تتزايد يوميًا حالات وفاة الرضع في الغوطة الشرقية بالعاصمة السورية دمشق، جراء الظروف الناجمة عن نقص الأدوية والعلاج، بسبب محاصرة قوات النظام للمنطقة. ويكافح قرابة 400 ألف مدني في الغوطة الشرقية القابعة تحت حصار النظام وداعميه منذ 5 أعوام، تحت ظروف معيشية سيئة في ظل الجوع والفقر. وجراء تضييق النظام لحصاره على المنطقة قبل 8 أشهر، توقفت عمليات إدخال المواد الغذائية الأساسية والأدوية إلى المنطقة عبر طرق التهريب. وبحسب معلومات المجلس المحلي في المنطقة، فإن أكثر من ألف طفل ورضيع يواجهون خطر الموت جراء نقص التغذية والدواء. ووفقًا لمعلومات استقاها مراسل الأناضول من مستشفى ريف دمشق التخصصي بالمنطقة(تديره المعارضة)، فإن حالات وفاة الرضع بدأت بالازدياد جراء تضييق النظام من حصاره على الغوطة الشرقية. وتشير معلومات المستشفى إلى أن عدد الرضع الذي توفوا منذ 2014 في الغوطة الشرقية حتى عام 2016 وصل إلى 527 حالة. ووصل عدد حالات الوفيات بين الرضع في الغوطة الشرقية إلى أعلى مستوى له خلال الأشهر العشرة الأولى من 2017، عقب منع قوات النظام والميليشيات الأجنبية الإرهابية الداعمة له دخول المواد الغذائية الأساسية والأدوية إلى المنطقة. وبحسب سجلات المستشفى، فإن عام 2017 شهد وفاة 227 رضيعًا في الغوطة الشرقية، جراء نقص الغذاء والأدوية. وكانت الرضيعة "سحر ديفدا" ذات الشهر الواحد توفيت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بسبب سوء التغذية، إضافة إلى الرضيع معتصم أرباش ذو ال 14 شهرًا الذي توفي في نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري للسبب ذاته. والشهر الماضي، أوضح المجلس المحلي في المنطقة التابع للحكومة السورية المؤقتة (معارضة)، للأناضول، أن 40 بالمئة من قرابة 17 ألفًا و700 رضيع أعمارهم تحت السنتين، محتاجون للدعم بشكل كامل. ويعيش في الغوطة الشرقية قرابة 8 آلاف و500 رضيع أعمارهم أقل من 6 أشهر، إضافة إلى 9 آلاف و200 رضيع أعمارهم ما بين 6 أشهر والعامين. وتعرضت الغوطة الشرقية لقصف عنيف من قوات النظام خلال الأسبوعين الأخيرين، خلّف أكثر من 70 قتيلًا. وتقع الغوطة الشرقية ضمن إحدى مناطق "خفض التوتر"(الخالية من الاشتباكات) التي جرى تحديدها من قبل تركياوروسيا وإيران، في إطار المباحثات التي جرت بالعاصمة الكازاخية أستانا مايو/أيار الماضي. ورغم إعلان روسيا في 22 يوليو/ تموز الماضي سريان مفعول وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، إلا أن النظام يواصل هجماته عليها دون انقطاع. -