ساعات متواصلة في محاربة مجموعة من الإرهابيين بمنطقة الواحات في عمق صحراء الجيزة، إثر ورود معلومات حول اختباء مسلحين هناك تجهز لعمليات إرهابية، أسفرت عن سقوط 15من ضباط وأفراد الشرطة. وفي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الداخلية عن ملابسات ما حدث بالأمس، لكن هناك من يتحدث عن "كمين" تم إعداده لقوات الأمن ما أدى إلى سقوط هذا العدد الكبير في صفوفها. وقال العميد محمود قطري، الخبير الأمني, إن "ما تعرضت له القوات الشرطية أمس, مجزرة مروعة لم يسبق حدوثها من قبل داخل الجهاز الشرطي". وأضاف ل"المصريون": "هناك لغط كبير في العملية, فيما يتعلق بجمع المعلومات والتعرف على طبيعة الأماكن الجغرافية والصحراوية التي تتخذها الجماعات الإرهابية مخبأ لها, وكيفية حماية القوات الأمنية من الرصاص المضاد, ونوعية الأسلحة التي تقع تحت تصرفهم, بالإضافة إلى أخذ السواتر للتصدي للعناصر المهاجمة". وأوضح الخبير الأمني, أن "قرار التحرك كان به عشوائية كبيرة, وحماسة الضباط جعلتهم يتهافتون على التحرك إلى مكان تواجد العناصر المسلحة, في حين إن قرار التحرك لم تتم دراسته بشكل جيد, خاصة وأن تلك العناصر التي كانت في استقبال قواتنا على درجة عالية من الكفاءة والتدريبات, وعنصر المفاجأة يلعب دورًا حاسمًا في مثل تلك العمليات". وتابع: "حين يكون هناك قرار إزالة لإحدى البنايات, تتم دراسة المنطقة الكائن بها المبنى جيدًا, من ناحية الطرق التي تؤدي إليها وطبيعة المكان سواء كانت أراضي صحراوية أو جبلية وزراعية, وعمل الاحتياطات اللازمة, خشية وقوع تشابك بين القوات وأصحاب المنطقة". من جهته, قال اللواء جمال مظلوم, الخبير العسكري والاستراتيجي, إن "فرار العناصر الإرهابية من سيناء نتيجة تضييق الخناق عليها، دفعها إلى التواجد في المناطق الجبلية الوعرة". وأوضح أن "عملية أمس هي استمرار لخطط ممنهجة لاستهداف مصر، وما أدى إلى هذا الوضع هو انتشار تشكيلات مسلحة تحت مسميات مختلفة في مناطق متفرقة داخل البلاد". وتابع: "لا يمكن التنبؤ لنا كأشخاص نتابع الإحداث من خلال الصحف وشاشات الفضائيات بما يجري في ميدان المعركة, فالقوات التي شاركت كانت على علم ودراية أكثر منا في دراسة القرار والظروف المحيطة بالمعركة, والتفكير بشكل عام". واستدرك: "لا نعرف, هل كان الوقت مناسبًا؟ وهل كانت القوات كافية؟ لانعرف طبيعة عمل القوات, إذ أنه لا يوجد أحد يخرج من منزله ويريد الموت". وأردف: "أنا كرجل عسكري حضرت ما يقرب من 3 حروب, لا أحد يريد أن يقدم روحه هباء في مهب الريح, إلا إذا كان المقابل حماية الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره من جماعات العنف المسلح". وكانت وزارة الداخلية أصدرت بيانًا بشأن ما حدث في الواحات أمس, جاء فيه: "إنه في ضوء توافر معلومات حول اتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية من إحدى المناطق الصحراوية مكانًا للاختباء والتدريب والتجهيز للقيام بعمليات إرهابية, فقد تم إعداد القوات للقيام بمأموريتين من محافظتي الجيزة والفيوم لمداهمة تلك المنطقة, إلا أنه حال اقتراب المأمورية الأولى من مكان تواجد العناصر الإرهابية استشعروا بقدوم القوات وبادروا باستهدافهم باستخدام الأسلحة الثقيلة من جميع الاتجاهات, فبادلتهم القوات إطلاق النيران لعدة ساعات مما أدى لاستشهاد 16 من القوات "11 ضابطًا – 4مجندين – 1 رقيب شرطة" وإصابة 13 "4 ضابط – 9 مجندين".