كنت فى واجب عزاء والد الدكتور عماد البنانى - رئيس المجلس القومى للرياضة- و قد أعاد لى الجمع الغفير الذى حضر العزاء الصورة المشرقة للرياضيين وتآلفهم وتوحدهم التى تعودنا عليها منذ الأزل. حضر وزراء سابقون مثل الدكتور عبد الأحد جمال الدين، والدكتور عبد المنعم عمارة، والمهندس حسن صقر، وحضرت قيادات رياضية من كل موقع وهيئة كما حضر زملاؤه وخريجو دفعته وأساتذته فى كلية التربية الرياضية وحضر تلاميذه بالمجلس القومى للرياضة، وأستطيع أن أقول إن أحدًا ممن أتوقع رؤيتهم قد تخلف عن الحضور سرحت بفكرى بعيدًا لأسأل نفسى لماذا هذه الكوكبة التى حضرت لا نستفيد منها فى حياتنا كقدوة ونماذج مشرفة للحب والوئام بين الرياضيين لندفع مسيرة العمل الرياضى للإمام ونستفيد من الخبرات المتعددة من الأكاديميين والخبراء ولنتفق جميعًا على وضع ميثاق شرف يساعدنا على النهوض والارتقاء بالرياضة فى كافة المجالات بروح الحب والود والاحترام المتبادل بين الكبير والصغير لنواكب الثورة التى أسعدت الشعب المصرى وفجرت طاقاته نحو مستقبل مشرق؟! وهنا أوضح أنى متأكد من صدق نوايا الجميع للتعاون من أجل الشباب والرياضة جميل أن يتنافس الرياضيون على النتائج الرياضية بمختلف أنواع الرياضات والبحث عن الفوز كنغمة ممتعة للذات وللجماهير، ولكن فى نظرى الأجمل أن يتنافس الرياضيون على "الوفاء" كعنصر يمنح للحياة طعم على مختلف الأصعدة الاجتماعية. والثقافية وهذا ما شهدته فى مناسبة نسأل الله أن يتغمد الفقيد فيها بواسع رحمته فالكل يتلقى العزاء كأن الفقيد قريب له والكل بجانب الأخ عماد البنانى يشد من أزره. و للأسف وجدت أن الأغلب الأعم وكثير من الناس ينظر إلى الجانب المظلم من الوسط الرياضى فيركزون على السلوك السلبى فى الرياضة كالتعصب والتجريح والخروج عن الأخلاق فالكل مثلاً ينظر لواقعة خروج ميدو وشيكابالا عن النص فى التعامل مع مدربهم الذى هو بمثابة الوالد الكابتن حسن شحاتة ولكنهم للأسف لا ينظرون للاعبين وأعضاء هيئة التدريب بالمنتخب أو نادى الزمالك فى سرعة مواجهة الموقف واحتوائه ولكن فى الرياضة جوانب مضيئة تحتاج الكتابة عنها إلى مقالات كثيرة.. ولكننى اليوم أكتفى بالحديث عن وفاء الرياضيين للرياضيين وحين قررت الكتابة عن وفاء الرياضيين اكتشفت حاجتى لمساحة كبيرة لتسليط الضوء على وقفة القيادة الرياضية مع الرياضيين فى المحن والشدائد وذلك ملاحظ عند حالات الوفاة والإصابة والعجز المالى للأندية. وكذلك بعض الصور المضيئة لأندية وقفت مع نجومها ففتحت لهم مجال العمل فى النادى أو تكفلت برعايتهم فى حين يسود انطباع عدم الوفاء بسبب التركيز على الجانب المظلم من علاقة الأندية بنجومها، وهنا أتحدث عن واقع شخصى عايشته بنفسى فى عزاء والد الدكتور عماد، حيث كانت وقفة الرياضيين مفخرة لكل رياضى مصرى فالقيادات الرياضية لم تكتف بالتعزية الشخصية بل بادرت بنشر نعى فى مختلف الصحف وكان للزملاء فى الإعلام الرياضى موقف مماثل ظهر فى أكثر من جريدة وقناة تليفزيونية يضاف إلى ذلك أن المعزين من الوسط الرياضى فاقوا فى أعدادهم وتواصلهم جميع الشرائح الأخرى مما أشعرنى أن الوسط الرياضى بخير والحمد لله.