كشف وزير المالية، عمرو الجارحي، عن رؤية الحكومة من تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي، الذي يشمل إلغاء الدعم، بالإضافة إلى تسعير الوقود بسعر السوق، جاء هذا في مقال ل"الجارحي"، كتبه لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم الجمعة، أكد خلاله أنه من الأهمية بمكان، أن يتم التخلص من عناصر نظام الدعم "المكلف وغير الفعال" والتحول إلى التسعير على أساس السوق، فيما يخص قطاع الطاقة. وحول برنامج الإصلاح الاقتصادي، قال "الجارحي" غن الحكومة بدأت في تنفيذه من أجل دعم النمو والتنمية الشاملة بمصر. وقال الوزير إن خفض الدعم المُكلِف، وتعويم الجنيه، وإعادة الهيكلة المؤسسية وتوسيع القاعدة الضريبية، يتضمن، ضبط الأوضاع المالية. وحول النتائج التي تنتظرها الحكومة من تطبيق البرنامج، قال "الجارحي" إنه من شأنه أن يجعل مصر أكثر جذباً للاستثمار، وذات اقتصاد أكثر ازدهاراً وفاعلية، لافتًا إلى أن صندوق النقد الدولي، أشاد في سبتمبر الماضي بالاقتصاد المصري، وبجهود الإصلاح الاقتصادي. وفي دفاعه عن هذه القرارات، أوضح وزير المالية، أن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة كانت مهمة لدفع مصر في انتقالها إلى اقتصاد أكثر فاعلية، لافتًا إلى أنها مؤلمة في أولها فقط. وأضاف "الجارحي"، أن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها مصر، أثمرت عن وصول لمعدلات النمو الاقتصادي إلى نحو 4.1%، خلال العام المالي 2016-2017، وسط توقعات بأن ترتفع تلك المعدلات إلى 4.6% في العام المقبل، وأن تعود لما كانت عليه قبل 2011 بحلول عام 2019. وتابع «الجارحي»، أنه إلى جانب خفض الدعم، قامت مصر بإطلاق حزمة من الإصلاحات التي من شأنها تحسين مناخ الأعمال، وجعل مصر وجهة أكثر جذباً للمستثمرين الأجانب والمحليين، مشيراً إلى تمرير البرلمان لقانون الاستثمار، مؤخراً. وتابع الوزير أن الحكومة تعمل على تحرير القطاعات المهمة من أجل زيادة الشفافية وتشجيع المنافسة، مضيفًا أنه من أجل التخفيف من آثار تدابير التقشف قامت الحكومة بمضاعفة قيمة الدعم على الأغذية المقدمة لحاملي البطاقات التموينية، وتجميد الضرائب على الأراضي الزراعية وزيادة المعاشات لموظفي الخدمة المدنية، بنسبة 15%. ولفت إلى أن شراكة صندوق النقد لمصر، مكنت مصر من الحصول على الدعم النقدي المطلوب للتحول الاقتصادي، وأن التزام مصر بالإصلاح المالي سيُقلِل من العجز المالي وكذلك الدين العام، ويحسن التصنيف الائتماني السيادي لمصر. وتابع أن القاهرة تمضي بالمسار الصحيح، مشيراً إلى الصفقات الكبيرة التي وقعتها كبرى شركات الغاز والنفط الغربية مع شركات مصرية، وكذلك اعتزام شركات متعددة الجنسيات مثل «هيلتون» توسيع حجم أعمالها في مصر. وفي ختام مقاله، قال الجارحي: "عاقدون العزم على النجاح رغم التحديات والمخاطر العالية".