سلطت صحيفة "تليجراف" البريطانية الضوء على حملة الاعتقالات الأخيرة الموجهة ضد النشطاء السياسيين على مواقع التواصل الاجتماعي، مستشهدة برأى الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، والتي ترى أن حملة الاعتقالات تدمر مستقبل الشباب، فيما اعتبر مديرها، جمال عيد، النظام الحالي هو الأسوأ فيما يخص حقوق الإنسان، واعتبر وائل عباس الحملة وسيلة لبث الخوف في النشاط، لتخليهم عن السياسية. فاستهل الموقع أن منظمات حقوق الإنسان اعتبرت القبض على أحد المدونين العلمانيين ويدعى إسلام رفاعي حملة قمع جديدة وموسعة تستهدف حرية التعبير، مستدركًا أنه اليوم الخميس الماضي اعتقل إسلام الرفاعي، وهو ناشط معروف بتدويناته الساخرة و الخارجة، ووجهت له تهمة الانتماء إلي جماعة إرهابية والتحريض ضد الدولة والدعوة إلي مظاهرات بدون تصريح. وأوضح الموقع أن "الرفاعى" يدون تحت اسم "الخرم"، وحصد على أكثر من 75 ألف متابع على موقع التواصل "تويتر"، من خلال تغريداته بعدم حيائه وتدوينات أخرى غير ملائمة تضم صورًا لنساء شبه عاريات. واعتبرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اعتقال "الرفاعي" بأنه جريمة جديدة ضمن الاعتداءات المتكررة على الحريات، مضيفة أنه من الواضح أن التهم الموجه له تهم مفبركة من قبل أجهزة الأمن، إذ صرحت بأن شابا مثل إسلام، المعروف للآلاف أنه ليبرالي وتظهر حساباته على "تويتر" و"فيس بوك" أنه لا يمكن اتهامه لجماعة دينية وسياسية، مطالبة بالكف عن اللعب بحريات المواطنين، وتدمير مستقبل الشباب". وأوضح الموقع أن "الرفاعى" ما هو إلا واحد من العديد من شخصيات ونشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين تم القبض عليهم في الأسابيع الأخيرة، إذ تم اعتقال المدون محمد إبراهيم، المعروف باسم محمد أكسجين، أثناء تصويره فيديو لمدونة "أكسجين مصر"، إلا أنه تم إطلاق سراحه تحت شروط معينة. وقال محمد على مدونته: "أعيش في قلق متواصل، إذ أنني أخشى أن تقتحم الشرطة منزلي وتعتقلني بأي تهمة غريبة، شعور الخوف هو شعور عام بين النشطاء، إلا أننا لا نستطيع أن لا نعبر عن رأينا". وتم القبض على أحدى الناشطات البارزات، وهي ماهينور المصري السبت الماضي بتهمة المشاركة في تظاهرات غير قانونية، اعتراضًا على تسليم الجزيرتين الإستراتيجيتين تيران وصنافير إلي السعودية، ورفضت المحكمة الإفراج عنها بكفالة واحتجازها أثناء فترة محاكمتها، ونقلت إلى سجن بعيد عن مدينها الأم الإسكندرية. وفي السياق ذاته يقول أحد أهم المدونين المصريين، وائل عباس، إن الاعتقالات دفعت العديد من النشاط لإخفاء تدويناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاحظت أن حملة النظام القمعية خوفت العديد من النشطاء، ودفعتهم إلي تحويل تدويناتهم إلي نظام الخاص، بحيث يمكن لأصدقائهم مشاهدتها، والبعض تخلي عن السياسية تمامًا. فيما قال المدير التنفيذي لشبكة العربية لحقوق الإنسان، جمال عيد، إن النظام الحالي هو الأسوأ في تاريخ مصر فيما يخص حرية التعبير، مشيرًا إلي أن هناك 400 موقع أخباري محجوب في مصر، وتم احتجاز مئات من الناشطين والصحفيين، فضلًا عن أن كل وسائل الإعلام تدعم الحكومة، وعلى الرغم من هذا كله فأنه لا يزال من لديه الشجاعة ليعبر عن رأيه في منصات التواصل الاجتماعي، وينتقد النظام".