وصل الوفد الإغاثي الموفد من قبل الأزهر اليوم إلى بنجلاديش، لزيارة مخيمات مسلمي الروهينجا في مدينة كوكس بازار، المتاخمة للحدود مع ميانمار، تمهيدًا للبدء في توزيع المساعدات الإغاثية والإيوائية المرسلة من الأزهر غدًا الأربعاء. وتأتي هذه المساعدات في إطار الدعم الإنساني والمعنوي والإغاثي، الذي يقدمه الأزهر ومجلس حكماء المسلمين لمسلمي الروهينجا، والذي سيتوج قريبًا بزيارة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين لمخيمات اللاجئين الروهينجا في بنجلاديش الأسبوع المقبل. وتفقد وفد الأزهر المكان المخصص لتوزيع المساعدات، التي تشمل عشرة آلاف كرتونة لمواد غذائية وعشرة آلاف بطانية، كمرحلة أولى، يعقبها المرحلة الثانية التي تتضمن مساعدات غذائية وطبية وإيوائية يقدمها مجلس حكماء المسلمين، حيث تعاني مدينة كوكس بازار من تكدس مخيمات اللاجئين، إذ تستضيف المدينة عشرات الآلاف من اللاجئين الذين يعيشون في خيام، وسط ظروف مناخية متقلبة. وكان شيخ الأزهر خاطب في بيان أصدره في سبتمبر الماضي، "الضمير العالمي الذي صمتت بموته أصوات العدل والحرية وحقوق الإنسان على ما يتعرض له مسلمو الروهينجا من عمليات تهجير وإبادةٍ". وقال إن "الأزهر الشريف لا يُمكنه أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الانتهاكات اللاإنسانية، التي تعد من أقوى الأسباب التي تشجع على ارتكاب جرائم الإرهاب، التي تعاني منها الإنسانية جمعاء". وأرغمت الممارسات التي يتعرض لها مسلمون الروهينجا أكثر من 500 ألف شخص منهم على الفرار إلى بنجلاديش، وفقًا لما ذكرته دنيا إسلام خان، المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في وقت سابق. وتُشير إحصاءات منظمة الهجرة الدولية والدول المجاورة، إلى اضطرار أكثر من مليون و100 ألف مسلم أراكاني إلى مغادرة ميانمار هربًا من المجازر والاضطهاد على يد السلطات هناك، منذ العام 1970 وحتى غاية مطلع العام 2017. وخلال الفترة المذكورة، هاجر أكثر من 400 ألف أراكاني إلى بنجلاديش، و300 ألف إلى باكستان ومثلهم إلى السعودية، و55ألف إلى بقية دول الخليج، 100 ألف إلى دول آسيا والمحيط الهادئ وفي مقدمتها ماليزيا، فضلًا عن 10 آلاف آخرين إلى الهند. وتراجع إجمالي عدد المسلمين الروهينجا في أراكان من حوالي مليونين إلى 320 ألف تقريبًا، أي ما يعادل 16 بالمائة فقط. شاهد الصور: