الفنان محمد صبحي ، صدَقْناه طويلاً ، وهو يستعرض هموم الوطن السياسية والإجتماعية ، وأزمة غياب الأخلاق الحميدة ، وذلك من خلال أعماله الفنية ، فوجئنا به منذ أيام ، زائراً لسوريا ، كي يلتقي بسفاح الدماء بشار الأسد وعائلته ، بل وتم تكريمه من قِبلْ أحمد حسون مفتي بشار ، الذي منحُه بعض الهدايا ، كما ظهر في إحدي الصور التي جمعتهما معاً !! هذا الأمر الجَللْ الذي أصاب المصريون بصدمة هائلة ، وبسببه إنهالت علي الفنان المصري موجات عنيفة من الغضب والإنتقادات اللاذعة عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، مِنْ هؤلاء الذين ثاروا واستنكروا علي صُبحي خطيئته في حق مصر والعروبة ، وإعتبروا أن تلك الزيارة بمثابة حالة تسامح وتهاون ودعم من شخصية مصرية مشهورة للنظام السوري الجائر ، هذا النظام الذي يقتل ويُعذِب من أجل يمكُث في الحُكمْ .. فكيف أقْدَم محمد صبحي علي مقابلة ومُصافحة مُجرم ، جعل سلاحُهْ البطش ، لمواجهة شعْبُه ورعيَتُهْ ؟! ومع غضب صبحي من المُشككين في وطنيته .. ووصْفِه لهم بالمنحطِين أخلاقياً ، أنكر الفنان المصري ، تماماً مقابلته لأي مسئول من أفراد النظام الحاكم بسوريا، ولكن إعلام بشار ، قام بنشر صورة تجمع الفنان المصري مع نجاح العطار نائب الرئيس السوري بشار الأسد ، ولعلَ أن الصورة ، التي فضحت كذب الفنان المصري ، قد تم إلتقاطها داخل مكتب بشار بدمشق !! ولعلكم تتفقون معي بأن زيارة محمد صبحي لرئيس سوريا ، المُفسد في الأرض ، لا تعني إلا إرتياح الفنان المصري لسياسة بشار التي منهجها القتل والدعس والحرق والإباده الجماعية للشيوخ والرُضَعْ سواء.. أو أن تلك الزيارة تعني عدم مبالاة محمد صبحي بجرائم الأسد ،وأن قتل الأبرياء لا يَهِم الفنان الشهير ولا يعنيه في شيئ ، بل شَغَلَه إغتنام الفرصة الذهبية لمصافحة ومجالسة حاكم عربي ، حتي وإن كان هذا الحاكم مُجرماً وجائراً !! ولكن ماذا لو كان طلب بشار الأسد من الفنان المصري أن ينضم لنِظامه وحكومته ليصبح وزيراً للثقافة أو الإعلام السوري ؟! ، هل سيوافق صبحي علي الإقتراح المُذهل ، لاسيما لو أغراه بشار بالأموال والضِياع والثروات لكي يقبل بذلك المنصب الرفيع ؟! هل سينجح الفنان محمد صبحي - إعلامياً - في توجيه العالم كله نحو الوهم والباطل ، فيُصبح قادراً علي إظهار المشهد السوري الدموي ، في ثياب بيضاء رائحتها المسك وليس الدم والسواد كما هو الواقع الأليم ، طوعاً وطمعاً في رضي بشار.. وهل سيُبدع صبحي في إخفاء الحقائق المُفْجِعة ، وتكذيب الأخبار الصادقة ، وهو بدَوْرُه المشخصاتي البارع الذي يملك أدوات إضحاك الناس وإبْكائهم ، من خلال إعلام هَشْ ، لن يكون إلا مرتع لتزوير الأحداث وتبديلها ، وهل سينضم صبحي لصفوف المنافقين لصاحب السُلطه ، فيُبدع في تجمِيل كل قبيح ، وتقبِيح كل جميل ، إذا ما كلَفَه مُجرم الزمان بتولي شئون وزارة الإعلام السورية ؟! هل سيزعُم صُبحي ، ذلك الوزير المُحتمل لإعلام سوريا ، بأن أهل سوريا هم الظلمة والبُغاة ، وأن بشار هو الفاروق الحكيم الذي يتحلي بالحكمة ويحكُم بالعدل ، وأنه الراعي الأمين لمصالح شعبُه ؟! وهل سيتألق الممثل القدير في إخِفاء المشهد الدموي الراهن بسوريا ، فيُقنع العالَمِين من خلال إعلام مرئي ومسموع ، بأن الأمن والسلام يغمُران الأجواء السورية ، ثم لا يذكر إعلامه الكاذب ولا يُظهر ويلات الدمار والخراب المرير الذي تعانيه البلاد والعباد ؟! لقد كان الأولي أن يفكِر الفنان المصري مئات المرات ، قبل إتخاذه لقرار زيارة ملتقي سوريا الثقافي ، إن كان هذا هو السبب الحقيقي في الزيارة ، فإن إعتذاره عن السفر لسوريا كان سيُدرأ عنه كثيراً من الشُبُهات ، أما إن كان فرحاً فخوراً بلقاء بشار وعائلته ، فهذا دليل واضح علي رِضاهْ عن إهدار دماء الأبرياء السوريين ، تحت مسمي مكافحة الإرهاب . ولا أظن أن الفنان المصري ، سيقبل بتولي حقيبة الإعلام السورية ، إذا اُختير طوعاً أو كرهاً لتلك المهمة الماجنة ، فلربما يُراجع نفسه فيعترف بخطئه فيعتدل ، ويا آسفي علي صبحي لو قَبِلَ بأن يكون مُجرد أداه يحركها بشار كيفما يشاء ، ليُدرْ بها إعلاماً خواناً أثيم، فبئس ما فعل، حضرة الوزير المحتمل !! [email protected]