فى فجر يوم الأحد الموافق لمثل هذا اليوم عام 1981، انطلقت من قاعدة أتريون الإسرائيلية 8 طائرات فالكون إف 16، وعلى متن كل منها 900 كيلو جرام من المتفجرات، تغطيها 8 طائرات أخرى من طراز إيجل إف 15، مزودة بصواريخ جو/جو، وأجهزة تشويش إلكترونية، لتوفير الحماية اللازمة للطائرات المقاتلة. قطعت الطائرات الإسرائيلية مسافة 1200 ميل بسرعة 600 عقدة، وعبروا خلالها المجال الجوى لثلاث دول عربية(!!)، وفى تمام الساعة السادسة و25 دقيقة بتوقيت العراق، كانت القاذفات الإسرائيلية تفرغ حمولتها فوق المفاعل النووى العراقى الواقع بضاحية التوثية القريبة من بغداد وسط كثبان الرمل وأشحار النخيل المثمرة. كانت الصواريخ التى أطلقت على المفاعل وعددها 16 صارخ جو أرض، يزن الواحد منها 900 كيلو جرام، إلا أن تسعة فقط انفجرت وسبعة لم تنفجر، منها واحد سقط على مخزن اليورانيوم، ولم يكن اليورانيوم داخل المفاعل بل خارجه، ولهذا لم تحدث كارثة بيئية لأن العراق كان متحسبًا من محاولات إيران لقصف المفاعل فلم يضع الوقود داخل المفاعل. كان العراق قد أجرى قبل حوالى يومين من قصفه تجربة عملية لتشغيل المفاعل استمرت 72 ساعة، وهى آخر تجارب الاستلام وعددها 11 تجربة بغية الموافقة على تسلمه من الجانب الفرنسى الذى كان فى بغداد لغرض التوقيع على التسليم، حتى أن أحد المهندسين الفرنسيين قتل فى الغارة عندما كان يكمل أعماله فيه. لقد تدرب الطيارون الذين نفذوا العملية منذ وقت طويل وبسرية متناهية على التحليق على علو منخفض، خصوصًا فوق قبرص والبحر الأحمر، خوفًا من كشفها من قبل الرادارات العراقية، كما أنشأوا مفاعلاً كارتونيًا فى صحراء النقب شبيهًا بالمفاعل العراقى للتدرب على قصفه. استثمرت إسرائيل المعلومات والصور التى تلقتها من وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، حيث ثبت قيامها بتزويد إسرائيل بصور المفاعل ومعلومات تحدد موقعه عن طريق رصده بالأقمار الصناعية، ولم يتوان العلماء الفرنسيون عن تزويد إسرائيل بالمعلومات الخاصة بكل شىء عن المفاعل. وكان أصغر هؤلاء الطيارين إيلان رامون الذى أصبح أول رائد فضاء صهيونى وقتل فى الأول من فبراير 2003 خلال تحطم المركبة الأمريكية الفضائية كولومبيا. اشترك فى تخطيط وتنفيذ هذه العملية 230 فردًا، تحت قيادة رئيس الأركان الإسرائيلى حينها الجنرال رافائيل إيتان، والذى كان يخشى من تسرب أخبار عن العملية، فكان يحث رئيس الوزراء مناحم بيجين على إعطاء الأمر للبدء بالعملية. استغرقت العملية حوالى 3 دقائق، وعادت المقاتلات والقاذفات التى نفذت الضربة فى حماية المجموعة الأخرى، وتزودوا بالوقود فى الجو، ثم عادوا لإسرائيل وكأنهم فى نزهة، ليستقبلهم قادتهم بالأحضان ويهنئوهم بنجاح العملية، وسط بكاء وشجب واستنكار وإدانة من الجانب العربى!!!