طالب الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين، جموع أفراد الجماعة، ألا يعيروا الإشاعات الكاذبة ممن يتحرون الكذب حتى يكتبوا عند الله كذّابين، وألا يعيروهم اهتمامًا بل كونوا مثلاً في الثبات يقتدي به غيركم، مشيرا إلي أنهم أهل الصبر والثبات ولا نُزكيكم على الله، وانهم قد تعلمموا من رسولنا معلم البشرية صلى الله عليه وسلم أنه لم يثبت المؤمنين فقط بل كان يثبت جبل أحد عندما اهتزَّ وهو والصحابة الكرام واقفون فوقه فقال له: "أثبت أحد فإنما عليك نبى وصديق وشهيدان". وقال الدكتور بديع في رسالة وجهها لهم مساء اليوم الأحد: "ما قمتم به جميعًا مع شعب مصر العظيم كان وما زال محل تقدير وإعجاب من كل المراقبين البعيد والقريب على السواء، وأهم من ذلك قبول الله- عزَّ وجلَّ- لمجهوداتكم جعلها الله في ميزان حسناتكم جميعًا وبارك في آثارها حتى يحقق لنا ولمصرنا كل ما نتمناه من أهداف الثورة المباركة والنهضة الواعدة بإذن الله وقدرته وسلطانه، والرجاء كل الرجاء استمرار وزيادة هذا الجهد المشكور حتى آخر لحظةٍ مع تحفيز همم الشعب المصري البطل الذي يكتب الآن تاريخه بيده في ساعات حسن الختام والعالم كله يراقبه بإعجاب وانبهار، والله خير الشاهدين". وأضاف الدكتور بديع: "نحن أمة العشر الأواخر، نحن أمة الإسراء والمعراج في يوم الإسراء والمعراج، نحن أمة غرس الفسيلة في آخر ساعات الدنيا تحقيقًا للإيجابية الكاملة والذاتية الجهادية وابتغاء الأجر، والله من وراء القصد، وهو القاهر فوق عباده، وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه". وتابع الدكتور بديع: "نحن أمة {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ } (الأنفال : 9] نحن أمة {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿173﴾ فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴿174﴾ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿175﴾} (آل عمران)". ووجه الدكتور بديع كلمة إلي الأخوات المسلمات قال فيها: "لا بد أن يتم تخصيص جزء من رسالتي إليكن.. فقد كان الأداء ليس فقط بالأمس، ولكن في كل مواقف الثبات والصبر والعاطفة الإسلامية القوية في تاريخ الدعوة والجماعة والحزب، ما أشهد لكنَّ به، وأسأل الله أن يبارك لكن ويبارك في الآباء والأمهات والأزواج والأولاد والبنات، ويجعلكم جميعًا ذخرًا للإسلام والمسلمين ولمصر وعزتها وكرامتها"ن وتابع: "لقد تربينا جميعًا أن نكثر عند الفزع ونقل عند الطمع.. وها هي مصر تنادينا لنصرتها والحفاظ على ثورتها، ورسم طريق نهضتها ومشاركة كل الشعب المصري الأبي البطل في جميع ذلك، لا تتقدم عليه ولا تتأخر عنه في كل إجراء أو فعالية". واختتم الدكتور بديع رسالته قائلا: "اليقظة اليقظة.. الإصرار الإصرار.. الثبات الثبات.. الصبر الصبر.. الدعاء الدعاء.. اليقين اليقين في وعد الله ووعيده".