أصبح الزميل الصحفى مصطفى بكرى متحدثًا رسميًّا باسم المجلس العسكرى.. يعلن ترتيبات الإعلان الدستورى المكمل، وتشكيل تأسيسية جديدة، ويكشف عن مواد "الدستور العسكرى الجديد"، ويحدد صلاحيات الرئيس، ووضْع الجيش فى الدستور، وغيرها من التصريحات التى يستحق معها أن يلقَّب ب"الجنرال مصطفى بكرى". الجنرال بكرى نجح باقتدار فى تقمص دور الثورجى عقب نجاح ثورة 25 يناير، وقبلها بأيام - وكنت قريبًا منه أمام مقر صحيفة الأسبوع - وهو يصرخ فى جمع، تجمَّع حوله: "اتركوا مبارك يكمل فترة ولايته.. الرجل صادق فى وعوده.. لماذا يتظاهر الشباب فى التحرير؟!"، لكن "بدلة الثورة" كانت فى الدولاب، وتم إخراجها على عجل عقب تنحّى المخلوع، ونفض التراب عنها؛ ليتم ارتداؤها سريعًا، مع الإسراع بتقديم عدة بلاغات للنائب العام تتهم مبارك ورموز نظامه بارتكاب جرائم فساد، الأمر الذى كان كفيلاً بمنْحه لقب "ثورجى". مصطفى بكرى فاز بأحد المقاعد الفردية فى البرلمان الذى تآمرت "الدستورية" على حله، وخرج يتقمص دور البطولة، ويعلن تقديم استقالته بعدما فقد مقعده، بل الأدهى من ذلك أخذ يصف القانون الذى أجريت على أساسه الانتخابات البرلمانية، بأنه باطل وغير دستورى من الأساس، فلماذا إذن ترشح فى انتخابات يعلم أنها باطلة من الأساس؟، ولماذا يقدم استقالته، وقد تم حل المجلس والإطاحة به؟!! بكرى الذى يعرفه الوسط الصحفى جيدًا، هو رجل كل العصور والموائد، والجميع يعلم علاقته الطيبة جدًّا ب"صفوت الشريف"، أحد أبرز نزلاء طرة، وأشرس المفسدين الذين دمروا الحياة السياسية فى مصر، فضلاً عن علاقته بنجلى المخلوع، وأجهزة أمنية سيادية كان وما زال يعمل بوقًا لها. الجنرال بكرى كان من أشد المدافعين عن ترشح اللواء عمر سليمان لرئاسة الجمهورية، واستمات فى رفض قانون العزل السياسى بدعوى أنه غير قانونى، وبرز ضمن المؤيدين لتصريحات "الزند" التى كانت إيذانًا ببدء موجة من البلطجة القضائية ضد أول برلمان منتخب فى تاريخ مصر. السقطة الكبرى للجنرال مصطفى بكرى كانت تقدُّمه ببلاغ ضد القائد الميدانى لميدان التحرير فى موقعة الجمل "د. محمد البلتاجى"، يتهمه فيه بالتحريض على قتله، فضلاً عن ترديده مع رفيقه "توفيق عكاشة"، ادعاءات كاذبة حول الطرف الثالث والأيدى الخفية التى فتحت السجون، وأحرقت أقسام الشرطة، ومحاولة توريط الإخوان فى قضية موقعة الجمل. الجنرال بكرى "الصحفى سابقًا" كان أول مَن حاور الجنرال عمر سليمان رئيس مخابرات المخلوع، وحاول تلميعه وتقديمه للرأى العام فى حوار نشرته صحيفتا الأخبار والأسبوع، وأخذ يكشف عن المؤامرات التى تحاك لقتل هذا الرجل "الوطنى جدًّا"، وتهديدات الإخوان باغتياله، وكأنه متحدث رسمى باسم "رئيس المخابرات". علاقاته بالأنظمة المستبدة معروفة للمقربين منه، بدءًا من نظام مبارك إلى القذافى، وصدام حسين، وبشار الأسد، وموائد صفوت الشريف وعمر سليمان وعنان، تشهد له وعليه، ونضاله السياسى لعبة أراجوز، يجيد جميع الأدوار، ويحظى بالألقاب كافة من ممثل إلى صحفى، ومن "فل" إلى ثورجى، وأخيرًا "جنرال".