شدد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، على أهمية ضبط الفتوى عبر وسائل الإعلام المختلفة من خلال استضافة المتخصصين في مجالي الفتوى والدعوة دون غيرهم. وناشد شومان، العلماء الذين يتصدون للإفتاء الابتعاد عن المسائل الافتراضية التي لا واقع لها في دنيا الناس وتلك التي تشمئز الأنفس السوية من مجرد ذكرها، والتركيز على ما يمس واقع الناس للبحث عن حلول لها تيسر على الناس حياتهم دون التفريط في شيء من ثوابت دينهم. وكان يعلق بذلك على فتوى الدكتور صبري عبدالرؤوف، الأستاذ بجامعة الأزهر حول جواز المعاشرة الجنسية للزوجة المتوفاة، وكذا ما صرحت به الدكتورة سعاد صالح حول وجود رأي للفقهاء يبيح معاشرة البهائم، ما أثار جدلاً واسعًا في مصر خلال الأيام الماضية، وأحالهما على إثره الدكتور أحمد حسني رئيس جامعة الأزهر إلى التحقيق. وخلال مناقشته لرسالة دكتوراه لأحد الباحثين بكلية الدراسات الإسلامية والعربية اليوم، طالب وكيل الأزهر، وسائل الإعلام بعدم التحدث في تلك المسائل وإهمالها وعدم إثارتها على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر النوافذ الإعلامية لتموت من تلقاء نفسها، قائلاً: "إننا لا نملك رفاهية الوقت لنضيعه في هذه الأمور التي ترفضها النفوس السوية". وأعرب شومان عن احترامه لكل اجتهاد منضبط بقواعد أهل العلم دون الخلط في تناول المسائل الشرعية نظرا لخطورة الأمر، محذرًا من خطورة تصدي غير المؤهلين للنظر في الأحكام الشرعية، فضلًا عن النظر في الأحكام الشرعية من منطلق عقلي فقط دون التزام بضوابط النظر العلمية المتفق عليها. وأوضح أن المتأمل في الأحكام الثابتة يقينًا يدرك أنها منطقية عقلًا ومناسبة زمانًا ومكانًا وصالحة لأحوال الناس، ولا فرق بين ثبوت الأحكام بالقرآن الكريم والسنة النبوية، فالثابت من جهتهما ليس محلًّا للاجتهاد بإجماع العلماء، وإن رأى بعض الناس حكمًا آخر أكثر ملائمة من وجهة نظرهم، فهو وهْم سرعان ما يُكتشف زيفه إذا ما طُبق ما توهمه بعض الناس صالحًا وأكثر ملائمة، أو حتى إذا أمعنوا النظر فيما توهموه قبل تطبيقه. يشار إلى أن وكيل الأزهر كان قد شارك في مؤتمر "التواصل الحضاري بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم الإسلامي" الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بنيويورك في الفترة من 16 إلى 17 سبتمبر الجاري.