئيسين، عبد الفتاح السيسي، والروسى فلاديمير بوتين. وخلال تصريحه ل"المصريون"، أوضح الأشعل، أن اتفاقية "الضبعة"، مقابلها أشياء أخرى كثيرة وليست السياحة فقط، منوهًا بأن الضبعة تعد مصلحة روسية بالأساس، وعودة السياحة الروسية مصلحة مشتركة بين الجانبين، وهذه ما يرجح الشك، لكن لا يمكن القطع به. مساعد وزير الخارجية الأسبق، لفت إلى أن موقف روسيا غريب ومثير للشكوك، ففى الوقت الذى تؤكد فيه أن منع رحلاتها السياحية لمصر؛ بسبب الخلل الأمنى والعمليات الإرهابية، وعدم استقرار أحوال البلاد، قررت استئناف الرحلات مرة أخرى، مضيفًا أن الحكومة المصرية تؤكد ليل نهار أن الدولة تحارب الإرهاب، وأنه يضرب الدولة من كل الجهات، ما يثير التساؤلات أيضًا، فهل هذا يعنى أن موسكو تضحى بأبنائها؟. واختتم الأشعل حديثه، قائلًا: "طالما قرروا عودة السياحة يبقى هما عارفين إنه مفيش إرهاب، وطالما أنها مطلب حكومي، فلابد أن يكون هناك امتيازات قدمت وستقدم من أجل هذا الهدف". أما، مجدى حمدان، نائب رئيس حزب "الجبهة الديمقراطية المصري"، والقيادى السابق بجبهة "الإنقاذ"، قال إن السلطة لديها استعداد كامل للقيام بأى شيء يضمن بقاءها، مشيرًا إلى أن التصريحات الروسية بشأن السياحة عائمة، وليست محددة بتوقيت، ولا يوجد جدول زمنى محدد. وأوضح حمدان، ل"المصريون"، أن السياحة الروسية لن تعود بكامل طاقتها، ولكن ستكون الوفود على استحياء شديد، مؤكدًا أنها لن تعود فى القريب العاجل كما يحاول المسئولون إيهام المواطنين؛ لأن الهواجس الروسية الخاصة بالأمن واستقرار الدولة، لا زالت قائمة. القيادى السابق بجبهة "الإنقاذ"، لفت إلى أن فوائد القرض الروسي، الخاص بمشروع الضبعة، بدأ فى العد منذ توقيع الاتفاقية، ذلك على الرغم من أن القرض لم يصل بعد، ولم يتم البدء فى تنفيذ المشروع، ما يعنى أن مصر ستعانى خلال الفترة القادمة من خلل كبير. وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أعلن فى وقت سابق فى مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، حول استئناف الرحلات الجوية بين البلدين، موضحًا أن الأجهزة الأمنية الروسية أبلغته بأن الجانب الروسى مستعد لفتح الطيران المباشر بين موسكووالقاهرة، وهذا يحتاج لتوقيع اتفاقية حكومية مشتركة، وهناك سعى لتوقيعها فى أقرب وقت.