وجبة عشاء سكر خلاها ضابط ألماني كشف فيها للملحق العسكري المصري ببرلين.. والمخابرات المصرية سربت الأمر للإعلام وأشعلت الرأي العام الألماني ضد حكومته قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن المخابرات المصرية كشفت في الماضي عن صفقة سلاح سرية بين إسرائيل وألمانيا وسربتها إلى الإعلام ما أدى إلى إلغائها. وأضافت: "قبل أكثر من 50 عامًا؛ اتفقت إسرائيل على صفقة سلاح كبيرة مع ألمانيا، تضمنت دبابات من فائض المعدات الأمريكية بالأخيرة والتي بلغت 200دبابة، علاوة على مدافع ذاتية الحركة و6سفن كانت ستستخدم كزوارق صواريخ، وغواصات، وبالرغم من السرية التي فرضت على الصفقة، في وقت خشيت فيه برلين من رفض الرأي العام الألماني لهذا النوع من الصفقات، ولأن سياسة البلاد وقتها كانت عدم بيع أي سلاح لدول بمناطق التوتر والاشتباكات، إلا أنه برغم هذه السرية حدث التسريب وبأسرع ما يكون، وفي نهاية الأمر ألغيت الصفقة". وأوضحت أن "الباحث والمؤرخ الإسرائيلي بيساح ملبوني والذي خدم بمخابرات إسرائيل العسكرية (أمان) كشف مؤخرًا وبعد بحث عن مصدر التسريب، والذي كانت تقف وراءه المخابرات المصرية بعد علمها بأمر وقصة الصفقة بين إسرائيل وألمانيا". وأشارت إلى أنه "في هذه الأيام شغل الجنرال محمد أحمد صادق منصب الملحق العسكري المصري بمدينة بون -عاصمة ألمانياالغربية من نوفمبر 1949 إلى أكتوبر 1990- وهو الرجل الذي تولى لاحقا رئاسة المخابرات المصرية، ثم وزيرًا للدفاع حتى إقالة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات له". وواصلت: "في إطار مهمته ووظيفته بالعاصمة الألمانية، أجرى صادق علاقات وطيدة مع ضباط؛ خاصة مع هؤلاء الذين كان لهم ماضي في الحزب النازي أو معروفين بعدائهم لإسرائيل واليهود، وذات يوم طلب منه قائد سلاح البحرية المصري الحصول على مركبات وعناصر لغواصة أرادت القاهرة تطويرها بشكل سري، وتذكر وقتها صادق ضابط ألماني برتبة نقيب كان قد التقاه باسم إيرهارد ويعمل في الأسطول الألماني". وقالت: "دعا صادق إيرهارد وزوجته لوجبة عشاء واستغل المناسبة للتحدث إليه؛ وبسبب خمر الشنابص الذي يحبه الضابط الألماني كان إيرهارد مستعدًا في هذه المرحلة للحديث عن كل شيء أمام أي شخص، وعندما وصل إلى مرحلة السكر كشف الضابط الألماني عن وجهه النازي، وكلما شرب أكثر كلما حلت عقدة لسانه وتحدث بدون توقف". ولفتت إلى أن "صادق أدرك أن هذا هو الوقت المناسب للوصول إلى هدفه وسؤال إيرهارد عما يتعلق بالغواصات؛ ولأن الأخير كان متخصصا في هذا المجال، لكن مفاجأة كانت في انتظار الملحق العسكري المصري فقد رد الضابط الألماني غاضبا (جنرال صادق، لابد أن تعلم أنني عارضت حتى وقت قريب تزويد ألمانيا إسرائيل بغواصات أو دبابات أو أي سلاح ألماني أخر، وقد عرضت هذا أمام القيادة الألمانية، ونجحت في منع بيع الغواصات لتل أبيب، وبالرغم من ذلك سيرسل سلاح البحرية الألمانية سفن حربية سريعة لإسرائيل". وختمت الصحيفة: "لقد تفاجأ صادق الذي لم يكن يعرف أي شيء عن صفقة السلاح تلك مع تل أبيب، وبعث للقاهرة بتقرير عن الأمر والتي طلبت منه العمل على إحباط وإجهاض هذه الصفقة، والتقى أيضًا وزير دفاع ألمانياالغربية وأبلغه أن الرئيس جمال عبد الناصر غاضب ومصاب بخيبة الأمل بسبب منح هذه الأسلحة لتل أبيب، وأنه يريد توضيحًا بشأن المسألة، ويؤكد أن القاهرة سترد بشكل قاس يسفر عن قطيعة بين ألمانيا والعالم العربي". وأشارت إلى أنه "أسفر الضغط المصري علاوة على تسريب أمر الصفقة لوسائل الإعلام إلى إثارة غضب الرأي العام في ألمانيا ما دفع حكومة المستشار لودفيج إيرهارد عام 1965 إلى إلغاء الصفقة مع إسرائيل".