ما يزال الشعب المصرى يعيش أجواء الفرحة بعد صعود منتخبنا القومى لكرة القدم لنهائيات كأس العالم المقرر اقامتها فى روسيا في الفترة من 14 يونيو حتى 15 يوليو 2018 . وفى ظل هذه الأجواء التى لم تشهدها مصر على المستوى الرياضى منذ 28 عاماً وهو العام الذى شهد مشاركة مصر فى مونديال ايطاليا 1990.. تظل هناك بعض التساؤلات التى تشغل أذهان الجميع فى الشارع المصرى ومنها : هل سنشاهد مباريات المونديال ( 64 مباراة في 12 ملعبا ب11 مدينة روسية ) على شاشة التليفزيون المصرى أو القنوات المصرية المفتوحة وغير المشفرة ؟ وهل بدأت الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات القانونية لتحقيق حلم مشاهدة المباريات على الشاشات المفتوحة مثلما حدث فى تصفيات كأس العالم الى نقلت قناة أون سبورت عدد من مبارياتها بشكل إحترافى متميز نال احترام واعجاب الجماهير المصرية ووسط غياب تام للتليفزيون الرسمى , رغم أن الشركة الراعية لأون سبورت هى نفسها الشركة الراعية لقناة النيل للرياضة ؟!!! . فى هذا السياق نشير إلى انه وبموجب لوائح الإتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) فان من حق كل دولة مشاركة في نهائيات كأس العالم ان تنقل مبارياتها عبر قنواتها المفتوحة لشعبها بمبالغ رمزية تدفعها الى الشركة صاحبة امتياز النقل الحصري لمباريات كأس العالم وفي حال رغبة اي منتخب متأهل للنهائيات نقل مبارياته في مجموعته ونقل حفلي ومباراتي الافتتاح والختام وايضا مباراتا نصف النهائي تقوم القنوات التليفزيونية المحلية المفتوحة والخاصة بالمنتخبات المتأهلة للمونديال باجراء مفاوضات مع الشركة صاحبة الامتياز الحصري لنقل مبارياتها والمباريات المشار اليها بمبالغ رمزية. اما في حال حدوث خلاف حول المبلغ المطلوب او اصرار الشركة صاحبة الامتياز على فرض مبالغ خيالية فان من حق الاتحاد الدولي لكرة القدم ان يتدخل لفض هذا الخلاف واعطاء كل ذي حق حقه. ولعل الجزئية الأخيرة المتعلقة بتدخل الفيفا تستدعى تدخلاً عاجلاً من جانب المهندس هانى أبوريدة رئيس الإتحاد المصرى لكرة القدم بصفته عضواً بالمكتب التنفيذى للإتحاد الدولى لكرة القدم من أجل حسم قضية نقل المباريات للجمهور المصرى على القنوات المفتوحة حتى لا يتركه فريسة لضغوط وابتزاز شركة " بى إن سبورت " القطرية خاصة فى ظل استمرار المقاطعة الدبلوماسية من جانب مصر ودول الخليج لدولة قطر , ولكننا نتمنى ان يكون تدخل أبوريدة لصالح المشاهد المصرى وليس لمصلحته الشخصية بإعتباره شريكا أساسياً فى شركة بريزنتيشن ؟ ونتمنى أيضاً أن يكون للتليفزيون لمصرى نصيب فى نقل هذا الحدث العالمى الذى لا يتكرر إلا مرة واحدة كل 4 سنوات ؟ ونتمنى أن تتحرك قيادات الهيئة الوطنية للإعلام والتليفزيون المصرى مبكراً فى هذا الملف لضمان التواجد فى هذا الحدث التاريخى ؟ ونتمنى أن تتخلى قيادات ماسبيرو عن تغليب مصالحهم الخاصة وعدم التواطؤ مع شركة بريزنتيشن التى يجب الزامها ( فى حال نجاح مفاوضاتها مع الشركة القطرية ) بأن يكون لقناة النيل للرياضة نصيب فى هذا المحفل العالمى الكبير . على الجانب الآخر نسأل : هل هناك وسائل ضغط من جانب مصر والسعودية ( اللتان تأهلتا للمونديال رسمياً ) على دولة قطر لإجبارها على الموافقة على نقل مباريات المونديال على القنوات المفتوحة ؟ . وللإجابة عن هذا السؤال نشير إلى أن هناك وجهات تنظر ترى أن الضغط يمكن أن يتم عن طريق حجب الدول المقاطعة لقطر شارة البث عن شبكة بي أن سبورت الرياضية القطرية الحاصلة على حقوق نقل مباريات البطولة الأشهر فى العالم ، بينما يرى البعض أن قطر يمكن أن تقوم بحجب شارة هذه القنوات عن الدول المقاطِعة , وهنا يشير الخبراء إلى أنه ليس من حق أي من الطرفين قطع الشارة عن الطرف الآخر. ويرى الخبراء أن الشركة القطرية ملزمة بموجب العقود التي وقعتها مع الشركات الحاصلة على حقوق نقل المباريات والبطولات على إيصال الشارة إلى الشرق الأوسط، المنطقة التي تغطيها الشبكة. وفي حالة إخلالها ببنود التعاقد، يتم فسخ العقد معها وطرح مزايدة جديدة تدخل بها شركات أخرى. وفي المقابل تتعرض الدول التي تمنع شارة البث الخاصة بالبطولات التي تمتلك الشبكة القطرية حقوق نقلها نفسها لعقوبات شديدة، لأن هذه الحقوق تعود إلى الاتحادات القارية. ( ملحوظة .. عندما قام التلفزيون المصري بنقل مباراة مصر وغانا في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل دون الرجوع إلى شبكة بي أن سبورت الحاصلة على حق النقل الحصري للتصفيات الإفريقية من الاتحاد الدولي , قرر الفيفا ، رداً على ذلك، تغريم التلفزيون المصري مليوني دولار، نظراً لقرصنته حقاً سبق أن حصلت عليه الشبكة القطرية ) . على الجانب الآخر نشير إلى أن الدول المقاطعة لقطر تملك سلاح ضغط من حقها أن تستخدمه فى هذه المعركة وهو منع بيع وتداول أجهزة استقبال قنوات بين سبورت داخل الدول المقاطعة، وفى تصورى أن هذا الأمر فى حال تنفيذه سيكون سلاحاً فعالاً لأنه سيكبد قطر وشركتها الشهيرة خسائر مالية فادحة .