أثرت ضغوط الأوضاع السياسية الساخنة التى تشهدها مصر سلبيا على أداء البورصة لتنهي جلسة أخرى من الهبوط الحاد اليوم /الثلاثاء/ وخسائر سوقية تجاوزت 3ر8 مليار جنيه، متأثرة بمخاوف متفاوتة بين المستثمرين إنعكاسا لما يدور فى الشارع السياسي سواء ما بين مخاوف بعض المستثمرين من فوز المرشح الرئاسي محمد مرسي وأخرى ناتجة عن الجدل الذي يدور بشأن الاعلان الدستوري المكمل، فضلا عن المخاوف من حدوث مفاجأت في السباق الرئاسي بإعلان فوز المرشح أحمد شفيق بعد إعلان حزب الحرية والعدالة حسم السباق لصالح مرشحهم. وسجل رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة أدنى مستوى له في 5 أشهر ليصل إلى 03ر306 مليار جنيه مقابل 3ر314 مليار جنيه عند إغلاقه بالامس، بعد تداولات إجمالية بلغت 3ر589 مليون جنيه منها نحو 346 مليون جنيه تعاملات سوقي السندات ونقل الملكية. وهبط المؤشر الرئيسي للسوق/إيجي إكس 30/ بنسبة 2ر4 في المائة ليغلق عند مستوى 45ر4078 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ 24 يناير الماضي، فيما هبط مؤشر الاسهم الصغيرة والمتوسطة/إيجي إكس 70/ بنسبة 3ر2 في المائة مسجلا 34ر377 نقطة، وخسر مؤشر/إيجي إكس 100/ الاوسع نطاقا ما نسبته 03ر3 في المائة منهيا التعاملات عند 57ر643 نقطة. وقال محمود البنا محلل أسواق المال إن الاحداث السياسية الساخنة من عدم الاعلان الرسمي لنتيجة الانتخابات الرئاسية وإعلان كل فريق فوز مرشحه بجانب حل البرلمان وعدم حسم مشكلة التأسيسية، وأزمة الاعلان الدستوري المكمل، كل ذلك يجعل هناك صعوبة على المستثمر إتخاذ قرار شرائي على الاسهم بالبورصة. وأوضح أن المستثمرين الاجانب يواصلون عمليات البيع ما يزيد من الضغوط على السوق حتى وإن قابلها عمليات شراء على إستحياء من المستثمرين العرب وبعض المضاربين المصريين، لافتا إلى أن السوق تشهد شحا كبيرا فى السيولة. وأشار إلى ان السوق فوجئت فى مستهل جلسة اليوم بعمليات بيع مكثفة على أسهم الشركات الكبرى والقيادية منها أوراسكوم تليكوم وأوراسكوم للانشاء وطلعت مصطفى وأسهم العقارات والتى يتركز فيها كبار المستثمرين والمضاربين بالبورصة، لكن هذه المبيعات هدأت نسبيا فى الربع الاخير من جلسة التداول ربما لعدم وجود قوى شرائية تقابل عمليات البيع. وقالت مروة حامد منفذة العمليات بشركة وثيقة لتداول الاوراق المالية إن هناك شرائح من المستثمرين متخوفين من فوز المرشح الإسلامي محمد مرسي، ما يدفعهم لعمليات بيع مكثفة وربما التخارج من السوق، مشيرة إلى ان هناك فئات أخرى من المستثمرين يتخوفون من حدوث مفاجأت فى نتيجة الانتخابات بعكس المؤشرات المعلنة. وأضافت أن دعاوى بعض القوى السياسية للتظاهر فى مليونية اليوم إعتراضا على الاعلان الدستوري المكمل، زاد من قلق المستثمرين، وأدى إلى حث الاجانب على مواصلة البيع وكبح جماح عمليات الشراء لدى العرب والمصريين. ورأت أن تعافي السوق وتغيير المستثمرين الاجانب لاتجاهاتهم البيعية لن يحدث إلى بعد حدوث إستقرار فى الشارع السياسي وهدوء الاوضاع الساخنة التى تشهدها مصر حاليا.