منعت لجنة المصنفات الأدبية والفنية بمعرض الخرطوم للكتاب الأربعاء الماضي توزيع رواية الكاتبة نوال السعداوي "سقوط الإمام". وأكد عادل المصري رئيس اتحاد الناشرين المصريين، أن القائمين على معرض الخرطوم للكتاب تحفظوا على جميع نسخ الرواية ، وأصدروا تعليمات إلى دور النشر المصرية بعدم بيع الكتاب داخل المعرض، ، بالإضافة إلي إرجاع جميع النسخ مرة أخرى إلى القاهرة. وأضاف أن القائمين على المعرض بالخرطوم رأوا أن الرواية بما فيها من أفكار وألفاظ متحررة لا تتناسب مع طبيعة المجتمع السوداني، وبالتالي فإنهم قرروا منعها خوفا من إثارتها أي مشكلات مجتمعية أو ثقافية ، بحسب العرب اللندنية. رواية "سقوط الإمام" تقدم نموذجا للحاكم الفردي المستبد واستغلاله الدين في سبيل تحقيق جميع مآربه، بما فيها رغبته في أن يصبح ديكتاتورا، ثم يستتر في عباءة الدين، ويخترق العديد من المحرمات الدينية والمجتمعة إلى أن يلقى نهايته المحتومة كزعيم ظل يحكم باسم الله. كما تركز السعداوي في نصها على مسألة التعامل مع المرأة المضطهدة والمقهورة والفاقدة لأبسط حقوقها المجتمعية والقانونية، وكيفية استغلال الرجل العربي القوي لذلك الضعف، سواء تم ذلك من قبل الإمام الحاكم مطلق السلطة، أو الأب القاهر، أو الزوج المفتري. يذكر أن سياسيين أشاروا إلى أن الرواية كانت تمثل إسقاطا سياسيا على الرئيس الراحل أنور السادات وعهده وتاريخه ومعاونيه، وهو ما لم تنفه السعداوي بشكل قاطع، إذ قالت في تصريحات سابقة لها إن الرواية تتناول قصة "رئيس في بلد ما يتقمص شخصية الإله وهو مستبد، ويحكم الشعب بقبضة من حديد ويتم اغتياله في لحظة احتفاله بعيد نصره".