قال محللون، إن تفضيل الفريق أحمد شفيق، رئيس وزراء مصر الأسبق، التوجه إلى باريس دون غيرها من العواصم الأوروبية، يرجع إلى أنها إحدى الدول العظمى الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط، فضلًاً عن كونها غير تابعة لأمريكا. وكانت دينا عدلي حسين، محامية "شفيق"، قالت في تصريحات لها، إن موكلها سيغادر الإمارات خلال بضعة أيام، مؤكدة أنه سيغادرها متوجهًا إلى فرنسا. وأعلن "شفيق" الأربعاء الماضي، عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة المزمع انعقادها في إبريل المقبل، مضيفًا أنه سيعود لمصر "خلال الأيام المقبلة". وفي وقت لاحق لإعلان ترشحه للرئاسة، اتهم شفيق، عبر كلمة متلفزة بثتها قناة "الجزيرة" القطرية، دولة الإمارات بمنعه من السفر والعودة إلى مصر، لخوض الانتخابات. اتهامات "شفيق"، دفعت الإمارات إلى مطالبته بمغادرة البلاد، حيث أعلن عبد الخالق عبد الله، مستشار ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، عن أن الإمارات منحت الفريق، مهلة 48 ساعة لمغادرة البلاد، لافتًا إلى أنه "غير مرحب به بعد الآن". محمد سعد خير الله، منسق "التجمع الحر من أجل الديمقراطية والسلام"، قال إن فرنسا دولة لها ثقلها على المستوى الدولي، وهي أيضًا متداخلة في سياسات العديد من دول الشرق الأوسط، منوهًا بأن ذلك ربما يكون السبب الذي دفع الفريق أحمد شفيق لاختيارها. وأوضح خير الله، ل"المصريون"، أن ذهاب شفيق لفرنسا جاء أيضًا لمقابلة الجاليات المصرية التي تعيش هناك، والتواصل معها، مضيفًا أنه عندما يقرر الفريق، خوض الانتخابات فبالتأكيد وبنسبة 100% هناك ضمانات من أطراف دولية، بأن الأمور فيما يخص الانتخابات، ستكون على درجة كبير ة من الشفافية. منسق "التجمع الحر من أجل الديمقراطية والسلام"، أشاد بتواصل الفريق مع بعض الأطراف الدولية، منوهًا بأنه خاض انتخابات رئاسية سابقًا، ويعلم ما تفعله الدولة عندما تنحاز لشخص على حساب آخر". ولفت إلى أن "شفيق"، لا يمكن أن يقوم بدور المُحلل في الانتخابات القادمة، متابعًا: "لابد أنه تواصل مع أطراف دولية فاعلة في الشرق الأوسط ضمنت وجود انتخابات رئاسية حقيقة في مصر". واستطرد: "الغرب يريد مصر مريضة فقط وليست ميتة، حتى لا يكون هناك اقتصاد قوي في المنطقة، ولكنه يدرك أن استمرار السيسي على رأس الحكم، سيؤدي بمصر إلى الهاوية، لذا من الوارد أن تلك الأطراف تبحث عن بديل أفضل". أما، السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أشار إلى أنه "من المؤكد أن شفيق رأى أن ماكرون هو الشخص الأنسب الذي يستطيع إنقاذه والوقوف بجانبه، وهو ما دفعه إلى اختيار العاصمة الفرنسية دون غيرها". وخلال حديثه ل"المصريون"، أضاف الأشعل، أن "شفيق، لا يمكنه اللجوء أو الاحتماء بأي دولة أخرى، مشيرًا إلى أن غالبية العواصم الأخرى، لا تخرج عن كونها أتباع للولايات المتحدةالأمريكية، ومن الصعب تقديم أي مساعدة للفريق. ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن "شفيق"، معادلة صعبة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وترشحه أحدث جدلًا واسعاً، وأفزع النظام، منوهًا بأن ترشحه، سيحدث انقسامًا داخل العديد من المؤسسات السيادية. من جانبها، أكدت مى شفيق، ابنة الفريق أحمد شفيق، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أن والدها يعتزم العودة إلى مصر في الأسابيع القادمة. وقالت "مي"، فى تصريحات اختصت بها وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، إنه يستعد لمغادرة الإمارات إلى أوروبا والولايات المتحدة أولاً لعقد اجتماعات مع الجاليات المصرية، ومن ثم سيتوجه عائدًا إلى مصر لبدء حملته الرئاسية. وأوضحت، أن والدها مُنع في الأيام الماضية من مغادرة الإمارات، لكنه تلقى الآن تأكيدات تفيد أن بإمكانه السفر بحرية، ولم تحدد من قدم التأكيدات. وكان شفيق رئيس الوزراء الأسبق، قد ترشح في الانتخابات التي عقدت عام 2012، وخسر أمام منافسه الرئيس الأسبق محمد مرسي. كما شغل منصب رئيس الوزراء في أثناء ثورة 25 يناير 2011، قبل أن تتم الإطاحة به من قبل المجلس العسكري الذي كان يحكم البلاد في حينها. وتم رفع اسم شفيق، في نوفمبر الماضي من قوائم الترقب، عقب براءته من تهم إهدار المال العام في وزارة الطيران، وكذلك أرض الطيارين، إلا أنه لا تزال توجد بلاغات ضده يحقق فيها جهاز الكسب غير المشروع.