بعد هجومه على خمس من قادة الأمة الإسلامية القدماء، وأبرز قادة الفتوحات، بدأ الكاتب يوسف زيدان موجه جديدة من الطعن في الرموز التاريخية المصرية، وكان آخرها اتهامه للزعيم أحمد عرابي، قائد الثورة العرابية ضد الانجليز بأنه كان سببًا في حقبة من الاستعمار الانجليزي لمصر طالت مدتها 70 سنة. وقال زيدان في مقابلة مع الإعلامي عمرو أديب لبرنامج "كل يوم"، المذاع على فضائية "ONE "، السبت، "إن أحمد عرابي لم يقف أمام الخديو، وكان السبب في ضياع البلد واحتلالها 70 عامًا، والمقررات الدراسية التي درسناها وفيها أن أحمد عرابي راكب على الحصان واقف زى الفار أمام الخديوي، ويقول له لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم شوشت على دماغنا". وأضاف زيدان: "أحمد عرابي عمره ما شاف الخديوي ولا عمره قال كده، ويقولك الأتراك مكانوش بيدخلوا المصريين للجيش أمال هو بقى لواء إزاي، ده يعتبر مسكين مقارنة بصلاح الدين الأيوبي"، مشيرًا إلى أن "عرابي لا يمتلك مخابرات عسكرية ولا عنده أي حاجة وعامللي غاغة وعايز يحكم.. مسكين زي اللي قبله"، حسب قوله. وقال الدكتور حسام عقل، الناقد الأدبي ل "المصريون"، "إن هدف زيدان من التصريحات التي تشكك في الرموز التاريخية هو البحث عن الشهرة والشو الإعلامي". وأضاف: "كنت من أنصار الرد على زيدان بتوضيح الحقائق والرد على تشكيكه في أصولنا التاريخية بعد توجيهه العبارات البذيئة لصلاح الدين اليد الأيوبي على مختلف القنوات الإعلامية ومن خلال التصريحات الصحفية، إلا أنه عندما أثار موضوع عروبة القدس وشكك في أحقية العرب فيها وقوله بأن الأقصى لا يوجد في فلسطين، بدأ الشك يراودني حول دوافعه على ارتكاب تلك الأفعال الساذجة". وتابع: "بعدما هاجم الزعيم الوطني أحمد عرابي الذي وقف ضد الانجليز وتصدى لهم من اجل أن ينال هذا الشعب استقلاله، والقول بأنه تسبب في استعمار مصر 70سنة، أرى أنه يبحث عن الشو الإعلامي ويتعطش للأضواء، من خلال هذا النوع من الهجوم الساذج على الرموز التاريخية". وشدد الناقد الأدبي على أنه "يجب على الوسط الإعلامي الأدبي والصحفي في مصر أن يكون ردهم على تلك التصريحات الساذجة بالتجاهل وعدم مناقشتها، فصمام الأمان وأفضل رد على تشكيك "زيدان" هو التجاهل وعدم الرد عليه لوضعه في حجمه الطبيعي". وفضل الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ الإسلامي، في تصريح مقتضب إلى "المصريون"، تجاهل الرد على زيدان، مبررًا بأن "الهدف من طعنه في الرموز التاريخية هو خلق حالة من الجدل التاريخي في إطار سعيه خلف الشهرة". وقالت الدكتورة هويدا عبد العظيم، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة عين شمس، إن "زيدان يشكك الشباب المصري في تاريخ بلدهم، في ظل حاجتنا الماسة لتدعيم تاريخنا والافتخار برموزنا التاريخية ليكونوا قدوة يطمح الشباب في إن يكونوا مثلهم". وأضافت ل"المصريون": "بريطانيا كانت تخطط لاستعمار مصر منذ حملة فريزر، والزعيم أحمد عرابي لم يكن سببًا في الاحتلال، وظل يدافع عن الأمة وحريتها ضد الانجليز حتى انتهت حياته في ظروف صعبه جدًا وهو ما يثبت أنه لم يكن يسعى للحصول على مقابل". يذكر أن أحمد عرابي لم يكن الشخصية الأولى الذي تعرضت لطعن زيدان، ففي وقت سابق هاجم شخصيات تاريخية ووصفهم ب"المزيفين والسفاحين الحقراء، الذين استباحوا الدماء من أجل السلطة"، حسب تعبيره. وذكر أن الذين تنطبق عليهم الصفات التي قالها هم "عبدالرحمن الداخل، وأبوالعباس السفاح، والحجّاج بن يوسف، وقطز، وبيبرس، وصلاح الدين المملوك الكردي الذي ترك قومه يعانون من ظلم العباسيين، وخان الحاكمين اللذين أقسم لهما بالولاء: السلطان السُّني نور الدين، والخليفة الشيعي العاضد الفاطمي".